حادثة تشيرنوبيل التاريخية
ينظر المؤرخون إلى حادثة تشيرنوبيل بصفتها الكارثة النووية الأكثر مأساوية في تاريخ البشرية الحديث، وقد حدثت هذه المصيبة في تاريخ 26 أبريل عام 1986 في محطة التوليد التابعة لمحطة تشيرنوبيل على الأرضي الأوكرانية، والسبب كان خطئًا بشريًا أدى إلى تفجر المفاعل رقم أربعة بسبب ارتفاع درجة حرارته، وهذا قاد إلى اطلاق سحابة هائلة من المواد الاشعاعية راح ضحيتها في البداية ثلاث أشخاص، ثم قضي على حياة آلاف الناس بعد ذلك نتيجة للإشعاع الكثيف، والمشكلة في حادثة تشيرنوبيل هي أن الأضرار لم تقتصر على المنطقة المحاذية للمفاعل، وإنما امتدت إلى مناطق أخرى من القارة الأوربية وما زالت آثار هذه الكارثة موجودة حتى هذا اليوم.
حقائق مروعة عن حادثة تشيرنوبيل التاريخية
إليك بعضًا من بين الحقائق المروعة والمثيرة للاهتمام حول كارثة تشيرنوبيل:
- كانت شبيهة بانفجار قنبلة هيروشيما: كان هنالك حوالي 30 ألف إنسان يعيشون بجانب مفاعل تشيرنوبيل عند انفجاره، ومن المحتمل أن يكونوا قد تعرضوا لجرعات من الإشعاع شبيهة بتلك التي تعرض لها اليابانيون الذين ألقيت عليهم قنبلة هيروشيما الشهيرة عام 1945، وهذا بالطبع أدى إلى إصابة الكثير من الناس بالسرطانات.
- أدت إلى موت البعض بصورة شنيعة للغاية: كان رجل الإطفاء فاسيلي إجناتنكو من بين رجال الإطفاء الأوائل الذين وصلوا إلى مكان الانفجار، وهذا جعله هدفًا سائغًا للإشعاع القوي الصادر عن المفاعل، مما أدى في النهاية إلى وفاته بطريقة شنيعة جدًا خلال أسبوعين فقط من الانفجار، ويروي الأطباء أنه اضطر إلى تقيئ أعضائه الداخلية وعانى من علل بدنية خطيرة، وأصبح جسده في النهاية مشوهًا إلى درجة يقشعر لها البدن، والأمر المثير للاهتمام ان جسده قد بقي مصدرًا للأشعة حتى بعد وفاته، مما اضطر السلطات إلى دفنه تحت طبقات من الزنك والخرسانة الصلبة!
- أدت إلى اقدام الأطباء على تنفيذ 200 ألف عملية اجهاض: قدر الأطباء عدد حالات الإجهاض الناجمة عن انفجار تشيرنوبيل بحوالي 100-200 ألف حالة، ويرجع سبب اقدام الأطباء على تنفيذ هذا العدد الكبير من عمليات الإجهاض إلى خشيتهم الكبيرة من إصابة الأجنة بالتشوهات نتيجة لتعرض الأمهات للإشعاع، لكن فيما بعد نفت منظمة الصحة العالمية أن يكون هنالك انتشار للتشوهات الخلفية بين مواليد النساء اللواتي كن يعيشن بالقرب من مكان الانفجار.
- حاول الاتحاد السوفيتي التغطية على الكارثة بدلًا عن التعامل معها: للأسف اتخذ الاتحاد السوفيتي قرارًا بالتعتيم على كارثة تشيرنوبيل بدلًا عن التعامل معها بشفافية وسرعة، كما أنه لم يشارك معلوماته مع الدول القريبة، ولم يرغب السوفييت بالحديث أصلًا عن حدوث كارثة لديهم إلا عندما طالبتهم السلطات السويدية بتوضيحات حول وجود نسب عالية من الأشعة في الغلاف الجوي، وقالوا حينها أن هنالك حادثة بسيطة حدثت في تشيرنوبيل وبأن كل شيء تحت سيطرتهم على الرغم من أن هذا لم يكن صحيحًا، والمصيبة الأكبر أن السلطات السوفييتية لم تخبر الناس بإخلاء منازلهم ولم ترسل أوامر للمدارس بالإغلاق إلا في تاريخ 6 مايو، أي بعد حوالي 8 أيام من وقوع المأساة.
- ما زالت حصيلة الوفيات غير معلنة إلى الآن: قالت منظمة الصحة العالمية أن من المتوقع وفاة 9 آلاف شخص بالسرطان بسبب الانفجار، وهنالك جمعيات بيئية تتحدث عن وصول حصيلة الوفيات إلى 90 ألف، لكن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر بكثير من ذلك.
- حقائق إضافية: ارتفعت نسب الإصابة بالسرطان لدى الأطفال في أوكرانيا إلى 90% خلال الخمس سنوات الأولى التي أعقبت الانفجار، كما أمرت السلطات بترك الحيوانات الأليفة في البيوت أثناء قدوم أوامر الإخلاء القصري، وهذا أدى إلى تشرد ومعاناة آلاف الكلاب والحيوانات الأخرى في تشيرنوبيل.