انتهت الانتخابات الأمريكية لعام 2020 بفوز المرشح الديموقراطي جو بايدن على المرشح الجمهوري والرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية دونالد جون ترامب.
هو جوزيف روبينيت بايدن الابن والمعروف عمومًا باسم جو بايدن، وولد جون في عام 1942 وبالتحديد في العشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، في مدينة سكرانتون الواقعة في ولاية بنسلفانيا، وقد شغل جو منصب نائب الرئيس من عام 2008 إلى 2016 تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ليكون في ذلك نائب الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أنتخب جو مؤخرًا ليكون الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأمريكية لانتخابات عام 2020 بعد فوزه على الرئيس السابق دونالد ترامب.
نشأ جو بايدن في مدينة الياقات الزرقاء والتي تعرف باسم سكرانتون، وسميت بهذا الاسم لأن معظم سكانها يعملون في الأشغال اليدوية أو من الطبقة العاملة التي يطلق عليها الياقة الزرقاء، وقد كان والده -جوزيف بادين الأب-يعمل في تنظيف الأفران وبائع للسيارات المستعلمة، أما والدته فهي كاثرين يوجينيا "جان" فينيجان، وقد تعلم جو بايدن الكثير من والده وهو ما يلاحظ من تكرار لأقوال والده له في خطابته مثل (أيها البطل، مقياس الرجل لا يكمن في عدد المرات التي يتعرض فيها للضرب، بل في مدى سرعة نهوضه). ودرس جو في مدرسة سانت بول الابتدائية قبل انتقال عائلته وهو في سن 13 إلى مايفيلد في ولاية ديلاوير، وقد عانى جو في صغره من التمتمة، وقد كان الكثير من الأطفال يضايقونه بسبب هذا الأمر، وتغلب جو على هذا الأمر بحفظه قصائد طويلة وتكرارها بصوت مرتفع أمام المرآة، وتابع جو دراسته في مدرسة سانت هيلينا قبل أن يحصل على القبول من أكاديمية أرشمير المرموقة، وقد كان جو يعمل في غسل نوافذ المدرسة وفي إزالة الأعشاب الضارة من الحدائق لتوفير ما يلزم ولمساعدة عائلته لتوفير التعليم له، وكان جو يعاني من قصر القامة وضعف البنية، ومع ذلك فقد قُبل في فريق المدرسة لكرة القدم وكان من أفضل مستقبلي التمريرات.
ألتحق جو بايدن بجامعة ديلاوير، التي درس فيها التاريخ والعلوم السياسية، وقد كان جو مهتمًا أكثر في ذلك الوقت بلعب كرة القدم والاحتفالات والاختلاط بالجنس الأخر، ثم تحول فكره تمامًا إلى السياسة بعدما شاهد تنصيب الرئيس الأسبق جون فيتزجيرالد كينيدي عام 1961، وفي أحد الرحلات الجامعية التقى جو بإحدى طالبات جامعة سيراكيوز وهي نيليا هنتر، التي وقع في حبها مما دفعه إلى التفاني أكثر في حياته ليلتحق في نفس جامعتها بعد التخرج من جامعة ديلاوير في عام 1695، ثم تزوج جو بنيليا في عام 1696.
بدأ بايدن مهنته كمحامي بعد انتهاء دراسته في عام 1968، والتحق بعدها للحزب الديموقراطي، وفي عام 1971 افتتح جو مكتب المحاماة الخاص به، وبالرغم من انشغاله الكبير في العمل إلا أن بايدن أنجب ثلاثة أبناء في هذه الفترة من حياته، ويقول بايدن عن هذه الفترة "كل شيء كان يسير أسرع مما كنت أتوقع"، وفي عام 1972 أقنع الحزب الديموقراطي جو بايدن بالمنافسة على مقعد مجلس الشيوخ لولاية ديلاوير، وبالرغم من كامل التوقعات بخسارته إلا أنه فاز بالمقعد بمساعدة عائلته في الحملة الانتخابية ليكون في ذلك خامس أصغر عضو في مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال فترة أعياد الميلاد من عام 1972 وبعد أن تحققت معظم أحلام جو بادين، تعرض لحادثة مأسوية غير متوقعة، فقد خرجت زوجته وأولاده الثلاث لشراء شجرة عيد الميلاد، ليتفاجأ بعدها جو بأنهم تعرضوا لحادث سير مروع، وقد أنهى هذا الحادث حياة زوجة جو وأبنته، ويصاب كل من ولديه بإصابات بالغة، وقد كان جو بسبب هذه الحادثة على وشك الانتحار ويقول جو حاليًا عن تلك الفترة بأن الانتحار لم يكن خيارًا بل الخيار العقلاني الأمثل. ولكن وبفضل الدعم العائلي له اتخذ جو الخيار الأفضل بتكريم عائلته بالتفاني في منصبه في مجلس الشيوخ، ولم يستطع جو أداء القسم الدستوري حينها في العاصمة، بل في المستشفى عن أولاده المتضررين من الحادثة، وبقي جو قريبًا من عائلته بعدها، وكان طيلة فترة منصبه في الشيوخ 1973 -2009 يستقل القطار يوميًا إلى العاصمة ويعود به إلى عائلته.