ما هو التنمر

طفل يتعرض للتنمر من قبل أقرانه

يقول فرويد أن العدوان هو غريزة متأصلة في الإنسان وأنه يمارسها بالعديد من الأشكال، فهي طاقة بداخله ولابد أن تنفيسها ولكن هو يتحكم بكيفية التعبير عنها سواء بأمور تؤذيه أو تؤذي المجتمع أو ترجع بالفائدة عليه، ويمكن تفريغ غريزة العدوان باللعب أو مسابقات الملاكمة أو ألعاب الفيديو أو أي نشاط بدني آخر، ولكن هناك أشكا لأخرى للعدوان تؤذي المجتمع ومنها التنمر.

مفهوم التنمر

التنمر هو شكل من أشكال العدوان والإساءة والإيذاء الموجه من قبل شخص قوي على شخص أضعف منه، فلابد لاعتبار أن الحادثة تنمر أن يكون هناك اختلال في ميزان القوة بين الطرفين، ويمكن أن يحدث بين فرد وفرد أو مجموعة من الأفراد على فرد واحد، أو مجموعة قوية على مجموعة ضعيفة، إن مشكلة التنمر منتشرة جدًا وخاصة في مجتمع المدرسة ولها آثار نفسية خطيرة ودائمة حتى المتنمر عليه وحتى على المتنمر نفسه، لذا لابد من التدخل السريع لحل هذه المشكلة.

أشكال التنمر 

إن التنمر ظاهرة متنشرة ولها عدة أشكال يمكن أن يمارس بها المتنمر تنمره على ضحيته بها، ومن هذه الأشكال الآتي:

التنمر اللفظي

يعد التنمر اللفظي من أكثر أنواع التنمر انتشارًا فهو أسهلها، ويكون باستخدام ألفاظ نابية أو ألقاب مسيئة يطلقها المتنمر على المتنمر عليه بقصد إغاظته والسخرية منه واستفزازه، ولا يقوم الضحية بالدفاع عن نفسه.

التنمر الجسدي 

ويكون ذلك بأن يستخدم المتنمر قوته الجسدية على الطرف الأضعف منه، كالضرب أو شد الشعر أو القرص، وهذا التنمر واضح ويمكن أن يترك آثارًا على جسد الضحية.

التمييز العنصري

يعد التمييز العنصري من أنواع التنمر لأنه يسبب إهانة من مجموعة من الأطراف التي تعتبر نفسها أسمى على مجموعة أخرى لاعتبارها أقل منهم شأنًا، فيعاملونهم بعنف وقد يحرمونهم من العديد من الحقوق، ومن الأمثلة على ذلك الأقلية العرقية أو التمييز حسب اللون أو الجنس.

التحرش الجنسي

يعتبر التحرش الجنسي نوع من أنواع التنمر وهو جريمة، تتضمن سلوكًا جنسيًا غير مرحب به ومزعج من طرف أقوى على طرف أضعف ويسبب الخوف والإهانة والأذى النفسي والجسدي.

التنمر الإلكتروني

مع توسّع التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة انتشار الأخبار أصبح من السهل ممارسة التنمر عبر هذه الوسائل وخاصة أن المتنمر يمكنه ممارسة تنمره خلف الشاشات من دون أن يكتسف هويته أحد.

أسباب التنمر

إن لكل ظاهرة أسباب تقف خلفها، وكذلك التنمر فإن هناك دوافع وأسباب أدت لهذه الظاهرة منها الأتي:

عوامل نفسية

أثبتت الدراسات أن المتنمر يعكس في تنكر مشاكله النفسية، فهم يريدون أن يثبتوا للآخرين عكس ما هم يعتقدون عن أنفسهم، فعالأغلب يكون المتنمر غير واثق بنفسه ويعاني من تأنيب الضمير لفشله لذا يريد تعويض ذلك بممارسة التنمر ورؤية نفسه ينجح في ذلك.

عوامل أسرية

إن معظم المتنمرين يخؤجون من عائلات تكثر فيها المشاكل الأسرية، ويكون فيها نظام تسلطي سواء من الأب أو من الأب فيكون رأي الطفل مهمش وغير ضروري ويحاول إثبات رأيه عن طريق التنمر على من هم أضعف منه وممارسة التسلط الذي يعاني منه في المنزل.

المكافأة

يستمر المتنمر في تنمره بسب أن ما يريده يحصل في النهاية، وذلك يعتبر تعزيزًا له لكي يستمر في ممارسة هذا الفعل، وذلك لأن المتنمر عليه لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو يتخيل له أنه لا يستطيع لذا يستمر السلوك.

الأثار المترتبة على التنمر

إن للتنمر آثارًا كبيرة على الإنسان سواء نفسية أو اجتماعية أو دراسية، فبسبب التنمر يشعر الضحية بالكثير من المشاعر السلبية كنقص تقدير الذات والقلق الدائم والاكتئاب، كما أنه يصبح مائل للعزلة ولا يحب التحدث مع الآخرين، بالإضافة إلى أن مستواه الدراسي سينخفض بسبب كل تلك العوامل، لذا لا بد من التدخل السريع في حالات التنمر حتى لا تتضاعف الآثار وتصبح دائمة ةتصحبه في كافة مراحل حياته.