اتفق الكثير من العلماء على كون الأخطبوط هو أكثر الكائنات غرابة على وجه الكرة الأرضية! وهذا ليس فقط بسبب كون جسمه يحتوي على ثلاث قلوب، أو بسبب دمائه زرقاء اللون، أو بسبب قدرته على إنماء أطرافه بعد قصها فحسب، وإنما بسبب اوصاف وقدرات أخرى غريبة للغاية يصعب تصديقها بواسطة العلماء! فمثلًا أفصحت الدراسات عن وجود قدرة للأخطبوط على التلاعب بمادته الجينية! كما تمكن العلماء من التأكيد من امتلاك الأخطبوط لقدرة على استعمال الأدوات كما هو حال الإنسان، ومن المعروف أن لبعض أنواع الأخطبوط قدرة على تغيير لون أجسامها! وهذه الصفات العجيبة وغيرها دفعت بالكثير من العلماء والناس العاديين إلى طرح فرضية ألا يكون الأخطبوط قد نشأ في الأرض وإنما في كوكب آخر! أي أنه دخيل على الأرض، أو كائن فضائي وليس أرضي!
يرجع أصل الحديث عن كون الأخطبوط كائنًا فضائيًا إلى دراسة بحثية قدمها 33 باحثًا في علوم الاحياء البيولوجية ونشروها في أحد المجلات الأكاديمية! ولقد تناقلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية خبر هذه الدراسة أيضًا! والتي جاء فيها أن نشوء وتنوع الكثير من الكائنات الحية أثناء ما يُعرف بالانفجار الكمبري الذي حدث قبل 540 مليون سنة كان نتيجة لتدخل فضائي! وذهب الباحثون بعيدًا إلى حد طرح نظريات أخرى؛ كالقول بأن فيروسات فضائية كانت موجودة على متن نيازك ضربت المحيطات التي كانت تعيش فيها الحبارات، وهذا أدى إلى تطور هذه الحبارات إلى الأخطبوط. وقد طرح الباحثين نظرية أخرى حول أن بيوض الأخطبوط والحبار قد جاءت إلى الأرض عبر نيازك ارتطمت بالأرض في الزمن القديم!
إن ذكاء الأخطبوط وحجم التعقيد الكبير في دماغه وجهازه العصبي هو السبب الحقيقي الذي دفع بالعلماء إلى القول بأنه كائن فضائي، كما أن صفات الأخطبوط العجيبة الأخرى المتعلقة بقدرته على تغيير لونه وتنكره وتصرفاته جعلت البعض يشكون أكثر بهذا الامر، لكن وفي الوقت نفسه، رد علماء آخرون على ناشري الدراسة السابقة وقالوا بأن لا أحد منهم مختص أساسًا بعلم الحيوانات! كما أن معظم ادعاءاتهم قد قامت على أساس القول بأن التركيب الجيني للأخطبوط هو مجهول، وهذا الامر غير صحيح على الإطلاق؛ فهنالك دراسة نشرت في عام 2015 قد أوضحت تفاصيل التركيب الجيني لهذا المخلوق وأكدت على انتمائه إلى شجرة التطور التي ينتمي إليها كل كائن على سطح الأرض! بل إنهم قدروا زمن انفصال نوع الأخطبوط عن فصيلة الحبار قبل حوالي 135 مليون سنة أيضًا!
وفي المحصلة فإن لا دليل أصلًا يفيد بان الأخطبوط هو كائن فضائي من الأساس؛ لأنه يعيش في بيئة الأرض ويندمج بها كما هو حال المخلوقات الأخرى. وبغض النظر عن شكله الغريب ودرجة ذكائه التي دفعت بالكثير من كتاب الخيال العلمي إلى النظر بعين الشك نحوه، إلا أنه يبقى في النهاية أحد المخلوقات الأرضية وليس الفضائية.
ليس الأخطبوط هو الكائن الوحيد الذي يبدو غريب الشكل وفضائي المنشأ! فهنالك أنواع كثيرة من الأحافير لكائنات كشف عنها العلماء للمرة الأولى في كندا وبقاع أخرى من العالم وهي تمتلك أشكالًا غريبة للغاية أيضًا! خاصة تلك الأحافير التي ترجع إلى فترة الانفجار الكمبري والتي يتشابه شكلها مع شكل الجمبري ورخويات أخرى، لكنها تمتلك صفات بدنية مثيرة للاهتمام ولم يسبق لإنسان أن رأى مثلها من قبل. وبالطبع تقع على كاهل العلماء البحث في هذه الأنواع وإيجاد طريقة لدمجها بشجرة التطور البيولوجية، كما أن من المنطقي القول بان هنالك كائنات وأحافير أخرى ما زالت مختفية عن الأنظار وتنتظر الكشف عنها للمرة الأولى عن طريق الصدفة!