إن النقد النفسي هو أحد مدارس النقد الأدبي الحديث، حيث يقوم النقد النفسي بدراسة الأشخاص وحالاتهم النفسية ومشاعرهم، ودراسة أسباب تصرفاتهم، بالرجوع إلى النص الأدبي الذي أنتجه الأديب، ثم يقوم بدراسة أثر هذا النص الأدبي على المتلقي وحالاته الانفعالية والنفسية.
وينظر النقد النفسي للنص الأدبي باعتباره تعبير من الكاتب عن حياته وما عاشه، وكيف أثرت الظروف على طفولته ومراحل حياته المختلفة، مما يجعل النقد النفسي يغفل كليا عن الجماليات اللغوية التي يتضمنها العمل الأدبي، وفي هذه الحالة تتساوى جميع النصوص الأدبية لغويا، حيث لا يوجد تفاضل بين النصوص كون النقد النفسي هو الأساس.
ويحتوي النقد النفسي على عدة عناصر، أهما الناقد النفسي، والمنهج النقدي، والنص الأدبي.
ويعد سيغموند فرويد الرائد الأول لهذا المنهج؛ باستثماره علم النفس في تحليل النص الأدبي، ثم تطور المنهج النفسي على أيدي من جاؤوا بعده، أمثال كارل يونغ وجاك لاكان من الغرب، والعقاد وعز الدين إسماعيل من العرب.
يدرس النقد الأدبي شخصية هاملت من الناحية النفسية بالاعتماد على المسرحية التراجيدية التي مُثِّلت على أرض الواقع وكانت بين الأمير هاملت وشبح يظهر له يسمّى هاملت أيضا، ودراسة شخصيته تتمثل في عدة نقاط:
• إن عقدة أوديب التي وضعها سيغموند فرويد، حيث افترض فيها بأن الشخص يميل لوالدته جنسيا، ويشعر بالغيرة عليها من والده، فيريد أن يحل محله، كان لها كبير الأثر على شخصية هاملت، فأفرغ الكبت الذي بداخله لجمهوره، عن طريق اللغة وبعض التصرفات.
• إن بعض التصرفات السلوكية لهاملت تظهره كأنه مخبول، مما يجعل محبوبته أوفيليا تعاني بسببه، ثم يرى النقاد النفسيون أن لدى هاملت أفعال وتصرفات شاذة لا تتعلق بالفطرة الإنسانية، مما يثبت لهم حقيقة أنه مخبول.
• إن الشيء الرئيسي الذي سعى له هاملت هو الانتقام من عمه؛ لأنه قتل والده وتزوج من أمه، فيرى النقد النفسي أن الذي منع هاملت في البداية من الانتقام هو الوازع الأخلاقي لديه، وتمثله لأحكام الدين المسيحي، الذي يعتبر الانتقام فعلا غير أخلاقي.
• ربما يكون ما منع هاملت من الانتقام هي طبيعته الإنسانية، حيث يمر كل شخص منا بحالة تردد تمنعخ من القيام بشيء قد عزم عليه، ولكن فرويد كان له رأي آخر، بأن ما منع هاملت من قتل عمه أنه جسّد عقدة هاملت الأوديبية في موت الأب ليحل محله.
إن هاملت شخصية خيالية مستوحاة من خيال وليام شكسبير، وهو بطل لمسرحيته التراجيدية المأساوية: " مأساة هاملت أمير الدينمارك"، وقد عاش هاملت حياة مأساوية، كان سببها عقدته الأوديبية، وقيام عمه بقتل والده والزواج من أمه، مما جعله يخطط لقتل عمه، حيث بدا مترددا في البداية، لكنه في النهاية نجح في قتل عمه والاستجابة لشبح والده الذي خرج له، وقد دفعه الوسواس جهة النساء، ورغبته بقتل عمه إلى جعل محبوبته تعاني من الألم، حيث مثل عدم معرفتها في بعض المشاهد، ولكن الطابع المأساوي الذي أراد أن يعرض وليام شكسبير به هذه المسرحية، جعلته ينهي حياة البطل هاملت عن طريق تخطيط مسبق من عمه، حيث طعن بسيف مسموم في نهاية المسرحية، وبذلك يكون شكسبير قد حقق ما يرمي إليه.