تمكنت اسبانيا من قيادة التوسع الاستيطاني الأوروبي في بقاع العالم خلال القرنين الخامس والسادس عشر، وهذا أدى إلى ازدهار التجارة في المدن المجاورة للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ أيضًا. ومن المعروف أن اسبانيا ادعت ملكيتها لأراضي كثيرة في شمال وجنوب القارة الأمريكية، وهذا جعل الإمبراطورية الإسبانية قوة عالمية عظمى في أوروبا والعالم. وفي الحقيقة فإن المؤرخين ينظرون إلى الإمبراطورية الإسبانية بصفتها الإمبراطورية الأكبر على مستوى العالم حتى القرن الثامن عشر، لكنها بالطبع عانت خلال فترة حكمها من مشاكل اقتصادية، كما أن توسع هذه الإمبراطورية جاء على حساب امبراطوريات أخرى، وهذا الأمر بالطبع يعني أن هنالك بلا شك الكثير من المآسي والأمور الصادمة التي حدثت أبان توسع هذه الإمبراطورية.
إليك بعضًا من الحقائق الصادمة والعجيبة حول الإمبراطورية الاسبانية:
-سادت التشوهات الخلقية بين ملوك اسبانيا: أصبحت اسبانيا قوة عالمية أثناء حكم عائلة آل هابسبورغ، الذين حكموا بالمناسبة اسبانيا وهنغاريا والنمسا في حقب تاريخية منفصلة، لكن أكثر ما يميز هذه العائلة هو رغبتهم الشديدة بصيانة حكمهم عبر زواجهم من بعضهم البعض! ومن المعروف أن زواج الأقارب هو أحد اهم وأبرز عوامل ظهور التشوهات الخلقية، لذا ليس من الغريب أن يكون ملوك اسبانيا من بين أبشع المخلوقات! فالملك تشارلز الثاني كان يمتلك جسدًا ضعيفًا إلى درجة أنه كان غير قادر على المشي، كما كان فكه مشوهًا إلى درجة أنه كان لا يستطيع مضغ الطعام! ولم يستطع حتى حضور حفل زفافه بسبب اعترافه بكونه بشعًا للغاية.
-أنهت الإمبراطورية الإسبانية على امبراطوريتي الأزتك والإنكا: قامت امبراطورية الأزتك فوق أراضي المكسيك، ودامت لأكثر من قرن من الزمان، لكنها انتهت بسرعة وخلال سنوات قليلة بعد وصول الاسبان إليها. أما بالنسبة إلى امبراطورية الإنكا التي كانت في البيرو، فإنها سقطت في معركة كارثية لم يقتل خلالها اسباني واحد! بل إن الإسبان قد أذلوا زعيم الأنكا إلى درجة أنهم طالبوه بجلب كميات كبيرة من الذهاب والفضة، ثم قتلوه بعد ذلك دون أي شفقة!
-أدى استكشاف الإسبان للأراضي الأمريكية إلى قتل ملايين البشر: من المعروف أن كريستوفر كولومبوس كان إيطاليًا وليس اسبانًا، لكنه ترأس سفينة استكشاف كانت ممولة بالكامل بواسطة ملوك اسبانيا. ولقد ظن كولومبوس أنه اكتشف الهند عندما رست سفينته للمرة الأولى على شواطئ أميركيا، لكنه انصدم فيما بعد عندما أدرك أنه في أرض جديدة وفيها أناس طيبين! للأسف لم تغفر طيبة هؤلاء الناس لهم، وإنما أدت إلى طمع الاسبان بهم وإبادتهم في النهاية؛ إذ تشير التقارير إلى وجود 50 مليون انسان في القارة الأمريكية عند وصول كولومبس إليها، لكن هذا العدد أصبح 8 ملايين فقط مع حلول القرن السابع عشر! ويرجع سبب هذه الوفيات إلى القتل العمد الذي قام به الاسبان والأمراض الجديدة التي جاءوا بها دون قصد إلى سكان أمريكا الذين لم تتعامل أجسامهم مع هذه الامراض من قبل.
-اشتهرت محاكم التفتيش الإسبانية بوحشية صادمة للغاية: أمرت الكنيسة في اسبانيا بطرد الأقلية اليهودية في عام 1492، وهذا أيضًا كان مصير أقليات دينية أخرى، بما في ذلك المسلمين، وعلى الرغم من أن بعضهم حاول التحول إلى المسيحية لتجنب الطرد، إلا أن الكنسية كانت تعتبر أن القدوم من أباء أو أجداد مسلمين هو بحد ذاته جريمة! وكانت مهمة القساوسة المتعصبين هو تطهير المجتمع من الارجاس للحفاظ على نقاوة الإيمان الكاثوليكي! وتشير البيانات المتوافرة حول كنائس التفتيش إلى اقدامها على تعذيب وقتل أكثر من مليون انسان في ذلك الوقت! مما جعل محاكم التفتيش الاسبانية تتربع على قائمة أكثر الجمعيات الدينية دموية في التاريخ!
-كانت الإمبراطورية الإسبانية من رواد انشاء معسكرات الاعتقال: ظهرت ريادة الإمبراطورية الاسبانية فيما يخص انشاء معسكرات الاعتقال في كوبا، حيث بنت اسبانيا معسكر اعتقال سيء السمعة لحجز المعارضين واذلالهم، ولقد أرسلت اسبانيا قائدًا اسمه فاليريانو ويلر إلى كوبا من اجل الاشراف على هذا المعسكر. وقد أطلق الكوبين على هذا القائد اسم "الجزار" للدلالة على المآسي التي ألحقها بهم! وكان اختراع الأسلاك الشائكة أحد الأمور التي سهلت على الإسبان حجز ألاف البشر في معسكرات تفتقر إلى أبسط معايير الإنسانية، وهذا أدى إلى موت 150 انسان من الجوع والأمراض في تلك المعسكرات.
-كان مصير الإمبراطورية الاسبانية هو الافلاس: على الرغم من كميات الذهب والفضة والثروة التي حازت عليها الإمبراطورية الاسبانية من المقاطعات والمدن التي نهبتها، إلا أنها انتهت مفلسة وخسرت الحرب مع نابليون والحرب في أمريكا أيضًا.