تعد الخاطرة أحد الفنون التي تقع في باب الفنون النثرية، فهي ليست فنًا شعريًا، والخاطرة فن ظهر في العصر الحديث، فلم يكن معروفًا من قبل، وهو الفن الوحيد من الفنون النثرية التي لا ينبغي على كاتبها أن يتبع أية شروط أثناء كتابتها، فيكتب كما شاء، في الموضوع الذي يشاء، بالأسلوب الذي يشاء.
وكلمة (الخاطرة) مأخوذة من خطر أي الفكرة التي تخطر على البال، فيقوم كاتبها بكتابة ما شعر وما خطر على باله في هذه اللحظة، ويمكن اعتبارها كنوع من التوثيق للمشاعر في لحظة معينة.
ينبغي اتباع عدة نصائح أثناء كتابة الخاطرة، ومن هذه النصائح ما يأتي:
قرأتُ كتابات كثيرة، وتقلبت في لياليّ بين دفات الكتب أبحث عن وريقات تشيد بشعوري، واقتلعت كل سطر يعبر عني وأفرغته في مذكرتي، صببتُ جزءا من شعوري على آخر صفحة من الكتاب، بتُّ أتنقل بخطواتي بين كل حبر خُطت به كلمة، أو يد كتبت به صفحة، لكني لم أجد ما يعبر عما في قلبي، بالرغم من التشابه الضخم بين السطور وحالتي، إلا أن دموعي التي روت هذه الصفحات والسطور كان بها ألم مختلف!!!
أتعلم ما المؤلم يا صاحِ؟
أن تنام والدموع على قلبك، والجروح على وتينك، وحين تستيقظ لترى إذا جفت هذه الدموع، فتجدها قد انطلقت من قلبك وعادت إلى قلبك، تدور وتدور وتعود إلى نفس النقطة، وأنت لازلت تبحث عن كلمة بين سطور الكتاب تضمك، أو اقتباس يحتويك، فلا تجد إلا الدموع مرة أخرى.
وما هذا بالألم الأعظم، وما هذا بالشعور الفتاك الأكبر، إنها مجرد نزوة دموع خرجت لأنها تعبت من قلبك، وباتت تشكي للرائح والجائي منك، وتلوح بقلة صبر منك..
لكن أتعلم، كل هذا معتاد عليه، الكل يمر به، الصغير تأذى والكبير جرح، كل هذا قد يبدو طبيعيا إلى حد ما، لكن أتعلم ما الذي يبدو غير طبيعي؟
أن تدون آهاتك وكأنك تنقل ما في قلبك، وتصب دموعك وكأنك تعبر عما في داخلك، لكن قلبك يكاد ينفجر من فرط الشعور الذي لا يتوقف، وشرايينك تصرخ من الألم، ومن حولك!
هم أشدهم عداوة لقلبك..
ما بالهم من حولك يظنون أنك تبالغ؟
ويظنونك تكتب ليشفقوا عليك؟
ما بالهم يظنون أنك تضع دراما ليصبح كلامك فلم سنيمائي يحضره الجميع؟
وأنت في الحقيقة لم تقل شيئا بعد عما في قلبك!
كيف لو كان باستطاعة قلمك أن يدون كل ما في قلبك؟
ستصل إلى حد النفاق بنظرهم؟
أم ستخفي الألم عن قلمك حتى تسكت ألسنتهم؟
أتعلم يا صاح؟
أنا لم تحل بي فاجعة، ولم يمت لي حبيب، ولكن قلبي دخل في غيبوبة..
وهذه والله أكبر فاجعة لمن يشعر..