أحداث تاريخية تستحق أن تكون أفلامًا سنيمائية

سفينة باتافيا

سفينة طبق الأصل عن باتافيا

الأفلام المبنية على أحداث حقيقة 

لا شك أن وضع جملة "مقتبس من أحداث حقيقة" في بداية الأفلام يجعل المشاهدين يتأهبون وتزداد وتيرة شغفهم بتتبع الأحداث داخل الفيلم، وهذه الحقيقة قد دفعت بالكثير من المنتجين وكُتاب السيناريوهات إلى البحث في كتب التاريخ عن أحداث تستحق أن تكون أفلامًا سنيمائية ممتعة للمشاهدين، وفي المناسبة فإن اقتباس الأحداث الحقيقية في الأفلام أصبح معروفًا بأنه أحد العوامل التي تزيد من فرص حصولها على جوائز قديرة، بما في ذلك جائزة الأوسكار، ومن بين هذه الأفلام: فيلم The Theory of Everything، وفيلم Dallas Buyers Club، وفيلم The Imitation Game، وفيلم 300، وغيرها الكثير.

أحداث تاريخية تستحق أن تكون أفلامًا سنيمائية

إليك بعضًا من الأحداث التاريخية التي تستحق أن تُصبح أفلامًا سنيمائية بسبب طبيعتها الغريبة ودرجة التشويق فيها:

  • معارك قبائل الهمونغ مع الجيش الفرنسي: عاشت قبائل الهموتغ في جنوب شرق آسيا، لكن وقعت أراضهم في يد الجيوش الفرنسية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبح يتوجب عليهم دفع الكثير من الضرائب للفرنسيين، مما أدى إلى نشوء حرب بينهم في عام 1918، والمشوق في الأمر أن هذه القبائل قد صنعت أسلحتها النارية بيدها باستعمال لحاء الأشجار والبارود، لكن وعلى الرغم من بساطة هؤلاء الناس، إلا أنهم تمكنوا من الفوز على الفرنسيين بسبب جهلهم في كيفية مجابهة هذه القبائل داخل الادغال، مما اضطرهم إلى الاستعانة بقبائل أخرى لمعاونتهم على قبل الهموتغ، لكن هذه القبائل رفضت وقامت بدلًا عن ذلك بنشر اشاعات تفيد بان قبائل الهموتغ يستعملون السحر! وقد ترسخت هذه الفكرة في أذهان الفرنسيين بعدما شاهدوا بأن زعيم القبيلة كان يتسلق الأشجار للحصول على معلومات من السماء!
  • مارثون الرجال عام 1904: تصلح الأحداث التي حصلت في مارثون الرجال الخاص بالألعاب الأولمبية عام 1904 لتكون فلمًا سينمائيًا كوميديًا بامتياز؛ وذلك لإن قلة قليلة من العدائيين المشاركين فيه كانوا ذو خبرة في الجري أصلًا! فلقد كان هنالك 10 يونانيين لم يسبق لهم المشاركة بمارثون من قبل، و2 من جنوب افريقيا جاءوا دون أحذية!، وواحد من كوبا كان يرتدي ملابس الشوارع! والعجيب أكثر أن الحائز على المرتبة الأولى كان أمريكيًا وقد تمكن من الجري ل9 اميال فقط ثم استعان بسيارة لإكمال المسافة، لكن السيارة تعطلت قبل الوصول إلى خط النهاية، فاضطر إلى الجري بعد ذلك! أما في المرتبة الثانية، فكانت من نصيب رجل آخر استعان بمدربيه من أجل حمله إلى خط النهاية! أما في المرتبة الثالثة، فكانت من نصيب رجل كوبي توقف للأكل في خضم السباق بحجة أنه لم يأكل منذ 40 ساعة!
  • اغتيالات فيدل كاسترو: من المعروف أن فيدل كاسترو كان شيوعيًا وزعيمًا لكوبا أثناء الحرب الباردة، كما من المعروف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد حاولت اغتياله 638 مرة! ولم تفلح في أي منها، وتضمنت المحاولات زرع السم له في السجائر! وزرع المتفجرات في السجائر! وزرع الجراثيم في ملابس الغوص الخاصة به! وزرع السم في قلمه! فضلًا عن الاستعانة بحبيبته السابقة، التي حاولت وضع حبوب سامة في غرفة كاسترو، لكن كاسترو تنبه لها، وقام بإعطائها مسدسًا وحثها على قتله، لكنها تراجعت عن ذلك، وهذا كله يجعل من قصص اغتيالات كاسترو مادة دسمة لعمل فيلم سينمائي مثير ومشوق للغاية.
  • قصة عبد الرحمن الأول: يُعرف عبد الرحمن الأول أيضًا باسم عبد الرحمن الداخل، وهو آخر الخلفاء الأمويين الذين اتخذوا دمشق مكان لحكمهم، ليخلفهم بعد ذلك العباسيين، والأمر المشوق في قصة عبد الرحمن الداخل هو أنه تمكن من الإفلات من العباسيين الذين قضوا على معظم أفراد عائلته، ثم قام برحلة شاقة من سوريا وحتى اسبانيا، حيث تمكن هناك من جمع المعاونين والمؤيدين له لتنصيب نفسه خليفة في الأندلس.
  • قصة السفينة باتافيا: أبحرت السفينة الهولندية باتافيا عام 1628 تحت إمرة القائد فرانسيسكو بيلسايرت والكابتن أرين جاكوبس، وكان على متنها أيضًا تاجر مشهور اسمه جيرونيموس كورنليش، وكانت السفينة تحمل الكثير من الذهب والفضة، مما دفع بكورنليش وجاكوبس إلى التآمر للاستيلاء على السفينة أثناء رحلتها في البحر، وبالفعل قاموا بإقناع بعض الرجال بذلك وغيروا اتجاه السفلية بعيدًا عن الاسطول بعدما اشعلوا نار التمرد عبر التحرش بأحد النساء على السفينة، لكن وأثناء الرحلة عام 1629 اصطدمت السفينة بأحد الشعاب المرجانية وتحطم جزء كبير منها، مما تسبب في غرق الكثير من الطاقم، بينما تمكن آخرون من الذهاب إلى جزر مجاورة، والمشكلة تبدأ هنا، عندما اكتشف الناجون أن هذه الجزر لا تحتوي على مياه نظيفة صالحة للشرب، لكن في النهاية أفلح القائد بيلسايرت وجاكوبس في إيجاد الماء بعد 33 يومًا من البحث وتمكنوا من الذهاب إلى مدينة جاكارتا، لكن السلطات اتهمتهم بخيانة الأمانة وطلبت منهم العودة لتفقد الناجين الآخرين وجلب الذهب، وعندما رجع بيلسايرت إلى تفقد الناجين وجد بأن حربًا دموية قد وقعت بينهم أثناء غيابه؛ فلقد سعى كورنليش ورجاله إلى قتل الناجين جميعًا للظفر بالذهب لنفسهم، وهذا الأمر شمل الأطفال والنساء، بل إن كورنليش ترك مجموعة من رجاله على جزيرة لوحدهم بحجة أنه سيبحث عن الماء لهم، لكنه تركهم بالطبع ليواجهوا مصيرهم ويموتوا من العطش، وفي المحصلة فإن هؤلاء الرجال قد وجودوا الماء والموارد لوحدهم، وتمكنوا من الإمساك بكورنليش وأخذه رهينة بعدما علموا بأفعاله البربرية، وانتهى الأمر بإعدام كورنليش.