يخبرك الكثير من رواد التنمية البشرية والاخصائيين النفسيين انه الخوف مجرد وهم موجود في عقلك، الا أن الألم الذي يسببه الخوف في حياتنا حقيقي. القلق الذي يخلقه حقيقي ، إلى جانب ضيق الصدر ، وانقباض في المعدة او زيادة في ضربات القلب وغيرها..
يعاني معظم الناس من الخوف ويأتي في أشكال عديدة: أفكار وعواطف وأحكام ومعتقدات محدودة.
أنا وأنت لدينا مخاوف حقيقية ، لكن علينا أن نسأل أنفسنا ، "هل هي بالفعل حقيقية"؟
عندما يكون الخوف هو المحرك الاساسي في حياتنا فإن كياننا الحقيقي سيعاني، سنكون غير قادرين على انتاج الابداع ولن نستطيع الوصول الى حقيقية امكانياتنا وقدراتنا.
ويعلم الكثير من الناس ان التقدم والتطور الذي نستطيع تقديمه لشخصياتنا واعمالنا موجود على الجانب الاخر من خوفنا وعدم ارتياحنا، الا انهم يبقون عالقين ينصتون الى صوت مخاوفهم التي تخبرهم انهم لن يستطيعوا القيام بشيء افضل وان المكان الذي يشغلونه الان اكثر آمانا وراحة.
الا ان البعض يريد ان يحارب مخاوفه ويبدأ بقراءة الكتب والبحث عن كيفة التخلص من الخوف، فهل هذا ممكن؟
بالتأكيد، تجارب الاخرين تثبت لنا كيف تغلبوا على مخاوفهم، حيث تعايشوا معها في البداية ثم واجهوها وفي النهاية تمكنوا من سحقها، وانطلقوا للتحرر من مخاوف اخرى.
الاهم ان تعرف انك لن تستطيع ايقاف مشاعرك فأنت لست صخرة، انت ستقوم بتعلم كيف ستتعامل مع مخاوفك التي لن تتوقف من الظهور ولكن اعدك انك ستتغلب عليها في كل مرة.
سوف نقترح عليك بعض التمارين التي يمكنك القيام بها لتتخلص من خوفك تدريجيا.
- عندما تشعر بالخوف لاحظ ماذا يحدث لجسدك، ما هي التغيرات التي تحدث لك؟ هل يضيق صدرك؟ يحمر وجهك؟ تزداد ضربات قلبك؟ تتلعثم أم تشعر بحفرة فارغة داخل معدتك؟
اذهب الى الداخل، ما هي الافكار والمعتقدات التي تغمر عقلك؟ ماذا تقول لنفسك في هذه اللحظة؟ هذه الخطوة ستعلمك الملاحظة ثم السماح لما تشعر به ان يكون هناك، خصص عشرة دقائق من وقتك في التأمل واستشعار الخوف وتمثيل ما يحدث ثم حاول السيطرة عليه.
- اسمح للحياة أن تكون كما هي، لا تقاومها أو تدفعها بعيدا، اسمح للتجربة ان تحدث دون تصنيفها بالسيء والجيد، هو امر ستتعلم منه وتتطور روحك من خلاله.
- عندما تبدأ بمراقبة وفحص ما يحدث اثناء خوفك دع الامر يحدث عن محبة وليس عن طريق اصدار الاحكام، تعمق في الاحاسيس الجسدية والافكار والعواطف وفكر ما هي ؟ وما الذي يحدث؟ ولماذا تنشأ؟ ماذا يقول الصوت في راسك؟ وما هو الخوف في الاساس.
عندما تقوم بالتعامل مع تحليل خوفك من قلب نابع عن المحبة فان ذلك يسهل اخراج مخاوفنا من الظلام الى النور، سستتفهم مخاوفك ومن ثم سوف تبدأ بالتلاشي.
- في النهاية، غذي خوف بالحب، فهو ترياق الخوف، هو الصبر والطيبة. هو من يبث السلام الى قلبك على عكس الغضب من الخوف الذي يزيده ويجعلك اكثر توترا. بالحب سستفهم ان مخاوفك ناتجة عن امور لم يكن لك يد بها، فهناك مخاوف تتكون منذ الطفولة ومن العالم الخارجي. حين تتفهم هذه الحقيقة سوف تعطف على نفسك وتبدأ بمعالجتها من هذا الامر الذي يوقفك عن التقدم والتطور ويقتات على سنين عمرك التي لن تعود.
ابدا خطوة بخطوة بمعالجة خوفك، الاهم ان تتفهم مخاوفك وتضعها امامك ثم تبدأ باجتيازها واحدة تلو الاخرى. ودائما اسال نفسك ما هو افضل شيء سوف احصل عليه اذا تغلبت على خوفي؟ وما هو اسوء شيء سوف يحدث؟ دائما ستكون النتيجة الايجابية افضل بكثير من العواقب التي لن تكون وخيمة كما تتوقع.