فن المقالة

هي إحدى الفنون النثرية التي ظهرت في العصر الحديث، ويُعنى كاتبها بتناول القضايا التي تعبر عن المجتمع، أو بتناول موضوعات علمية كالأمراض وما شابه، أو بتناول موضوعات تعبر عن شخصه، أو قضية تخصه، أو مشاعره، والكاتب غير مقيد باتباع أنماط معينة في كتابته، او الكتابة في موضوع معين، وإنما يستطيع الكاتب الكتابة كيف شاء ضمن الإطار العام المحدد للمقالة، وضمن الشروط.

عناصر المقالة

 للمقالة عناصر ثلاثة:

1. المقدمة: وهي البداية أو الاستفتاح للموضوع، وغالبًا ما يكون فيها استشهاد بدليل شعري أو آية قرآنية أو حديث نبوي، ويتحدث الكاتب في المقدمة عن الموضوع بشكل عام، فمثلا إذا أراد الكاتب أن يتحدث في مقاله عن الصديق المخلص، سيتحدث في البداية عن الصداقة بشكل عام، وكيف تنشأ علاقة الصداقة، فيما لا يزيد عن 3-4 أسطر، ويمكن للكاتب أن يستغني عنها إن لم يجد لها داعٍ.

2. العرض، وفيه يتحدث الكاتب عن جميع الأفكار التي يريد الحديث عنها، فمثلا هو يريد التحدث عن الصديق المخلص، سيتناول جميع الأفكار المتعلقة بذلك، مثل:

  • الصفات التي يجب توافرها في الصديق المخلص.
  • كيف يجد الإنسان صديقًا مخلصًا.
  • كيف يصبح الإنسان صديقًا مخلصًا لصديقه.
  • ما الذي يصنع من الإنسان شخصًا مخلصًا.

وكل هذا على سبيل المثال، فلكل كاتب أفكاره التي يريد أن يتحدث عنها، ويكون سرد المقالة بطريقة تشويقية أدبية بلاغية، وليست بطريقة توصيلية إبلاغية، والمقصود بهذا الكلام أن كاتب المقالة لن يكتبها بطريقة سرد الكلام العادي، ولن يكتبها دون محسنات جمالية، بالإضافة على أنه لن يكتب بشكل تعداد نقطي، أو تعداد نقطي حتى وإن كان سيذكر شيء يحتاج لذلك.

3. الخاتمة، وفيها يكون تلخيص استنتاجي لما ذكره الكاتب في مقالته، فسيلخص النقاط الرئيسية والأفكار المهمة على شكل فقرة لا تتجاوز الـ 3- 4 أسطر، ويمكن الاستغناء عنها إن لم يجد الكاتب ضرورة لها.

أنواع المقالة

  • المقالة الأدبية: وهي المقالة التي يكون فيها جوانب البلاغة والبيان جليا وظاهرًا، ويستخدم فيها الكاتب المحسنات البديعية: من جناس وطباق وسجع ومقابلة، بالإضافة إلى التشبيهات والاستعارات التي تنتقل بالنص من البعد الإبلاغي إلى البعد البلاغي.
  • المقالة العلمية: وهي المقالة التي يقصد الكاتب فيها إلى نقل موضوع علمي كمرض ما، أو تناول موضوع تكنولوجي، كأثر وسائل التواصل على الحياة، ولكنه يكتبها بطريقة أدبية، على ألا تأخذ التشبيهات والاستعارات مأخذها في النص، فيضيع الهدف الرئيسي منه.
  • المقالة الذاتية: وهي المقالة التي يتحدث فيها الكاتب عن شيء يخصه، أو موقف مر به، أو شعوره جهة شخص معين، ويكون للكاتب في هذا النوع من المقال كامل الحرية في التعبير بالطريقة التي يراها مناسبة، وقد تكون أقرب إلى الخاطرة في هذه الحالة.

وللمقالة بعض الخصائص والسمات الفنية التي يجب أن تتسم بها، ومن هذه السمات ما يأتي:

سمات المقالة

  • وجود عنصر التشويق، وتجنيب الكاتب الملل من خلال استخدام المحسنات البديعية.
  • ترابط الأفكار، من أهم خصائص المقال أن يكون مترابط الأفكار ومتناسق، فعدم ترابط الأفكار يجعل المقال رديئًا.
  • الإيجاز وعدم الإطالة، فيجب ألا يتجاوز المقال عددًا معينًا من الصفحات، فلا يتجاوز الصفحتان أو الثلاث صفحات على الأكثر.
  • وجود الشواهد في المقالة، فالمقالة نحتاج لإدراج شواهد فيها لتكون أكثر إقناعًا وواقعية.
  • في المقالة العلمية يجب أن نوثق المصادر التي أخذنا منها المعلومات وذلك لكي نجنب القارئ الشك، ولكي نتجنب إدراج معلومات قد تكون مغلوطة.
  • أن يتناسب الأسلوب المتبع مع نوع المقالة المراد كتابتها.