لمدة تزيد عن 1200 عام حكم المسلمون فلسطين وعاشوا فيها مسلمين ومسيحيين ويهود في سلام وكان آخر حكم إسلامي تحت ظل الخلافة العثمانية حتى مطلع القرن العشرين. حتى عام 1900 كان معظم سكان فلسطين من المسلمين بنسبة تقريبية تبلغ 85% ثم يليهم المسيحيون بنسبة 10% ثم اليهود بنسبة 5%، أي أن اليهود لم يشكلوا سوى 5% من نسبة سكان فلسطين، ولكن المشروع الصهيوني كان قد بدأ فتوالت هجرة اليهود من شتى أنحاء العالم إلى فلسطين.
و هذه الهجرة المنظمة هي السبب الرئيسي في قضية فلسطين، حيث أن اليهود القادمين كانوا محملين بالفكر الصهيوني القائم على أن أرض فلسطين هي أرض لهم وحدهم ولا يهم مصير السكان الأصليين فيها، المهم أن يقيموا على فلسطين دولة يهودية لهم بأي وسيلة كانت، وبانتهاء الحرب العالمية الأولى تقاسمت بريطانيا وفرنسا بلاد الشام، ومنحت بريطانيا اليهود وعداً بإقامة وطن لهم على أرض فلسطين فأعطتهم الغطاء الشرعي، وسهّلت لهم الهجرة فكان بالفعل وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق، وبفعل موجات الهجرة الكثيفة تغيرت تركبية السكان في فلسطين، فزاد عدد اليهود من 5% عام 1900 إلى 31% عام 1947، ومع ذلك لم يملك اليهود إلا نسبة قليلة جداً من أرض فلسطين.
ثم جاءت النكبة، حرب 1948، في شهر 5 عام 1948 انسحبت بريطانيا من فلسطين وأعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل على أرضها، وفي اليوم التالي اندلعت الحرب بين الجيوش العربية والصهاينة اليهود. ولكن عدم التنسيق بين الجيوش العربية وتضارب الأوامر وبعض الاتفاقيات السرية الخائنة وضعف الجيوش ونفاد الذخيرة وغيرها، كل هذا أدى إلى هزيمة الجيوش العربية.
انتهت حرب 48 باحتلال الصهاينة لحوالي 78% من أرض فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني عليها. فتقسمت فلسطين إلى ثلاثة مناطق، الضفة الغربية وقطاع غزة بقيتا بيد العرب حتى عام 1967، أما أراضي الـ 48 فأصبحت بيد الصهاينة الذين أقاموا عليها دولة إسرائيل، و من 9% من أرض فلسطين إلى 78%، في هذه الحرب استشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني وعربي، وقام الصهاينة بأكثر من 50 مذبحة "موثقة" وقعت بحق الفلسطينيين، و أكثر من 531 قرية ومدينة فلسطينية طهرت عرقياً ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين.
قبل النكبة عاش في فلسطين 1.4 مليون فلسطيني، وبسبب النكبة تم تهجير أكثر من 780 ألف فلسطيني، وخلال عشر سنوات تلت دخل فلسطين أكثر من 850 ألف يهودي، و من نتائج الحرب تقسيم القدس إلى قدس شرقية بأيدي العرب وقدس غربية بأيدي اليهود، و بالمناسبة تحتوي القدس الشرقية على البلدة القديمة والتي فيها المسجد الأقصى المبارك، و بعد عام 1948 أصبحت هذه المدن الفلسطينية تابعة لدولة الكيان الصهيوني، و أطلق العرب على هذه المدن اسم مدن الـ 48 أو أراضي الـ 48 أو مدن فلسطين المحتلة، وفي عام 1949 انضمت إسرائيل إلى هيئة الأمم المتحدة. أي أصبحت دولة رسمية باعتراف معظم دول العالم، لكل هذا وأكثر سميت حرب 1948 بالنكبة.