غيريليرو هيروويكو ، أو بطل حرب العصابات هو اسم الصورة التي أصبح يعرفها معظم العالم، هي صورة لرجل عظيم هو الآخر عرفه كل العالم التشي، أو الرفيق غيفارا، هو ثائر كوبي ماركسي وُلد بالأرجنتين في الرابع عشر من يونيو سنة 1928م في كنف عائلة بورجوازية من أصول أيرندية و اسبانية باسكية منذ صغره كان يهوى المطالعة و قراءة الكتب و ما أثار اهتمامه كان الفيلسوف الألماني "سيغموند فرويد" و الاقتصادي "كارل ماركس" و كذلك بعض الكُتَّاب اللاتينيين كما كان يعشق الدواوين الشِّعرية و في المدرسة أحب الفلسفة ، الرياضيات، العلوم السياسية و الهندسة هذا ما فتح له الطريق نحو كلية الطب في بوينوس أيرس حيث التحق بها سنة 1948م.
بعد ثلاث سنوات، أي في سنة 1951م انطلق التشي رفقة صديقه البرتو غرانادو في رحلة تجوب أنحاء القارة الأمريكية على دراجات نارية و في الطريق دوَّن ما رآه و اثَّر فيه في مذكرة سماها بعد ذلك بـ "يوميات دراجة نارية"، ما رآه لم يكن بالشيء السَّار بل هو الفقر، الحرمان و الإستغلال و أبشع ممارسات الرأسمالية الإحتكارية كما أسماها و هذا ما ترك انطباعاً لديه بضرورة توحيد القارة اللاتينية و نزع جذور هذه الإمبريالية الإستعمارية بعد عودته و حصوله على شهادة الطب في يونيو 1953م، أحس بضرورة التطوع و مساعدة من يحتاج اليه لِذا قرَّر بدأ مغامرة جديدة أخدته بين بوليفيا ، البيرو و كوستاريكا وصولاً الى غواتيمالا و هناك شهد الإنقلاب المدبَّر من طرف وكالة الأستخبارات المركزية ضدَّ حكومة "اربـينـز" بسبب ولائها لمُعسكر الشَّرق و هنا تنامى حقد غيفارا على الرأسمالية عموماً و أمريكا بالخُصوص.
انتقل غيفارا الى المكسيك مطلع سبتمبر1954م رُفقة "هيلدا جاديا"، التي سيتزوجها بعد ذلك، و في المكسيك ،التقى مجموعة من الكوبيين الذين كانوا مُعتقلين فتوطدت علاقته مع "راؤول كــاسترو" أخ "فـيديـل كــاسترو" الذي كان لايزال في السجن هناك في كـوبا و بعد خروجه تعرَّف على التشي و ضمَّه الى "حـركة 26 يولـيو" التي خطَّطت للدخول الى كـوبا و اسقاط الحكومة المصطنعة التي يرأسها الديكتاتور "باتـيسـتا" بعد استعدادات مطوَّلة تمّ تنفيذ العملية يوم 25 نونبر سنة 1956م لكن باءت بالفشل لتختفي المجوعة عن الأنظار و خلال هذه الفترة قام ارنستو غيفارا بمجموعة من الأدوار كوضع التكتيكات وادارة مصانع صغيرة للقنابل و السلاح و ما الى ذلك، و هذا ما زاد من ثقة كــاسترو به ليضعه بعده كرجل ثاني للثورة و في معارك عديدة جاءت بعد ذلك كـ "لاس مرسيديس" استطاع التشي أن يبهر العالم بخططه الذكية التي ساعدت في زيادة زحف الثُوَّار بعد الكر و الفر استطاعو السيطرة على"لاس فيلياس" و عدد من المقاطعات الأُخرى و في المعركة المهمة لـ "سـانتا كـلارا" سيطروا عليها أخيرا ليلة رأس السنة لعام 1958م بعد التفاوض على السلام هرب باتـيستا من هافانا نحو الدومينيكان و في الثاني من يناير سنة 1959م دخلوا أخيراً "هــافــانا " و بعد وصول كاسترو في الثامن من نفس الشهر أعلنت الحكومة الثورية غـيفارا مواطنا كـوبيا تقديرا لدوره المهم للغاية في الثَّورة الكوبية و قام بمجموعة من الأدوار و تقلَّد عدداً من المناصب بعذ ذلك كمدير للمصرف المركزي و مشرف على المحاكمات لخصوم الثورة ووصل الى وزير للصناعة و ديبلوماسيا كـوبيا في الخارج و متحدثاً باسمها و كسياسات اصلاحية تمَّ اصلاح القانون و تطبيق العدالة و معاقبة مجرمي الحرب و كل من كان ضد الثورة كما تمَّ اصلاح الأراضي و اعادة توزيعها اضافة لوضع خطط لمحو الأُمية.
في يونيو 1959م، أُرسل غيفارا في جولة الى حوالي 14 دولة في افريقيا و أسيا لتوطيد العلاقات السياسية و التجارية و خاصة مع اليابان و دول "حلف باندونغ" لم تتوقف الأزمة مع الولايات المتحدة و أتباعها حيث قامت وكالة الأستخبارات المركزية بمجموعة من العمليات ضد نظام كــاسترو لكن بعد معركة "خليج الخنازير" حيث استاطعت المليشيات الكوبية صد هذا الغزو في أبريل سنة 1961م زادت ثقة الحكومة الثورية حيث استقدمت صواريخ باليستية من الاتحاد السوفييتي سنة 1962م و التي أعلنت بداية الأزمة و ظهور اشارة الخطر بالنسبة لمعسكر الغرب
في سنة 1965م بدأ غيفارا محاولات فاشلة لإشعال فتيل الثورة في الكونغو ، الموزمبيق و تنزانيا و خلال محاولة غامضة كانت في بوليفيا سنة 1967م و نتيجة تدخل وكالة الإستخبارات المركزية التي ساعدت الجيش البوليفي تم القاء القبض عليه يوم 7 أكتوبر و بعد محاولات معه لم يتمكنوا من أخد معلومات منه فأعطى الرئيس البوليفي "ريـنيه بارينتوس" أمراً باعدامه في صباح التاسع من أكتوبر و الجلاد هو الرقيب "ماريـو تـيران"، بعد إعدامه قيلَ أنه تمَّ ارسال جثته الى الأرجنتين للتعرف على بصماته و خلال نفس الفترة اعترف فيدال كـاسترو في الـ 15 من أكتوبر بوفاة الرفيق غــيفـارا و أعلن الحِداد كما تحدث مطوَّلاً عن انجازاته و شخصيته الثورية التي ليس لها مثيل.