حقائق غريبة عن الحضارة السومارية

الحضارة السومارية

من المعروف أن الحضارة السومارية هي أقدم حضارة في التاريخ البشري، وتشير المعلومات المتوفرة عن تواجد الناس في مدينة سومر لأول مرة بين 4500-4000 سنة قبل الميلاد، وقد سكنها في البداية قوم لا يتحدثون اللغة السومرية وليسوا ساميين، لكنهم مهدوا تدريجيًا لقيام الزراعة والتجارة في تلك المنطقة، ثم جاء بعد ذلك مجموعة بشرية من الأناضول ويوصفون بأنهم ساميين وقد استوطنوا سومر ونشأت اللغة السومارية وبدأت المدن الحضارية بالنهوض في سومر، تحديدًا في المنطقة الواقعة بين النهرين في العراق.

حقائق غريبة عن الحضارة السومارية

هنالك الكثير من الحقائق الغريبة التي حازت على اهتمام العلماء والمؤرخين حول الحضارة السومارية والسوماريين، من أهمها:

- وصل عدد سكان أحد مدنها إلى أكثر من 80 ألف نسمة: على الرغم من أنها أقدم حضارة بشرية، إلا مدينة أورك السومارية قد كانت موطنًا ل40-80 ألف نسمة وفقًا لبعض الباحثين، وهذا جعلها أحد أكبر المدن سكانًا على مستوى العالم في ذلك الحين.

- تمكنت أحد النساء من حكم سومر: تحدثت أحد الألواح الطينية التي وثقت سلالات الملوك السوماريين عن أحد النساء التي تمكنت من الاستيلاء على حكم سومر، تحديدًا قبل الميلاد ب2500 سنة.

- شاعت الحروب بين المدن السومارية: على الرغم من وجود لغة وثقافة مشتركة بين السوماريين، إلا الحروب والنزاعات كانت كثيرة بين المدن السومارية، وهذا في المناسبة أدى إلى نشوء علوم وتشكيلات عسكرية فريدة من نوعها في تلك الفترة الزمنية.

- كان للخمر مكانة مهمة لدى السوماريين: تمكن علماء الآثار من الكشف عن أدلة تشير إلى اهتمام السوماريين في صناعة الخمر والبيرة، وتركيزهم كثيرًا على الشعير لإنتاج الخمر، لكن بعض الأدلة تشير أيضًا إلى خلو البيرة السومارية من الكحول!

- دامت الكتابة المسمارية ل 3000 سنة: يعود اختراع الكتابة المسمارية إلى 3400 سنة قبل الميلاد تقريبًا، وكان للسوماريين الفضل في ذلك، لكن الكتابة المسمارية لم تختفي مع اختفاء السوماريين، وإنما استمرت لأكثر من 3000 سنة بعد اختراعها على يد السوماريين وربما إلى القرن الأول بعد الميلاد.

- أبدع السوماريين في التجارة: أضطر السوماريين إلى انشاء شبكة تجارية في البحر والبر من أجل تزويد مدنهم بالحجارة والمعادن بسبب افتقار أرضهم إلى هذه الأمور، وهذا دفعهم إلى انشاء علاقات مع مدن أخرى تقع في الأناضول ومناطق أخرى من العالم، بما في ذلك مصر، وأثيوبيا، وحتى أفغانستان.

- قد يكون جلجامش شخصية حقيقة وليس مجرد خيال: من المعروف أن ملحمة جلجامش هي أحد أهم الآثار النفيسة للحضارة السومارية، لكن وبعكس الفكرة السائدة حولها، فإن من المحتمل أن يكون جلجامش شخصية حقيقة جاءت لتعكس واقع أحد ملوك سومر في سنة 2700 قبل الميلاد.

- ما زالت رياضيات وقياسات السوماريين تستخدم حتى الآن: يجهل الكثيرين حقيقة أن نظام الستين ثانية والستين دقيقة للساعة هو نظام يرجع إلى الحضارة السومارية، كما أن نظام الأعشار المبني على عدد عشرة هو أيضًا يرجع إلى السوماريين.

- قامت الكثير من نظريات المؤامرة على الأنوناكي السومارية: تشكل آلهة الأنوناكي Anunnaki جزءًا مهمًا من الأساطير السومارية، لكن الحديث عنها أخذ زخمًا فريدًا بين مروجي نظريات المؤمرة والأفكار الغريبة، وهنالك من ذهب بعيدًا إلى حد التصديق بأن هذه الآلهة هي كائنات حقيقية قادمة من كواكب أخرى أو أنها مخلوقات زاحفة قد أمدت السوماريين بأسرار الكتابة والرياضيات.

ضياع الحضارة السومرية

نشأت حضارات وأقوام آخرين مكان الحضارة السومارية؛ كالحضارة البابلية والعموريين، وهذا أدى إلى اختفاء التراث والثقافة السومارية، بل إن أسم السوماريين ولغتهم وتاريخهم قد ذهب في طي النسيان ودفن تحت رمال صحراء العرف حتى مجيء القرن التاسع عشر، عندما وجد علماء آثار انكليز وفرنسيين بعض الآثار السومارية أثناء بحثهم عن آثار ترجع للحضارة الآشورية.