كان اسم النينجا Ninja يُطلق قديمًا على العملاء السريين أو المرتزقة أثناء العصور الاقطاعية في اليابان، وكانت مهمة النينجا تتمحور حول التجسس، والخداع، وتنظيم الهجمات المباغتة أو المفاجئة، وهذا جعل اسم النينجا مرتبطًا بعقول الكثير من الناس بالغموض والتخفي، ولقد ساهمت الأفلام الغربية في تعميق هذه الصورة في عقول الناس أيضًا؛ فأصبح الكثيرين مقتنعين بأن للنينجا القدرة على الاختفاء تمامًا في الظلام، وتسلق سقوف البيوت بخفة، وقتل الناس بصمت، وحتى المشي على الجدران أيضًا! لكن على أية حال، يبقى هنالك بالفعل أمورًا وحقائق كثيرة مثيرة للاهتمام حول النينجا وأسلوب حياتهم الغريب.
إليك قائمة ببعض الحقائق التي قد لا تكون على معرفة بها من قبل حول محاربي النينجا:
- كان لهم أهمية في الحروب النفسية: حاول الكثير من الجنرالات وأمراء الحرب في اليابان توظيف النينجا من أجل الاستفادة من خبرتهم في الحرب النفسية مع الأعداء؛ فكانوا –مثلًا-يرسلون النينجا وراء خطوط الأعداء وبتخفي شديد في الليل من أجل تنكيس الأعلام والتلاعب بأغراض الأعداء لبث الرعب في قلوبهم ونفسيتهم عندما يستيقظون في الصباح الباكر.
- اكتسبت نساء النينجا سمعة سيئة للغاية: وصف بعض الناس نساء النينجا بأنهن من بين أكثر النساء خطرًا في التاريخ! وهذا يرجع إلى حقيقة وفاة الكثير من الرجال على يدهن بسبب تقليلهم من شأن النساء من حولهم، واللواتي كُن يتبعن النينجا سرًا، كما تميزت نساء النينجا بقدرات فائقة في جمع المعلومات والاغتيال، ومن المثير للاهتمام أن بعضهن قد لجأ إلى إخفاء الدبابيس القاتلة داخل خصلات شعرهن، وكان بعض هذه الدبابيس مشبعًا بالسم؛ وهذا بالطبع سهل عليهن اغتيال الرجال عبر فقط غمر الدبابيس في الشراب.
- كانت مهمتهم الرئيسية هي جمع المعلومات، وليس القتل: بعكس ما يشيع عنهم، فإن النينجا كانت مهمتهم الرئيسية هي التجسس وجمع المعلومات، ولم يكونوا مقاتلين بالدرجة الأولى أو مهيئين لقتال الناس وجهًا لوجه، لكنهم كانوا يتمتعون بمهارات الاغتيال إذا تطلب الأمر ذلك.
- كانوا ينتمون إلى طبقة سفلية من المجتمع: ظهرت في سنوات الإقطاعية في اليابان طبقتين من المحاربين؛ هي طبقة الساموراي، الذين كانوا معروفين بنبلهم وعلو مكانتهم، وطبقة النينجا، الذين كانوا من الطبقات المجتمعية السفلية في اليابان، وفي المناسبة فإن النينجا كانوا يرتدون ملابس شبيهة بملابس الناس العاديين، وليس ملابس خاصة سوداء وأغطية لتغطية الوجه كما تظهرهم الأفلام السينمائية؛ وذلك بالطبع لتسهيل اندماجهم بمحيطهم والناس الآخرين للحصول على معلومات أكثر.
- استخدموا الرز الملون وعيون القطط: اعتمد محاربي النينجا أسلوب ارسال الرسائل المشفرة عبر ارسال أطباق الأرز الملون، وكان لكل لون من ألوان الرز دلالة معينة يفهمونها جيدًا! والغريب أيضًا أنهم تمكنوا من استعمال أعين القطط من أجل تحديد ساعات النهار، وهذا يرجع إلى حساسية عيون القطط نحو الضوء.
- لم يكن لديهم ولاء إلا للمال: شارك النينجا في عمليات التجسس واختراق صفوف الأعداء وحوادث الاغتيال وحروب العصابات، لكن لم يكن لديهم انتماءات أو ولاء لأشخاص محددين، ولم تكن أدواتهم معقدة كثيرًا، وإنما كانت عبارة عن منجل وسلسلة حديدة شبيهة بتلك المستخدمة في زراعة الأرض.
- حافظوا على اسرارهم عبر نقلها للعائلة فقط: حاول الكثير من النينجا إخفاء مهاراتهم ونوعية المهمات التي قاموا بها عن سائر الناس باستثناء بعض أفراد عائلتهم وأولادهم، بل إن البعض منهم كان يلقن مهارته لأطفاله تدريجيًا عبر اللعب معهم ألعاب الصغار ودون أن يكون الأطفال على معرفة دقيقة بما يحاول أبوهم تعليمهم في السنين المبكرة من أعمارهم.