تقدم أو تراجع لكن لا تقف في المنتصف

رابح خاسر

لن تجد حلا لمشاكلك، ولن تصل إلى ما تريد، ولن تتفوق، ولن تحصل على العمل الذي تطمح إليه، ولن تحقق أحلامك إن بقيت واقفا في مكانك، وتذكر دائما أن الوقوف في المنتصف سجلب لك التعب والألم، فإما أن تتراجع وتخسر، أو تتقدم بكل جهدك.

وهذه ليست شعارات نطلقها، ولكنها واقع وحقيقة نعيشها كل يوم، ويعايشها ويتذوق مرارتها كل شخص، يظن أن الأمر قد انتهى، وإذ أنه يعود للبداية فيه، يظن أنه حُلّ، وإذ أن أموره تتعقد أكثر، يظن أن همومه زالت، وإذ أن دموعه تنساب بغزارة في الليلة نفسها.

وما هذا إلا لأننا نخشى ونخاف من أخذ بعض القرارات، نربط كل الأمور السيئة ببعضها، نتذكر الماضي دائما، ولا نستطيع التقدم، ولا التراجع، ومن الأمثلة على ذلك في حياتنا اليومية ما يأتي:

- عندما يكون لديك حلم، لا تنام الليل وان تدعو الله أن يحققه لك، لكن طاقتك الجسمية والنفسية لا تحتمل، هنا أنت وقفت في المنتصف، عليك أن تخترع طاقة جديدة لأجل نفسك.

- علاقة صغيرة بينك وبين أي شخص،ومهما كانت صغيرة أو بسيطة، عندما تقف فيها في المنتصف، فلا تستطيع التقدم ولا التراجع، وتتعب جسدك بكل هذا التردد، عندما تصل في هذه العلاقة إلى مرحلة ليست ضمن الحب أو الكره، لكن هي انتهت بشكل بارد جدا، هنا أنت تقف في المنتصف.

- عندما يمر شيء يفرح قلبك، تخاف أن تفرح فيأتي شيء يحزنك فتندم أنك سمحت لقلبك بالفرح، لكنك تخشى على قلبك من الحزن فتكتفي بفرحة بسيطة، هنا أنت تقف في المنتصف.

- شيء صغير جدا، عندما يهديك أحدهم قطعة من الشوكولا، تكون سعيدا جدا بها وهي في بالك منذ وقت، لكن بلحظة واحدة تغير رأيك ولا تعد تريدها، هنا انت تقف في المنتصف!

- كلمة لطيفة، عندما يخبرك أحدهم بحبه لك وكم أنك تعني له، أنت سعيد ولكنك تخاف من أن يكون يخدعك، لكن في نفس الوقت أنت في غاية الشوق لحب أو اهتمام من أحدهم، هنا أنت تقف في المنتصف!

- عندما يبتعد عنك شخص كنت تشعر بالأمان والطمأنينة معه، وتصير كل الوجوه التي أمامك هي وجهه، فلا تستطيع الرجوع إليه، ولا تستطيع نسيانه، هنا أنت تقف في المنتصف!

- عندما يبكي أحدهم على كتفك أو صدرك، وأنت تريد أن تبكي معه، فلا أنت تريد ان تبكي فتحزنه، ولا أنت تستطيع التخلص من الألم، هنا أنت تقف في المنتصف!

- عندما تنكر جميع مشاعرك بسبب خيبات أمل قديمة، ولكنك في نفس الوقت تحب أن تعيش هذه المشاعر الجميلة، فتحرم نفسك منها خوفا من الخداع مرة اخرى، هنا أنت تقف في المنتصف!

هل لك ان تتخيل معنى أنك تقف في المنتصف؟

يعني أنه لا شيء في حياتك سيكتمل ويتم، كل شيء سيبقى ناقصا إلى الأبد، ومتعب إلى المالانهاية.

لذلك نحن نسعى بكل طاقاتنا لتحقيق أحلامنا، لعيش قصص جميلة مع من نحب، نسعى أن نكون في القمة، أن نحقق ما تريده قلوبنا، ألا نتردد في التراجع، ولا نتردد في التقدم، يكفي ألا نقف في المنتصف.

جميع الذين نجحوا كانوا جريئين جدا في أخذ قراراتهم، كانوا صريحين جدا في التعبير عن مشاعرهم، تقدموا بكل ما ملكوا من قوة، وعندما وجدوا حاجة للتراجع، تراجعوا بكل ما ملكوا من قوة، لكنهم لم يكونوا في المنتصف.

لذلك فكر جيدا، وافهم الأمور جيدا، يسهل عليك التقدم، ولا يليق بك التعب والمنتصف أبدا.

الزوار شاهدو ايضا