يشتهر الفايكنج بأنهم مجموعات من المحاربين والبحارة القدامى الذين خرجوا من الدول الاسكندنافية باتجاه الممالك والمدن الأوروبية الأخرى من أجل نهبها وأخذ ثرواتها في الفترة التاريخية الممتدة بين القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر ميلادي، ويرجع أصل الفايكنج تحديدًا إلى المناطق الواقعة فيما يُسمى حاليًا بالدول الإسكندنافية، أي النرويج، والسويد، والدنمارك، ولقد اقترن اسم الفايكنج في ذهنية الشعوب الأوروبية الأخرى بالانحطاط بسبب كونهم وثنيين وغير مسيحيين أو غير متحضرين في ذلك الوقت، لكن الفايكنج كان لديهم تكنولوجيا بحرية متقدمة في تلك الفترة، وهذا مكنهم من الوصول والإغارة على مراكز التجارة في بريطانيا وفرنسا، ومن المثير للاهتمام أن فضل استعمار أيسلندا يرجع إلى الفايكنج أصلًا، وهنالك بعض المؤرخين الذين يعتبرون الفايكنج هم أول من وصل إلى أمريكا الشمالية قبل كولومبس.
سادت بين الفايكنج أساطير وأفكار دينية وثنية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبيئة الشمالية أو الإسكندنافية التي عاشوا فيها خلال القرون الوسطى قبل أن يتحولوا إلى المسيحية في وقت لاحق، وشكلت القصص والملاحم الأسطورية جزءًا حيويًا من ديانة ومعتقدات الفايكنج، وكان هنالك بالطبع مجموعة كبيرة من الآلهة والأرباب في الديانة الإسكندنافية التي آمن بها هؤلاء القوم، منها الرب "أودن"، و"ثور"، وفريا" و"لوكي"، وغيرها من الأسماء التي بدأ الناس يتعرفوا عليها أكثر بفضل السينما والأفلام الحديثة التي ناقشت الأساطير الإسكندنافية القديمة، لكن يبقى أكثر من يميز طبيعة عقيدة الفايكنج عن غيرها من العقائد الدينية هو ميلهم إلى النظر إلى الحياة بصفتها شيئًا فاتنًا أو مبهجًا، وليس شيء يجب الهروب أو انقاذ النفس منها، بعكس حال الكثير من الديانات الأخرى، التي نظرت إلى الحياة بصفتها مصدرًا للقذارة والمعاناة.
بدأ الفايكنج بشن هجمات متفرقة على إنكلترا في أواخر القرن الثامن ميلادي، وكانت الأديرة المسيحية مستهدفة بشكل خاص من قبل الفايكنج، وهذا ظهر بجلاء عندما هجم الفايكنج على دير ليندسفارن الإنكليزي في عام 793 ميلادي، لكن الهجمات أصبحت أكثر جدية ومأساوية عند مجيء أولاد زعيم الفايكنج المشهور براجنار لوثبروك إلى إنكلترا، الذين احتلوا ممالك إنكليزية مشهورة في ذلك الوقت، بما في ذلك شرق أنجليا ونورثمبريا، وقد حاولوا الوصول إلى مملكة ويسيكس الإنكليزية، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة، مما اضطرهم إلى وضع اتفاقيات بينهم وبين الإنكليز، ولقد نصت هذه الاتفاقية على إعطاء معظم أرض إنكلترا للدنماركيين، لكن فيما بعد تمكن الإنكليز من طرد الدنماركيين، وعلى أية حال، فإن الفايكنج قد تمكنوا من الوصول إلى أنحاء أخرى كثيرة من القارة الأوربية، كما أنهم وصلوا إلى غرينلاند وحالوا الوصول إلى أميركا الشمالية، وتمكنوا من مهاجمة فرنسا أكثر من مرة أيضًا.
تحولت ممالك الفايكنج إلى الديانة المسيحية تدريجيًا وحدث نوع من التداخل أو التعايش بين الهواية المسيحية وبين التراث الإسكندنافي في أنحاء القارة الأوربية، لكن ما زالت آثار الفايكنج حاضرة في الكثير من الأسماء التي أطلقت على الأشياء والمعالم في أوروبا، كما أن الكثير من المفاهيم أو المصطلحات اللغوية الأوربية ما زالت تحمل أصلًا إسكندنافيًا أيضًا، خاصة في إنكلترا، وأسكوتلندا، وروسيا، وفي النهاية فإن الفايكنج قد تمكنوا من ترك الكثير من ثقافتهم وقصصهم الأصلية في أيسلندا تحديدًا.
تلطخت سمعة الفايكنج كثيرًا بسبب المآسي والغزوات التي قاموا بها أثناء هجومهم على الكنائس والأديرة المسيحية وحجم النهب والإذلال الذي ألحقوه بالكنسية والرهبان، وهذا قاد إلى وصف الناس للفايكنج بأنهم ليسوا ببشر على الإطلاق أو أنهم مجرد برابرة ومتوحشون للغاية، كما انتشرت أفكار خاطئة أخرى عنهم، منها: