تنوعت الفنون النثرية وتعددت، فمنا ما يتسم بالإيجار كالمقالة والخاطرة، ومنها ما يحتاج لإطالة كالرواية والسيرة الذاتية والغيرية، وحديثنا اليوم عن فن الرواية.
تعريف الرواية: فن نثري يقوم على عنصر السرد، يتسم بالإطالة وكثرة عدد الأشخاص فيها، وكثرة الأحداث وتداخلها ببعضها، إذ لا يمكن عد أي نص أدبي رواية، ما لم يتسم بالإطالة والسرد وتعدد الشخصيات والأحداث.
وقد تهدف الرواية للإمتاع فقط، وقد تهدف لإيصال رسالة اجتماعية أو دينية أو تاريخية، أو غير ذلك.
الراوي: إن الراوي هو الذي يروي أحداث هذه الرواية، وقد يكون هو والبطل شخصا واحدا، وقد يكون هناك استقلال بينهما، فيكون للرواية بطل وراوٍ.
البطل والشخصيات الأخرى: أما البطل فهو الشخص المحوري الذي تدور حوله أحداث الرواية، والشخصيات الأخرى هي التي تساند الأحداث وتجعل لها تأزما، إذ لا يمكن أن تحدث رواية دون أبطال، بالإضافة إلى الشخصيات الثانوية التي تؤدي دورا محدودا في الرواية.
السرد: إن السرد هو عنصر رئيسي يميز الرواية عن باقي الفنون النثرية وهو الذي يمكن الكاتب من التلاعب بالشخصيات والأحداث، ويمكنه من تجاوز اللغة إلى تحقيق الإمتاع للقارئ.
الحوار: لا شك أن الحوار عنصر رئيسي في أي قصة، وكون الرواية قصة لكنها طويلة فكان لا بد من توافر عنصر الحوار الذي يحقق التواصل بين الأشخاص، والحوار يكون داخلي وخارجي حسب ما يقتضيه السياق ورغبة الكاتب.
الإطالة وتجنب الإيجاز: إن الإطالة في الرواية عنصر رئيسي، فيجب أن تتجاوز عددا معينا من الصفحات كي لا تعد قصة قصيرة، فالإطالة تنقل العمل الأدبي من قصة قصيرة إلى رواية.
كثرة الأحداث: إن كثرة الأحداث في الرواية تساعد على تحقيق الحبكة وتأزم الأحداث، فيستطيع الكاتب الإطالة وتحقيق الرسالة التي يريدها.
الزمان والمكان: هما عنصران رئيسان في الرواية، والكاتب في الرواية لا يستطيع التخلي عنهما على عكس القصة القصيرة؛ إذ يستطيع كاتبها التخلي عن عنصري الزمان والمكان.
العقدة والحل: العقدة التي يسعى الكاتب لإيجاد حل لها، وقد يوجد الكاتب حلا لها، وقد لا يوجد، حسب ما تقتضيه إرادته وأفكاره، فتكون نهاية الرواية إما مفتوحة أو مغلقة.
إن الرواية تكتب حسب إرادة صاحبها، فليس فيها قوانين ولا قواعد صعبة، وإنما قدرة الكاتب عن التعبير عن أفكاره، وما يجول في خاطره، ولكن ينبغي عليه أن يتبع نصائحا أو توصيات ليتجنب العثرات في طريقه، ومن أهم هذه النصائح:
1. يجب عليه التخطيط قبل البدء بكتابة الرواية، فيحدد الهدف من روايته، والشخوص، والعناصر الرئيسية، ثم يبدأ بالكتابة.
2.ينبغي عليه أن يقرأ أعمالا أدبية لكتّاب الروايات؛ ليستفيد منهم.
3.ينبغي عليه أن يدرس فن الكتابة والتعبير؛ ليجيد التعبير ويضغ الكلمات في أماكنها، ويفرق بين المترادفات، ويحسن استخدام المتلازمات اللغوية.
4.أن يبدأ بكتابة القصص القصيرة قبل الشروع بكتابة الرواية.
5.أن يقرأ عن فن الرواية وعناصرها؛ ليتجنب النقص فيها.
تعددت أنواع الرواية، فمنها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو رومانسي، ومنها ما هو تاريخي، وآخر نفسي، ومنها ما هو بوليسي، وكوميدي، ومأساوي، وسياسي،واقتصادي.
لكننا لا يمكن أن نحصر أنواع الرواية، فالكاتب قد يجمع بين نوعين في روايته، وقد يكتب عن موضوع جديد، ويتناول حاجة اقتصادية أو سياسية مثلا أثناء سرده لرواية اجتماعية.
فالكاتب يتناول الفقر كموضوع اجتماعي، ثم يتحدث عن أثر الاقتصاد على الطبقة الفقيرة، وكيف أثرت السياسة التي تتبعها الدولة في الفقراء، ويتحدث عن نفسياتهم وحالاتهم ومشاعرهم، فيكون قد تناول أكثر من غرض في رواية واحدة.