تعريف المقامة
المقامة هي فن نثري ظهر في العصر العباسي، وهي فن استحدثه العباسيون لتعليم اللغة للناشئين من أبنائهم، والتعبير عن حياتهم الاجتماعية والاقتصادية وكان الدافع الرئيسي لنشوئها أن الشعر كان يعبر عن خاصة الناس ويقال في الملوك والأمراء، ولا شيء يعبر عن عامة الناس، فأرادوا لهم فنا يعبر عنهم، واستخدموا من فن الكدية والخداع أسلوبا في ذلك.
نشأة المقامة وتطورها
ظهرت المقامة في العصر العباسي على يد بديع الزمان الهمذاني، ثم اقتفى أثره أبو القاسم الحريري.
نشأت المقامة أول مرة في العصر العباسي كفن نثري يعتمد على الخداع والكدية بشكل أساسي، فلا نجد مقامة في مقامات بديع الزمان، أو الحريري إلا وتشكلت من فن الخداع، وذلك لأن أسلوب الخداع يكون جذابا لمعرفة النهاية.
وعلى الأغلب تنتهي بفرار البطل ونجاحه في خداع الناس، وقد كانت تحكى في مجالس السمار.
وعلى الرغم من أن فن المقامات يعتبر فن نثري قوي ببلاغته وأسلوبه ولغته وطريقة السرد فيه، إلا أن المقامات لا تكاد تخرج من العصر العباسي، وكتاب العصر العباسي.
وقد كتب بعض الكتاب مقامات في العصر الحديث كعائض القرني مثلا.
ومع أن المقامات لم تكتب بكثرة في العصور اللاحقة للعصر العباسي، إلا أن أسلوب الكدية، واللغة الجميلة، وفن الفرار والتملص، واستخدام القرآن والشعر فيها، كان له كبير الأثر في تناقلها جيلا بعد جيل، حتى وصلت إلينا، ولا نزال نستمتع بقرائتها حتى يومنا هذا.
مؤسسو المقامات في العصر العباسي
- بديع الزمان الهمذاني: يعد" بديع الزمان الهمذاني "المبتكر الأول لفن المقامة. وهو الذي عني بوضع أسسها، وأساليبها وأدخل فن الخداع لأول مرة على الأدب العربي.
- أبو محمد القاسم الحريري: هو أحد مؤسسو فن المقامة في العصر العباسي، ووصلت عدد مقاماته الى أربعين مقامة وكان أشهرها المقامة الرحبية.
العناصر الرئيسية لفن المقامة
- البطل: وهو الشخص الذي تدور حوله أحداث المقامة، وهو الذي يقوم بفن الخداع والفرار، وقد كان البطل في مقامات الهمذاني هو أبو فتح الاسكندارني.
- الراوي: وهو الشخص الذي يروي أحداث المقامة، وقد كان الراوي في مقامات الهمذاني هو عيسى بن هشام، وهي شخصية خيالية ابتكرها الهمذاني.
- الموضوع: هو الحدث أو الموضوع التي تدور حوله المقامة.
- فن الخداع: وهو العنصر الأساسي الذي يميز المقامة عن غيرها من الفنون النثرية الأخرى.
خصائص فن المقامة في العصر العباسي
- تتناول المقامة موضوعات اجتماعية واقتصادية تعبر عن عامة الشعب بشكل خاص.
- تتسم المقامة بمختلف ضروب البديع من جناس وسجع وطباق وغيرها.
- تتسم المقامة بأن ألفاظها تميل إلى الغرابة والصعوبة.
- إحدى أهداف المقامة هي تعليم اللغة للناشئين لذلك تقوم على اختيار الغريب من الألفاظ.
- تقوم المقامة على فن الخداع، وتأخذ منه طريقا لتحقيق غايتها.
- تحتوي على العديد من الحكم والمواعظ، وقد تتضمن آيات قرآنية أو شعرا.
- ترتبط المقامة بالقصص الخيالية التي تكون من نسج خيال كاتبها.
- التناص وهو تشابه الفواصل القرآنية مع أسلوبها الأدبي الذي يقوم على السجع.
- من أهم العناصر فيها عنصر الحوار، وهو الذي يبعدها عن الملل ويحولها إلى فن قصصي جميل يستمتع به قارئها.
- الوصف، إذ يقوم كاتبها بوصف الحياة، ووصف الشخوص ووصف الزمان والمكان، وهذا الوصف يساعد على تحليلها، فإذا ذكر وصفا للنهار دل على شيء، ووصف الليل يدل على شيء آخر
- يقدم كاتبها رسالة إلى المتلقي ولكن هذه الرسالة تكون غامضة وينبغي عليه تحليلها والتفكير فيها، وكأنها تشابه الرمز في العصر الحالي.