اقترنت الخفافيش والوطاويط بالشر والرعب في عقول الكثير من الناس بسبب شكل أعينها وأنيابها الغريبة وطبيعة حياتها الليلية التي تمتاز بها عن باقي أنواع الثدييات. ومن العجيب القول بأن العلماء قد تمكنوا من إحصاء أكثر من 1300 نوع من أنواع الخفافيش، مما يجعلها ثاني أكثر فصائل الثدييات انتشارًا بعد القوارض. وهنالك في المناسبة تباين ملحوظ بين أحجام وأوزان الخفافيش؛ فمنها ما يزن أقل من وزن العملة النقدية الصغيرة، ومنها ما يصل طوله إلى 186 سنتمترًا! ومن المعروف أن الخفافيش هي الثدييات الوحيدة القادرة على الطياران، بل إنها تتفوق على أجناس أخرى في آلية وقدرات الطيران نتيجة لقدرتها الملحوظة في تغيير اتجاه طيرانها بسرعة وكفاءة عالية.
إليك بعضًا من بين أهم الحقائق المذهلة والغريبة حول الخفافيش:
- يعيش بعضها ل30 سنة وتطير بسرعة 60 ميل في الساعة: تعيش بعض الخفافيش لأعمار طويلة قد تفوق 30 سنة، وهنالك بعض أنواع الخفافيش في المكسيك التي بوسعه أن تطير بسرعة 100 ميل في الساعة! وهذا يجعلها أسرع الثدييات على سطح الكوكب!
-تأكل 1200 حشرة في الساعة: بمقدور الخفاش تناول كمية من الحشرات بما يُعادل وزنه كل ليلة! أي ما يصل إلى 1200 حشرة في الساعة! وهذا الأمر يجعل الخفافيش من بين المخلوقات المهمة للحفاظ على أعداد الحشرات في البيئة تحت السيطرة.
- تنجب أمهات الخفافيش مولودًا واحدًا كل سنة: بعكس أنواع الثدييات الأخرى، فإن أمهات الخفافيش ليس بمقدورهن سوى إنجاب مولود واحد كل سنة، وهذا يجعل الخفافيش عرضة أكثر للانقراض والزوال، لكن من المثير للاهتمام القول بان لأمهات الخفافيش قدرة على تمييز مواليدهن من بين آلاف الخفافيش الأخرى واعتمادًا فقط على الصوت والرائحة!
- الفضلات الخفافيش قيمة عالية في صناعة الأسمدة والأسلحة: تُستخدم فضلات الخفافيش كنوع من أنواع السماد عالية الجودة. ولقد كانت تجارة هذه الفضلات من بين أبرز أنواع التجارة المربحة في الماضي، بل إنها كانت أكثر أنواع المواد تصديرًا في ولاية تكساس الأمريكية قبل اكتشاف النفط. ومن الجدير بالذكر أن لفضلات الخفافيش أهمية في صناعة الأسلحة بسبب احتوائه على نسبة عالية من نترات البوتاسيوم، التي تتسبب في حدوث الانفجارات ويُمكن توظيفها في صناعة الأسلحة الحربية.
- العقارب هي طبق مفضل لبعض الخفافيش: وجد العلماء أن أجسام بعض الخفافيش تتمتع بقدرة على مقاومة سموم أعتى أنواع العقارب السامة، بل أنهم وجدوا أن العقارب تشكل ما نسبته 70% من مجموع وجبات طعام نوع من الخفافيش يُدعى بالخفافيش الشاحبة.
- ليست جميع الخفافيش عمياء: يعتقد الكثير من الناس بأن الخفافيش عمياء وتعتمد على آلية تحديد موقع الأجسام باستخدام الصدى، وهذا ليس صحيحًا بالكامل؛ فالخفافيش الصغيرة هي فقط تعتمد على آلية تحديد الموقع بالصدى. أما الخفافيش الكبيرة، فإنها تمتلك قدرة بصرية تتفوق على القدرة البصرية الموجودة لدى البشر! لكن عادةً ما تمتلك الخفافيش قدرة بصرية بجانب آلية تحديد الموقع باستعمال الصدى، وهذا يُشكل مشكلة لها أحيانًا؛ لإن المعلومات البصرية قد تتضارب مع المعلومات السمعية؛ فمثلًا قد يرى الخفاش ضوء أمامه داخل المنزل ومن خلال النافذة المغلقة، ليطير باتجاه الضوء ويتجاهل المعلومات السمعية التي تفيد بأن هنالك حاجز امام النافذة! وهذا يؤدي إلى ارتطامه بالنافذة المغلقة!
- تسعى بعض الخفافيش إلى شرب الدم: ترغب بعض الخفافيش في شرب الدم من الكائنات الأكبر حجمًا؛ كالبقر، والخنازير، والأحصنة. ولقد أطلق العلماء على هذه الخفافيش اسم "الخفافيش الماصة للدم"، والشيء الأكثر غرابة حول هذه الخفافيش هو قدرتها على مص الدم دون أن تكون الضحية على دراية بهذا الأمر! ويرجع سبب ذلك إلى تمتع هذه الخفافيش بأسنان حادة للغاية بوسعها الانغراس داخل جسم الضحية دون أن تشعره بالآلام!