يساهم الحجر المنزلي كثيرًا في تقليل أو منع انتشار الوباء أو الفيروسات مثل فيروس كورونا المستجد، ولكنه قد لا يكون جديًا جدًا على الحالة النفسية للأشخاص المحجورين، كما لا يمكن التغاضي عن التوتر النفسي الناتج فقط من العيش ضمن جائحة صحية، إذ تظهر مشاعر مثل الخوف والقلق من الإصابة، وتزداد هذه المشاعر حدةً بعد الانعزال عن الأخرين والشعور بالوحدة، ولذلك يجب العناية بالحالة الصحية للمحجورين بنفس درجة العناية بصحتهم الجسدية، ويؤثر الحجر المنزلي على الحالة النفسية من خلال عناصر مختلفة وهي؛ الاستقلالية، والكفاءة، والترابط. وبالرغم من وجود القليل من الأشخاص داخل المنزل إلا أن الحجر يجعل الشخص يشعر بأنه لا يستطيع التحكم في شيء، وأنه قد انقطع عن العالم الخارجي.
أظهرت دراسة أجريت في عام 2019 للكشف عن التأثير النفسي للأشخاص المجدورين بسبب فيروس كوفيد -19 المستجد، وقد كان التأثير خلال وبعد الحظر متمثل بظهور كل مما يلي:
- الخوف.
- الحزن.
- الخدران.
- الأرق.
- الارتباك.
- الغضب.
-أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح.
- أعراض الاكتئاب.
- المزاج السيء.
- التوتر والضغط النفسي.
- الاضطراب العاطفي.
- الهيجان.
- الإرهاق العاطفي.
كما قد لوحظ وجود بعض العواقب الوخيمة طويلة الأمد، كالاعتماد على الجحول لعدة سنوات للتخلص من تأثير هذا الحجر. ويختلف تأثير الحجر المنزلي من شخص لأخر على الحالة النفسية، وأن جميع ما سبق قد يكون منطقيًا ضمن الظروف السائدة، ولكن هنالك بعض الخطوات التي يمكن إتباعها لتقليل الأثر السلبي لها.
يجب التعامل مع التوتر النفسي الناتج عن الحجر المنزلي بطرق صحية، وفيما يلي بعض هذه الطرق:
-تعلم ما يمكن فعله عند الإصابة بالفيروس المسبب للحجر الصحي.
- حدد الأماكن التي يجب ان تذهب لها عند تعرضك للإصابة وذلك لتلقي العلاج المناسب.
- أعتني بصحتك العاطفية.
- توقف عن الاستماع للقصص وأخبار الجائحة الصحية أو القراءة عنها، إذ يزيد هذا الأمر من حدة التوتر النفسي.
- اعتني بجسمك كافة وثلك من خلال؛ التنفس بعمق وممارسة التأمل وتمارين الإطالة، وتناول الأطعمة الصحية بتوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم كما ينبغي، وتجنب الإفراط في شرب الكحول.
- سرع من مرور الوقت وذلك من خلال الاشتراك بنشاطات عدة جديدة.
- تواصل مع الأخرين، واشرح مخاوفك للأشخاص الذين تثق بهم وحدثهم عن مشاعرك.
- تواصل مع المجتمع الذي تعيض به عن طريق وسائل الاتصال التفاعلية.
يتعامل الأشخاص مع حالتهم النفسية بطرق مختلفة تبعًا لعدة عوامل كالشخصية وقدرة التحمل، وفيما يلي أهم العوامل المؤثرة على التعامل مع الأثر النفسي للحجر الصحي:
- الوضع الاعتيادي للحالة النفسية: تؤثر الحالة النفسية الاعتيادية للشخص على قدرته للتعامل مع الأزمة النفسية للحجر المنزلي، فعلى سبيل المثال يعاني الأشخاص المصابين بالقلق والاكتئاب من حدة الحالة النفسية جراء الحجر الصحي أكثر من غيرهم.
- كيف تتعامل الوضع النفسي: إن كنت معتادًا على الضغط النفسي، سوف لن تواجه أثارًا نفسية جراء الحجر كما قد يعاني منها الأخرين.
-ن وع الشخصية: تلعب شخصية الفرد دورًا مهمًا في القدرة على التعامل مع الضغط النفسي في أثناء الحجر المنزلي، إذ يميل المنفتحون للمعاناة أكثر من الأشخاص المنطوين بسبب الوحدة والعزلة التي يتركها الحجر.
- مدة الحجر المنزلي: تلعب مدة الحجر دورًا مهمًا في قدرة الشخص على التعامل مع الحالة النفسية للحجر المنزلي، وتشير الأبحاث إلى تقليل مدة الحجر للتخفيف من أثاره السلبية للصحة النفسية، وقد يكون الحجر الإلزامي لا يزيد عن 14 يومًا، ولكن أكثر من ذلك سوف يبدأ الدماغ وصحته النفسية بالانهيار.