كيف تقدم نفسك للمجتمع

عندما تُسأل عن نفسك، أول شيء تقوله هو اسمك، وعمرك وتعريف بسيط بك، وأين درست، وتحصيلك الدراسي، ووظيفتك وأمور عامة.

لكن ليس هذا الذي يريده المجتمع منك، فعندما أتحدث معك لا يهمني إن كان اسمك أحمد أو عامر، ولا يهمني عمرك، ولا تحصيلك الجامعي، ولا يهم المجتمع أيضا.

فما الذي يهم المجتمع؟

إن ما يهم المجتمع عندما يسألون عنك هو فكرك، وأخلاقك، واراؤك، ونظرتك للحياة، وردود فعلك، وحكمتك.

فكيف تقدم نفسك للمجتمع؟

  • ينبغي عليك ألا تكون ثرثارا: إن أكثر ما يزعج الأشخاص الذين يريدون التعرف عليك هو كثرة الكلام بلا فائدة، وكلما كثر كلامك بلا فائدة سقطت من أعينهم، ومن ثم تسقط من أعين المجتمع. وذلك لا يعني ألا تتكلم، وإنما ينبغي عليك أن تتكلم بحكمة وفي الوقت المناسب، لتقول للمجتمع بشكل غير مباشر، أنا شخص حكيم، فيقتنع العقل الباطني لديهم بذلك، فيلتف المجتمع حولك وتصبح محبوبا.
  • لا تقاطع، ولا تخالف: لا تقاطع من يتحدث معك لتدلي برأيك أو تداخل، لأن ذلك يشعره أن حديثه ورأيه غير مهم، ولكن ينبغي عليك أن تنتظر حتى ينهي حديثه ثم تخبره برأيك وتحاول محاورته. أيضا ينبغي عليك ألا تخالف دائما، فتعطي رأيك وقت الحاجة فقط، ولا تخالف لتعرف، لأن ذلك يقدم صورة سلبية للمجتمع عنك.
  • لا تتحدث عن إنجازاتك كثيرا: إن الشخص الذي يتحدث عن إنجازاته يبدو أمام المجتمع أحمقا، ومغرورا بنفسه وبما أنجز، لكن ينبغي عليك أن تفخر بها بينك وبين نفسك، ولا تخبر بها أحدا إلا إذا سُئلت عنها.
  • لا تقلل من قيمة الآخرين: أثناء تعاملك مع الآخرين ينبغي عليك ألا تقلل من قيمة الآخرين، بل تقدر كل ما يفعلونه، وما يقولونه، وتشعرهم بأنهم ذو أهمية.
  • لا تكثر من المزاح، ولا تكن جادا في كل شيء: أثناء تعاملك مع المجتمع لا تكثر من المزاح، ولكن لا تكون جافا في الحديث معهم أيضا، فالتوسط بينهما أفضل شيء. لأنك إذا مزحت وأكثرت المزاح ربما تسقط من أعينهم، أو ربما تتسبب بالألم لهم بسبب احدى مزحاتك.
  • كن لطيفا، طيب القلب: كن لطيفا في تعاملك، في كلامك، طيب الخلق، لا تؤذي أحدا ولا تجرح أحدا. فإن هذا مما يعينك على تكوين صداقات، وتكوين علاقات اجتماعية ناجحة.
  • لا تتنمر، لا تتنمر، لا تتنمر: لا تتنمر على أحد وإن كان في سبيل المزاح، وإن كان من أقرب الناس إليك، فإن كلمة منك قد تجعل الإنسان يعاني، ويتألم، وقد يصل به الأمر أن يؤذي نفسه ليتخلص من ألمه ووجعه.

هذه نصائح للتعامل مع المجتمع، فما علاقتها بتقديم الإنسان لنفسه؟

أنا أجيبك، أثناء اتباعك لهذه الأساليب والنصائح، تنال محبة المجتمع وتنال رغبتهم في الحديث معك، وتكون قد أحسنت تقديم نفسك للمجتمع. فلا يقال هذا الشخص اسمه محمد أو عامر، وإنما يقال هذا شخص لطيف حكيم، ذو رأي وبصيرة، تفكيره عميق، علمه كبير، لسانه جميل.

فالحياة كالوظيفة تتطلب منك أن تعرف بنفسك، لكنك إذا تقدمت لوظيفة فإنك ستذكر إنجازاتك وشهاداتك وتخصصك وعمرك واسمك، لكن وظيفة الحياة تتطلب منك جهدا لتحسن تقديم نفسك. وحتى الوظيفة، يهمهم أن يكون اسمك محمد ليعرفوا كيف ينادونك ويتعاملون معك، لكن إذا كان اسمك عامر، لن ترفض من الوظيفة وإنما سترفض لأنك قليل الخبرات، أو لسانك سيئا أو سمعتك ليست طيبة.

فأحسن تقديم نفسك للمجتمع، ليحسن المجتمع إليك، وتصبح إنسانا محبوبا.