يطمح العديد من الكتاب المبتدئين الى التفكير في كتابة اول رواية لهم، لكن يقع الكثير منهم في خطأ الاستعجال وعدم اخذ الخبرة الكافية في كيفية الكتابة الروائية الصحيحة وطريقة التسلسل والسرد القصصي المتناغم الذي يشد القارئ ولا يجعله يمل ويترك الرواية منذ بدايتها. لذلك ان كنت مبتدئا سوف نقدم لك مجموعة من النصائح التي ستساعدك على صياغة اول رواية لك واطلاقها لتحلق مع سرب الروايات الناجحة والمؤثرة.
اولا : ابدأ بمشهد أو فصل أو فكرة ترغب بشدة في كتابتها، ابدا في بناء أفكارك وهيكل الحبكة من تلك البداية واجعلها القاعدة. ان المشهد الاول سوف يمنحك فرصة ربما لتقديم بعض الشخصيات الرئيسية ومنحها الجوهر والوصف والسماع لك بالشعور على انها على قيد الحياة حتى تتمكن من البدء بحرية في تخيلهم، سوف تستطيع ان تتخيل أين يعيشون وكيف هي اشكالهم وكيف هي تصرفاتهم وماذا يفعلون من اجل لقمة العيش، قد لا تجد المشهد الذي الذي تبدأ به طريقك الى نهاية الرواية لكن تاكد ان هذه البداية هي التي سوف تشعل خيالك بنار الالهام وسوف تقع في حب شخصياتك وسوف تعلم كيف تطورها وتخلق طرقا لجعل حبكة حياتهم أكثر اثارة.
ثانيا : في مرحلة ما عليك أن تقوم بعمل مخطط تفصيلي من (أ) إلى (ب) إلى (ج) لإعطاء الرواية بنية القصة الشاملة. يمكن أن يكون المخطط التفصيلي بسيطًا مثل المقدمة والتفاعلات الأولية للشخصية وتفاعلات الشخصية اللاحقة والصراع وحل النزاع والاستنتاج.
ثالثا : قم في البدء بملخص عام، ربما صفحة أو أقل. ثم حدد النقاط الاساسية في القصة وتلك التي سوف يندرج منها احداث او ربما قضايا تريد التركيز عليها وابرازها من خلال روايتك. سوف تحتاج ايضا إلى البدء في تحديد الشخصيات الرئيسية والثانوية ، وإضافة تفاصيل وربما خلفيات أو تاريخ تلك الشخصيات. من المفيد عمل قائمة بالأسماء أو الوجوه أو تفاصيل الجسم أو التشنجات اللاإرادية أو الحركات الغريبة. من هذا المنطلق ، يمكنك تصميم المحادثات والتفاعلات التي تمنح القصة مزيدًا من الحياة.
رابعا : ابدا في الكتابة، وقم بإنهاء مسودتك الأولى. إنه أصعب مما يبدو. قد لا تعجبك أجزاء مما كتبته ، لكن لا يمكنك ترك ذلك يشتت انتباهك عن المهمة الإجمالية. الاهم ان لا تقوم بالتعديل وانت تكتب مسودتك الاولى، يجب ان تبدأ عملية التحرير والتعديل بعد الانتهاء منها بشكل كامل وبعض فترة من الوقت، ربما سوف تضطر الى الغاء صفحات كاملة، لا بأس المهم ان تاخذ الرواية المنحى الصحيح لتحصل على الجودة الأفضل.
خامسا: ربما لن يعجبك ما سنقول تاليا، لكن بعض المسودات ستكون مجموعة من الترهات، لذلك دعها لفترة من الوقت واعمل على مشروع آخر ، واخرج المسودة الأولى من عقلك واجعلها تنتعش. بعد بضعة أشهر من ذلك، يمكنك إعادة قراءة ما تم كتابته (على عكس ما تعتقد أنك كتبته) ويمكنك رؤية ما كتبته بمنظور جديد. بمجرد أن تقرأ ما هو مكتوب بالفعل ، فأنت في وضع يسمح لك بإجراء تعديل كبير.
سادسا: بعد ان تقوم بالتعديل وقص الحوارات التي لا تعزز الحبكة واضافة ما يلزم يبقى امامك ان تعزز عملك بالاستعانة بمدقق موثوق او أشخاص ذوي خبرة وتثق بهم لتستشيرهم في اطلاق المسودة الى نسخة نهائية حتى ترى النور. ويجب عليك ان تتاكد من بعض الاحداث او الاماكن او التواريخ ان تضمنتها روايتك حتى تنعم بالمصداقية وتحرر نفسك من تلك السهوات التي ربما ستؤثر سلبا على روايتك الاولى .
في النهاية تذكر دائما ان تستفيد من خبرات غيرك لكن ابتعد عن النقل والسرقة الادبية التي لن تضر أحدا سوى سمعتك الادبية.
بالتوفيق يا روائي المستقبل العظيم.