الاستعمار

يعرف الاستعمار على أنه انشاء مستوطنة أو مستعمرة بعيدة عن الموطن الأصلي، وتعد مستعمرات النمل أحد أفضل الأمثلة على الاستعمار، فهي تحتل منطقة ما لتعيش فيها وتبدء عملها، ويختلف الأمر بين البشر، إذ يشمل الاستعمار نظرة سلبية متمثلة بتغيير النظام السياسي للمنطقة الجديدة، ومحاولة طمس الثقافة الأصلية للمنطقة المستعمرة، ويرتبط مفهوم الاستعمار كثيرًا بمفهوم الإمبريالية المتمثل بسياسة استخدام القوة لإخضاع أمة أخرى أو مجموعة من الأشخاص بهدف التوسع. وقد خضعت معظم الحضارات أو الأمم بغضون عام 1914 ميلادي للاستعمار الأوروبي، فيما يعرف بالاستعمار الغربي. وقد برزت كل الإمبراطورية الإنجليزية أو البريطانية والإمبراطورية الفرنسية كقوى عظمى مستعمرة في هذه الفترة، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال.

فوائد الاستعمار

قد ينظر إلى الاستعمار على أنه أمر سيء، ولكن في الحقيقة له فوائد أيضًا، وكما يلاحظ يجبر المستعمر على الاستثمار في البنى التحتية للمنطقة المستعمرة، كما يحسن المستعمر من التجارة وينشر التكنولوجية والمعرفة الطبية، وليس ذلك فحسب بل ينشر أيضًا التعليم والتعرف على مبادئ حقوق الإنسان، إلى جانب زرع أساسيات الديموقراطية ونظام الدولة، وعلى سبيل المثال تعد غانا من أكثر الدول المستفيدة من الاستعمار فبعده شهدت الدولة نموًا على المستويين التعليمي والصحي. وبالرغم من هذه الفوائد قد يشجع الاستعمار على نشوء ظواهر سلبية مثل؛ التدهور البيئي، وانتشار الأمراض، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والمنافسات العرقية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

دوافع الاستعمار

يسعى الاستعمار لزيادة نفوذ وقوة الدول المستعمرة، ولكن هنالك اختلافات ودوافع مختلفة بين كل دولة مستعمرة، وهذا ما أكده التاريخ، وفيما يلي أهم دوافع الاستعمار:

  • الذهب: سعى المستعمرين الإسبان للتمتع بالثروات، وهذا فعلًا ما وجدوه في حضارات أمريكيا الغابرة، ولم يكن أي من المستعمرين مهمتًا بأي منطقة تخلو من الذهب، وبالفعل زادت إسبانيا ثراءً بسبب ما وجدته في كل من المكسيك وأمريكيا الوسطى والجنوبية.
  • نشر الديانة: إلى جانب التمتع بثروات المستعمرات، سعى بعض المستعمرين مثل الإسبان لنشر ديانتهم وهي المسيحية، وهو ما يمكن ملاحظته في يومنا هذا، إذ تعد الديانة الرسمية في كل من أمريكيا الشمالية والجنوبية هي الديانة المسيحية، وقد كانت القوات العسكرية تحمي البعثات التبشيرية في المناطق المستعمرة، وفي الحقيقة تمثل مناطق بدء البعثات التبشيرية الأن أكبر مدن القارتين الأمريكيتين.
  • المجد: انتهج بعض الأشخاص أو المستعمرين الاستعمار لتحقيق المجد والشهرة، وكان كنوع من المقارنة بين الدول العظمى وفي مجال الاستكشاف.
  • الفرو: تحتاج أوروبا إلى مصادر إمداد غير منتهية من الفرو، وهو ما دفع بعض الدول المستعمرة لانتهاج الاستعمار والسيطرة على الطرق التجارية لتحقيق ذلك، وقد كانت فرنسا أحد أكثر المهتمين بهذا المجال، وقد كانت توطد العلاقات بينها وبين السكان المحليين بدلًا من قوة السلاح لتحقيق مساعيها التجارية الاستعمارية، وفعلت هولندا في زمن الاستعمار نفس الأمر مع إندونيسيا لنقل البهارات والبضائع الأسيوية.
  • الإمبريالية أو التوسع: سعت إنجلترا إلى جانب جميع ما سبق، إلى وضع بصمة دائمة على مستعمراتها وجعل مواطنيها هم الأكثرية الحاكمة في المستعمرات، وقد كان يرى المواطنين الإنجليز بأن العالم الجديد مليء بالثروات وبحرية الديانة والكثير من الإيجابيات، ولكن بعدها ثارت المستعمرات وطالبت بالاستقلالية، وهو ما أدى لظهور الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بقيت العلاقة متينة بين الدولتين.

المنطق الاستعماري

لا بد لكي ينجح الاستعمار أن يؤكد المستعمر أحقيته الدينية والقانونية على الأرض، بالرغم من وجود ثقافات أصلية، وقد يلجأ البعض لإقناع السكان الأصليين بأن المستعمر هو الخيار الأمثل وأنه يعمل لتحقيق الفائدة العظمى، وبالرغم من ذلك لا بد من نشوء بعض المقاومة السلمية أو الغير سلمية للمستعمر ولو قليلًا.