اضطر الفايكنج للتعامل مع ثقافات وجماعات عرقية وأثنية متنوعة أثناء الهجمات التي قاموا بها على المدن الأوروبية، وكان العرب والمسلمون من بين هذه الجماعات دون شك. لكن يبقى من الثابت عدم وجود أي مستوطنات للفايكنج في الأراضي العربية، كما أن معظم العلاقات التي نشأت بين الطرفين قد نشأت داخل ما يُعرف حاليًا ب"روسيا"، ولا يوجد الكثير من المصادر التاريخية التي تتحدث عن زيارات للعرب والمسلمين إلى أراضي الفايكنج، لكن يبقى من الضروري الإشارة هنا إلى البعد التجاري لعلاقة الفايكنج بالعرب؛ فمن المعروف أن سبب غزو الفايكنج للأراضي الاوروبية كان الحصول على الفضة، وكان لا بد لهم من التعامل مع العرب والمسلمون القاطنين في القسطنطينية أو إسطنبول من أجل استبدال الفضة، وهذا مهد لعلاقة مسالمة بين الطرفين، لكن علاقة الفايكنج بالعرب والمسلمين قد تكون أعمق بكثير من ذلك وفقًا لأدلة تاريخية حديثة.
من المعروف أن الفايكنج كانوا محاربين أشداء للغاية، كما من المعروف حجم الأذى الذي ألحقوه بالكنيسة وباتباع الديانات الأخرى، لكن المفاجأة حدثت في سنة 2018، عندما وجد علماء الآثار قطع من القماش الذي يحتوي على كتابات كوفية أو عربية داخل مقابر الفايكنح في السويد! بل إنهم وجدوا بوضوح كلمة "علي" مطبوعة فوق القماش وبجوار كلمة "الله" أيضًا! وقد تكرر ورود هذه الكلمات لأكثر من 10 مرات بين قطع القماش التي عثر عليها العلماء، وهذا الأمر دفع بالباحثين إلى الشك بان هذه المقابر لا تحتوي على أجساد الفايكنج، وإنما على أجسام عرب أو مسلمين! والغريب في الموضوع أن العلماء قد قاموا بعمل فحص للمادة الوراثية للأجساد الموجودة في مقابر الفايكنج، وكانت النتيجة صادمة بالفعل!
فلقد تبين أن هذه الأجساد هي أجساد لأناس أصلهم من المدن الفارسية، حيث مكان انتشار الإسلام والمسلمين في العالم القديم! وفي المناسبة فإن باحثين آخرين قد تمكنوا قبل عقد من الزمان من الكشف عن وجود عملات معدنية عربية وخاتم يحمل كلمة "الله" في أحد مقابر الفايكنج أيضًا! وهنالك من ذهب إلى حد القول بأن هذه الآثار تثبت بأن الفايكنج قد تأثروا بالأفكار الإسلامية حول الحياة الأبدية والجنة بعد الموت.
لكن ومن ناحية أخرى، توجد روايات تتحدث عن أوصاف سلبية للفايكنج جاءت على ألسنة بعض المؤرخين العرب؛ فمثلًا كتب الكاتب العربي أحمد بن فضلان عن رحالة الفايكنج ما يلي:
" الفايكنج هم أكثر خلق الله قذارة! فهم لا يغتسلون بعد التبول أو التبرز! ولا يغتسلون بعد مجامعة النساء! ولا حتى بعد تناول الطعام!"
لكن وفي نفس الوقت، قال أحمد بن فضلان عن الفايكنج أيضًا:
"لم أرى في حياتي رجالًا يتمتعون ببنية جسدية رائعة أكثر من الفايكنج! فهم مثلًا أشجار النخيل! كما أنهم يمتازون ببشرة فاتحة وحمراء!"
اشتهر العرب أصلًا بأنهم وثنيين قبل مجيء الإسلام، كما اشتهروا أيضًا بطبيعتهم البدوية وقساوة معيشتهم ومستوى الشدة والبأس الذي لدى محاربيهم، فضلًا عن امتهانهم لمهنة التجارة، وهذه الأوصاف بلا شك تنطبق على الفايكنج، الذين اكتسبوا سمعة المحاربين الوثنين الأشداء قساة القلب! وقد تمكن الفايكنج من مد جسور التجارة مع العرب عبر امدادهم بالعبيد والأسلحة، بينما مدهم العرب وبالدراهم الفضية، وفي النهاية فإن البعض باتوا يطلقون وصف "بدو أو رحالة الشمال الثلجي" على الفايكنج، في حين كان العرب هم بدو أو رحال الجنوب الصحراوي، لكن بالطبع جاء الإسلام بعد ذلك وتغير حال العرب والمسلمين ليُصبحوا من بين أنظف المجتمعات في تلك الفترة، كما جاءت المسيحية أيضًا وانتشلت الفايكنج من الوثنية إلى المسيحية التي تبقى أكثر حضارة من الوثنية دون شك!