تعج كتب التاريخ بروايات وقصص كثيرة تتحدث عن الأباطرة والملوك الذين اقترفوا أعمالًا أقل ما توصف بأنها مجنونة! وقد يكون من الصعب كذلك الحكم على سبب قيامهم بهذه الأعمال؛ فهل هي ناجمة عن كونهم مجانين، أو أنها ناجمة عن صيرورة الأحداث التي مروا بها، أو أنها مجرد روايات وأعمال مبالغ بها. وللأسف فإن جنون هؤلاء الملوك والأباطرة قد انعكس على رعيتهم من الناس، الذين ذاقوا من العذاب والويلات والأعمال المرعبة والمجنونة التي يندب لها الجبين.
إليك قائمة ببعض أشهر الملوم والأباطرة الذين وصفهم المؤرخون بالجنون والوحشية:
-الإمبراطور الروماني كاليغولا: تربع هذا الامبراطور على قائمة أكثر الأباطرة الرومان وحشية وجنونًا على الإطلاق؛ فقد روي عنه ذات مرة أنه كان يشاهد سيرك ماكسيموس الخاص بالجلادين الذين يجالدون الأسود المتوحشة، وعند القضاء على المجرمين على يد الأسود الجائعة ولم يبقى مزيد من المجرمين لرميهم للأسود، أمر كاليغولا جنوده برمي مئات المتفرجين العُزل إلى الأسود ليستمتع هو بمنظر التهامهم أحياء. وهنالك روايات أخرى تتحدث عن ولع هذا الإمبراطور باستخدام المناشير لنشر الناس احياء وقضم خصاوي الرجال دون نزعها من امكنتها، ووصل به الامر إلى تعين حصانه ككاهن ومستشار له، بل إنه بنى اصطبل خاص من الرخام لحصانه أيضًا!
-قيصر روسيا إيفان الرابع: أطلق المؤرخون على هذا القيصر اسم "إيفان المريع" بسبب الأعمال المريعة التي قام بها؛ فلقد عانى هذا القيصر في البداية من الإهمال والاعتداء على يد الحكومة الروسية بعد وفاة والدته عندما كان عمره 7 سنوات، وهذا جعله يُصاب بالجنون ويقدم في البداية على تعذيب الحيوانات الصغيرة، ثم وبعد وصوله إلى عمر 14 سنة، تمكن من الاستيلاء على حكم روسيا بعدما أمر بإلقاء رؤساء الحكومة إلى الكلاب الجائعة، ثم وبصورة مفاجئة أعرب هذا القيصر عن أسفه عن الاعمال المشينة التي قام بها، لكن ليتبين فيما بعد أن هذا كان علامة من علامات الجنون التي لديه؛ فلقد أقدم بعد ذلك على قتل أبنه الأكبر بيديه، وكان يستمتع بتعذيب النبلاء واعدامهم بطريقة وحشية، لكن ومع ذلك، فلقد اكتسب احترامًا كبيرًا بين الشعب الروسي بسبب الإنجازات التوسعية والقوانين التي سنها على الرغم من جنونه الواضح.
-السلطان العثماني إبراهيم الأول: خلف السلطان العثماني إبراهيم الأول أخاه مراد الرابع على الرغم من أن هذا كان خلاف ما كان يطمح له مراد الرابع. وفي الحقيقة فإن مراد الرابع قد أمر أصلًا بقتل إبراهيم الأول لكنه عدل عن ذلك بسبب اعتقاده بأن أخاه كان مجنونًا ولا يشكل خطرًا على حكمه أصلًا، لكنه كان مخطئًا تمامًا؛ إذ تولى إبراهيم الأول الحكم مباشرة بعد موت أخيه وهذا جلب الويلات للخلافة العثمانية في ذلك الوقت وكانت على وشك الانهيار بسبب جنون هذا السلطان؛ فلقد كان مولعًا بالنساء السمينات وكان يطلب من أعوانه البحث عن أكثر فتاة أو امرأة سمينة في حدود الإمبراطورية العثمانية! وثد وجد ضالته أخيرًا في امرأة من جورجيا وكانت تزن 150 كيلو غرام! وأطلق عليها اسم "حبة السكر"!، ووصل غرام السلطان بهذه المرأة إلى حد إعطائها معاش حكومي خاص بها وعينها كحاكم لمدينة دمشق! وأمر بعد ذلك بإغراق جميع نسائه أو حريمه، أي 280 امرأة، في بحر البوسفور بعدما علم بأن أحد الرجال قد وطأ أحدهن!
-أمير والاشيا فلاد الثالث: حاز فلاد الثالث على لقب أمير والاشيا القديمة، أي رومانيا حاليًا، كما حاز على أسماء أخرى، منها فلاد دراكولا وفلاد الخازوق! وهذا بالطبع جاء بسبب الأهوال الوحشية التي قام بها؛ فكان أول من ابتدع الأسلحة البيولوجية عندما كان يرسل الناس المصابين بالجذام والأمراض المعدية إلى الأعداء من أجل إصابتهم بها! ثم ابتدع الحرب النفسية، التي كان للخازوق قيمة فريدة فيها؛ فلقد كان يسعى إلى خزق أجساد أعدائه عبر إدخال قضبان داخل مؤخراتهم لتخرج من أفواههم! وهنالك أحد الروايات التي تتحدث عن دعوة فلاد لبعض الناس ليحضروا إلى قصره لتناول الطعام معه، لكن ليغدر بهم ويأمر حرسه بعد ذلك بوضع الناس على الخوازيق أمامه أثناء تناوله الطعام! ليقوم فلاد بتغميس الخبز بدم ضحاياه الميتين أمامه! وهذا كله أكسبه اسم الدراكولا الأول في التاريخ.