السيرة الذاتية والسيرة الغيرية

كما نعلم فإن فنون النثر لا عد لها ولا حصر، فهي متنوعة ومتشعبة وكثيرة، فمنذ العصر العباسي وحتى عصرنا الحاضر كانت هناك أنماط لكتابة النثر، وكل نمط يخدم هدفا ورسالة يريدها الكتاب والأدباء.

كما نعلم فإن فنون النثر لا عد لها ولا حصر، فهي متنوعة ومتشعبة وكثيرة، فمنذ العصر العباسي وحتى عصرنا الحاضر كانت هناك أنماط لكتابة النثر، وكل نمط يخدم هدفا ورسالة يريدها الكتاب والأدباء.

ولا يمكن أن يخفى علينا أن عدد كتاب النثر في العصر الحديث يفوق عدد كتاب الشعر بمرات ومرات، فالنثر يحظي بالاهتمام الأكبر، ولا يقتصر على خاصة الناس من الأدباء، فهو طريق للعامة والخاصة في التعبير عن حياتهم ومكنونات انفسهم ومشاعرهم وظروفهم المختلفة بالطرق التي يريدونها والتي يجدونها الحل الأنسب لهم. 

ولا يمكن أن يخفى علينا أن عدد كتاب النثر في العصر الحديث يفوق عدد كتاب الشعر بمرات ومرات، فالنثر يحظي بالاهتمام الأكبر، ولا يقتصر على خاصة الناس من الأدباء، فهو طريق للعامة والخاصة في التعبير عن حياتهم ومكنونات انفسهم ومشاعرهم وظروفهم المختلفة بالطرق التي يريدونها والتي يجدونها الحل الأنسب لهم. 

والنثر قد صار سهلا في متناول أيدي الجميع، فإذا أراد كاتبا أن ينشر سيرته الذاتية أو روايته أو كتابا له تواصل مع الجهات المختصة ليحقق ذلك، على عكس الشعر الذي لا يمكن للكاتب أن يتناول حياته ويعبر عن أفكاره وحتى لا يمكنه وضع خياله فيه على شكل قصصي أو روائي، لأن الشعر موضوع له قواعد وقوانين على الجميع اتباعها، بينما الحرية في النثر أكبر، والقدرة على التعبير أوسع.

والنثر قد صار سهلا في متناول أيدي الجميع، فإذا أراد كاتبا أن ينشر سيرته الذاتية أو روايته أو كتابا له تواصل مع الجهات المختصة ليحقق ذلك، على عكس الشعر الذي لا يمكن للكاتب أن يتناول حياته ويعبر عن أفكاره وحتى لا يمكنه وضع خياله فيه على شكل قصصي أو روائي، لأن الشعر موضوع له قواعد وقوانين على الجميع اتباعها، بينما الحرية في النثر أكبر، والقدرة على التعبير أوسع.

ومن الطرق التي يعبر فيها الكاتب هي السيرة الذاتية، والسيرة الغيرية، وهي أصدق الطرق في التعبير وأقلها خيالا واختلاقا لتفاصيل وأحداث.

وأقصد السيرة الذاتية في الأدب على وجه الخصوص، وليست تلك التي نقدمها للحصول على وظيفة معينة.

 فما هي السيرة الذاتية؟ 

تعريف السيرة الذاتية: هي فن نثري حديث، يتحدث فيه الكاتب عن حياته ومراحلها، وعن ظروفه المختلفة، وأيامه التي عاشها، ويركز فيها على الحقيقة والصدق وعدم التزييف، وتُنقل الأحداث كما هي، بطريقة تشويقية تدفع القارىء لإكمالها والتشوق لمعرفة النهاية. 

والحقيقة أن السيرة الذاتية التي تقرأ هي التي عاش صاحبها ظروفا صعبة، وعانى الكثير حتى وصل، وعنده حياة مليئة بالمفاجآت، لأن القارئ لا يحب قراءة الحياة المملة الروتينية، فهو يعيشها كل يوم، وإنما الحياة الاستثنائية هي التي تحفز القارئ وتدفعه لإكمالها.

فنجد السيرة الذاتية لطه حسين بعنوان: " الأيام" قد حظيت بعناية شديدة، وعدد قرائها كبير، والمعجبون بها كثيرون، فحياة طه حسين لم تكن حياة عادية، وإنما كان عبارة عن معجزة ليس لها مثيل.

سمات السيرة الذاتية

  1. تتسم السيرة الذاتية بأنها تنقل الأحداث الحقيقية وليس من خيال الكاتب كما في الرواية أو القصة القصيرة مثلا. 
  2. السيرة الذاتية عبارة عن قصة طويلة تتسم بترابط أحداثها وتواليها، فيكون لها بداية ونهاية. 
  3. ربما تكون السيرة الذاتية عبارة عن اعترافات او سرد لبعض جوانب الحياة، فلا يكون هناك ترابط، أو قد لا يرغب الكاتب بعرض جانب من حياته، فيعتري تلك السيرة الغموض وعدم الوضوح. 
  4. قد ينقل كاتب السيرة الذاتية التاريخ فيها، فيصور حاله وحال مجتمعه وكيف عاش وتخلص من أوجاعه وآلامه. 
  5. لا يميل كاتبها لاستخدام المحسنات البديعية إلا لغرض جمالي، فليس الهدف منها بيان قدرة الكاتب على الكتابة، وإنما عرض ما يريده الكاتب. 
  6. تتسم بالإطالة، وعدم الإيجاز، ولا تقل عدد صفحات السيرة عن عدد صفحات الرواية،  لأن السيرة الذاتية في النهاية عبارة عن رواية لكنها حقيقية. 

السيرة الغيرية

أما السيرة الغيرية فهي تلك التي يتناول فيها الكاتب شخصية معروفة، فيتحدث عن مراحل حياتها، وإنجازاتها، وطريقة عيشها، بشكل واقعي وبطريقة حيادية، وأبرز مثال على ذلك العبقريات للعقاد. وما يدفع كاتب السيرة الغيرية لكتابتها، هو إعجابه الشديد بتلك الشخصية، أو رغبته في توضيح صورة معينة عن تلك الشخصية. حقا إن ما يدفع الناس لقراءة وشراء السِيَر هي رغبتهم في معرفة المجهول بالنسبة لهم عن تلك الشخصية، وربما يعدونها قدوة لهم في مناحي حياتهم المختلفة، وأيضا قد يقصدون تحقيق استفادة لهم بطريقة أو بأخرى، وقد يميل العقل الواقعي إليها أكثر من الرواية، بينما يميل العقل الخيالي إلى الرواية أكثر.