حقائق لا تعرفها عن فرسان الهيكل

فرسان الهيكل 

فرسان الهيكل كانوا عبارة عن طبقة أو مجموعة عسكرية كاثوليكية نشأت عام 1119 ميلادي ثم اعتراف بها البابا بعد مرور عشر سنوات من تأسيسها، وكان الهدف وراء تأسيس هذا الطبقة هو حماية المناطق المقدسة المسيحية والحجاج المسيحيين في الشرق الأوسط وأمكنة أخرى أيضًا، لذا ليس من الغريب أن يكون مركز تواجد هؤلاء الفرسان هو القدس، كما ليس من الغريب أن يكون فرسان الهيكل جزءًا من الحملات الصليبية التي هاجمت المدن المسلمة في القرون الوسطى، لكن الذي يميز فرسان الهيكل عن باقي الصليبيين هو اتهام الكثيرين لهم بالهرطقة والفساد وممارسة الشعوذة، وهذا الأمر أدى في النهاية إلى محاربة البابا لهم وفنائهم على يد الملك فيليب الرابع ملك فرنسا، الذي حكم بين عامي 1285-1314.

حقائق قد لا تعرفها عن فرسان الهيكل

كان فرسان الهيكل من ضمن المحاربين الأشداء أبان الحملات الصليبية، وهنالك أمور وحقائق أخرى قد يهمك معرفتها عنهم، منها:

  • أسسوا طبقة جديدة من المحاربين المسيحيين: حاز المحاربين الصليبيين عمومًا على سمعة سيئة بين قرى وسكان القرون الوسطى بسبب عمليات النهب التي اقترفوها، لكن جاء فرسان الهيكل وحاولوا تأسيس طبقة أكثر انضباطًا وأكثر تمسكًا بالزهد والطاعة للقتال في الأرض المقدسة، وهذا أكسبهم تأييد البابا المسيحي وجعل فرسان الهيكل مثالًا على الكمال بنظر الكثير من المسيحيين في ذلك الوقت، مما قاد إلى تجسيد واحترام شكل فارس الهيكل الذي يُمسك الدرع الأبيض بيده والمرسوم عليه الصليب الأحمر، الذي هو في المناسبة أحد رموز فرسان الهيكل أصلًا.
  • كانوا منضبطين كثيرًا: عمل فرسان الهيكل على تأليف دليلٍ كامل لشرح طريقة حياتهم وأسموه "قانون الفرسان"، وكان يتضمن هذا الدليل قواعد معينة على فارس الهيكل التمسك بها واتباعها لغرض الزهد والتقشف والانضباط لخدمة الأهداف المسيحية النبيلة؛ فكانوا –مثلًا- يأكلون اللحم 3 مرات فقط في الأسبوع، ويمتنعون عن ارتداء الفراء والملايس الفارهة، ويبتعدون عن النساء، وكان الطرد أو الضرب هو عقوبة المخالفين لهذه التعليمات.
  • رفضوا الاستسلام نهائيًا: كان فرسان الهيكل على قدرٍ عالٍ من التدريب العسكري، وهذا دفع بجنرالات الحرب المسيحيين إلى استخدامهم في المعارك الصعبة ومنحهم سلطات للحركة والمناورة، ومن بين المعارك المشهورة التي شاركوا فيها معركة مونتجيسارد أو معركة تل الجزر، التي قادها الصليبيين ضد جيوش القائد المسلم الشهير صلاح الدين، وقد رفضوا الاستسلام بسهولة نتيجة لتمسكهم الشديد بمعتقداتهم الدينية وبقانون الفرسان الخاص بهم.
  • كانوا أغنياء كثيرًا: على الرغم من ادعائهم بأنهم فقراء لله وعلى مقدرة كبيرة من الزهد، إلا أن طبقة فرسان الهيكل كانت غنية للغاية بمقاييس ذلك العصر! وهذا رجع أساسًا إلى منحهم إعفاءاتٍ ضريبية من البابا المسيحي، كما أنهم نجحوا في جمع الكثير من التبرعات من ملوك وملكات أوروبا، بل إن ألفونسو الأول ملك أراغون الإسبانية قد منح فرسان الهيكل ثلث مملكته! وهذا مكن فرسان الهيكل من السيطرة على قلاع ومزارع وأساطيل كاملة من السفن، بل إنهم استولوا على كامل جزيرة قبرص!
  • قدموا خدمات مالية بجانب القتال والحرب: اعتمد الكثير من الملوك على خدمات فرسان الهيكل من أجل حماية وتأمين ثرواتهم وتحريك الأصول التي بحوزتهم عند الطلب، وفي الحقيقة فإن الخزينة الفرنسية كانت أصلًا محمية بواسطة فرسان الهيكل.
  • استعانوا بالمؤسسات والأنظمة الإسلامية: يجهل الكثيرون حقيقة أن فرسان قاموا بنسخ الكثير من الأنظمة والمؤسسات الإسلامية وتصديرها إلى المدن والأمم الأوربية، وخير مثال على ذلك مؤسسات "المدارس"، التي قام فرسان الهيكل ببناء شبيه لها في انكلترا أثناء القرون الوسطى.
  • قد يكونوا هم مؤسسي الماسونية: ربط الكثير من المؤرخين بين فرسان الهيكل وبين الجماعات الماسونية، وهذا الأمر يعود إلى وجود اسطورة شعبية تتحدث عن تمكن فرسان الهيكل من إيجاد كنوز سليمان السحرية في القدس، بل إن البعض يقولون بأن ثروة فرسان الهيكل الحقيقة يرجع سببها إلى هذا الامر أساسًا، لكن مؤرخون آخرون يرفضون الربط بين الماسونية وفرسان الهيكل ويقولن بأن الماسونية ترجع إلى البنائيين الأحرار الذين كانوا يُشاركون في بناء القلاع والكنائس في القرون الوسطى.
  • كنت نهائيتهم مأساوية: قامت السلطات الفرنسية عام 1307 بمحاصرة جميع فرسان الهيكل وأخذهم من بيوتهم إلى أماكن خاصة بتعذيبهم، حيث تعرضوا إلى جميع صنوف تعذيب القرون الوسطى، بما في ذلك التجويع، وقلة النوم، وحرق القدمين، وتشير التقارير إلى اعتراف فرسان الهيكل بجميع صنوف الهرطقة أثناء تعذيبهم؛ إذ قالوا بأنهم كانوا يُمارسون الرذيلة فيما بينهم ويبصقون على الصليب، وهذا أدى إلى حرق بعضهم أحياءًا.