الديناصورات هي مجموعة من الكائنات الزاحفة العملاقة التي عاشت على وجه الكرة الأرضية ل180 مليون سنة قبل أن تختفي أو تنقرض في نهاية العصر الطباشيري، أي قبل 66 ميلون سنة، لكن وعلى الرغم من انقراضها التام، إلا أن هنالك أدلة حديثة قد كشفت عن نجاح أحد أعراقها او أنواعها بالاستمرار في التطور ليشكل فصيلة الطيور الحالية، ومن المثير للاهتمام أن لفظ الديناصورات قد ورد للمرة الأولى على لسان خبير التشريح الإنكليزي ريتشارد أوين في عام 1842، ولقد استدل على وجود الديناصورات بفضل العظام الكبيرة التي وجدها العلماء في جنوب إنكلترا خلال بدايات القرن التاسع عشر.
ساهمت الكثير من الأفلام السينمائية ومسلسلات الأطفال في ترسيخ فكرة تعايش البشر والديناصورات في عقول الناس، وهذا دفع بالكثيرين إلى الاعتقاد بأن البشر قد عاصروا فعلًا الديناصورات، لكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا؛ إذ لم يتشارك البشر العيش نهائيًا مع الديناصورات ولم يركبوا فوقها أو يتخذوها كحيوانات أليفة كما هو حاصل في بعض أفلام الكرتون والخيال العلمي؛ فالديناصورات انتهت تقريبًا جميعها قبل 66 مليون سنة بسبب ارتطام نيزك في الأرض، وهذا الحدث لم يؤدي إلى موت الحيوانات الكبيرة والديناصورات فحسب، وإنما معظم الحيوانات الصغيرة أيضًا، ولم تتمكن سوى الثديات من البقاء بعد هذه الكارثة، ومن بين الثديات جاءت الرئيسيات التي انبثق عنها البشر، وفي المناسبة فإن الإنسان الحديث قد ظهر منذ 300 ألف سنة فقط، أي بعد 65 مليون سنة من انقراض الديناصورات!
لكن على أية حال، نجح العلماء في تتبع نسل الديناصورات وتوصلوا إلى حقيقة مفادها أن الطيور هي أحفاد الديناصورات التي نجت من الكارثة التي حلت على الأرض، وهذا يعني أن الطيور هي شكل متطور من الديناصورات، والطبع يُمكن للكثيرين الاحتفاظ بالطيور كحيوانات أليفة، كما يُمكن استهلاك الكثير من أنواع الطيور كغذاء للبشر أيضًا.
أصبح هنالك في الآونة الأخيرة الكثير من الكلام والنقاش حول إمكانية إحياء الديناصورات باستخدام التقنيات العلمية الحديثة، التي تحتاج إلى توفر مادة وراثية كاملة من أجل إعادة إحياء المخلوقات الحية. وعلى الرغم من نجاح العلماء في إيجاد ذيل لأحد الديناصورات محفوظًا بحالة جيدة داخل العنبر، إلا أن من الصعب عليهم إيجاد مادة وراثية فعالة أو كاملة للديناصورات لإن المادة الوراثية تتحلل بسرعة وخلال 100 سنة فقط، كما يصعب أصلًا إعادة تخليق الديناصورات بالاعتماد فقط على مادتها الوراثية، وفي الحقيقة فإن إعادة الحياة لمخلوقات قد انقرضت قبل 20 سنة فقط هو عملية صعبة ومليئة بالتحديات.
لكن على أية حال، لو افترضنا بأن الديناصورات قد رجعت إلى الحياة مجددًا وسمحنا لها بالعيش في البرية كما هو حال المخلوقات والحيوانات الأخرى، فإن التاريخ قد علمنا بأن البشر والكائنات المفترسة من الصعب أن يتواجدا معًا؛ فالذئاب-مثلًا- قد اختفت أعداد كبيرة منها في شمال أمريكا بسبب قدراتها على افتراس البشر، فما بالك بكائن يبلغ حجمه 70 مرة حجم الذئب؟ وما بالك أيضًا ببعض أنواع الديناصورات الضخمة التي كانت تعيش على أنواع من الأعشاب والحشائش التي لم تعد موجودة الآن؟
علينا تقبل حقيقة أن الديناصورات قد تطورت في بيئة مختلفة كثيرًا عن البيئة الموجودة في الأرض حاليًا، ولم يعد هنالك فرصة لها لكي تعيش بنفس النظام الذي تعودت عليه في السابق؛ فالغلاف الجوي تغير، وشكل قارات اليابسة قد تغير، وبنية النباتات والأشجار قد تغير أيضًا.