الوسواس القهري هو اضطراب طويل الأمد فقد مند على مدار سنوات مع الشخص، يفقد فيه الإنسان القدرة على السيطرة على أفكاره بل تغزو عقله أفكار قهرية أو سلوكات قهرية يشعر أنه بحاجة لتكرارها لعدد ليحصى من المرات، فهذه الفكرة تلازمه بشكل قهري ولا تجعله يستطيع التفكير بغيرها، فيكرر ذلك السلوك الجبري رغم وعيه بغرابة ما يفعله وأنه من دون فائدة، ومن الأمثلة على ذلك غسل اليدين أو عد الأشياء أو افقد الأبواب المغلقة والشبابيك، وتعتبر اضطرابًا عندما تؤثر هذه العادات على وظائف الفرد وحياته اليومية.
لا يوجد سبب محدد لاضطراب الوسواس القهري، بل هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى ظهوره أو تقوي من احتمالية ظهوره، ومنها الآتي:
أثبتت الدراسات أن للوراثة دور مهم لظهور اضطراب الوسواس القهري، وذلك عن طريق دراسة التوائم والعائلات التي يظهر بها اضطراب الوسواس القهري، ويعزى حوالي 45% إلى 65% من الحالات عند الأطفال إلى الوراثة، وأيضًا وجد أن وجود طفرة في الجين المسؤول عن نقل هرمون السروتونين يؤدي إلى زيادة احتمالية الاصابة بالاضطراب.
وتتلخص هذه العوامل بأساليب التربية المتبعة من الأهل أو الخبرات التي يمر بها الإنسان، فبعض أساليب التربية تؤدي إلى تطور اضطراب الوسواتس القهري لدى الأطفال، فغرو تلك الأفكار القهرية لدى الفرد منذ طفولته تؤدي إلى إصابته بالاضطراب.
يتصف مريض الوسواس القهري ببعض الصفات والسلوكيات التي يتبعها، ومنها الآتي:
- الخوف من الأوساخ والجراثيم والتعقيم الدائم.
- الشعور بالحاجة إلى الترتيب والتنظيم والمحافظة على كل شيء في مكانه.
- تمتلكه رغبة عدوانية جامحة
- خوف من العدوى وعدم الرغبة بمصافحة الآخرين.
- شكوك حول أي قفل، كقفل الباب أو الشباك.
- تخيلات قهرية حول تعرض من يحب للأذى كالأبناء.
- رغبة في الصراخ في أماكن وأوقات غير مناسبة.
- التهاب في الجلد بسبب كثرة الاغتسال.
- نتف الشعر أو عض الأظافر.
- العد والإحصاء بأنمان معينة.
- تكرار جمل معينة بصمت.
- تكرار سلوكيات معينة.
إن اضطراب الوسواس القهري يؤثر على حياة الفرد بشكل كبير كما أنه يأخذ من وقته وجهده، ويجعل حياته عبارة عن كابوس وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار، لذا لابد من التدخل العلاجي، ومن هذه العلاجات الآتي:
إن العلاج النفسي يساعد الفرد على تغيير أفكاره، فإن العلاج المعرفي يؤمن بأن أفكارنا هي التي تحرك سلوكنا لذا إذا تغيرت الأفكار يتغير السلوك بشكل تلقائي، ويمكن أيضًا العلاج عن طريق التعرض أي وضع الشخص بموقف يثير قلقه ولكن من بعد ذلك يعي أن الموقف لا يستحق ذلك القلق.
القلق يرافق الوسواس الثقهري لذا يجب أن يتعلم مريض الوسواس القهري أساليب الاسترخاء كالتأمل واليوغا لتخفيف أعراض الوسواس القهري، والقدرة على التحكم بالذات، فالاسترخاء يساعد المريض على أن ينفصل عن أفكاره الوسواسية.
تساعد الأدوية والعقاقير الفسية على تهدئة مريض الوسواس القهري، وإن كانت مشكلته بإفراز ونقل الهرمونات قد يعطى بعض الأدوية التي تنظم هذه الهرمونات حتى يتمكن من التحكم بأفكاره وهواجسه والسلوكيات التي يقوم بها مكرهًا، قد يستغرق العلاج بالادوية من شهرين إلى أربعة أشهر أو أكثر.