لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي يلتزم بها والتي تأخذ حيزا مهما في حياة الإنسان وحياة من حوله، وقد يكون تأثير العادات والتقاليد أكثر من تأثير الدين أو أي شيء آخر، فنجد الشخص يميل للالتزام بها أكثر من أي شيء آخر وقد يتلقى عقوبة من المجتمع إذا لم يلتزم بها.
العادات والتقاليد: هي كل ما اعتاد المجتمع على فعله وتوارثه الأفراد جيلا بعد جيل. ولا يمكن أن نعتبرها عادات وتقاليد إلا إذا قام أغلبية المجتمع بعملها وتناقلوها وتوارثوها، أما العادات الشخصية التي تنحصر في عدد معين، لا نعتبرها عادات إلا إذا توسعت دائرتها وتوارثها الأفراد. وقد تنتقل العادات والتقاليد بشكل مقصود أو غير مقصود، فقد يجد المجتمع نفسه متمثلا أمام عادة توارثها أفراده من أجدادهم دون وعي منهم ويفعلون كذا وكذا دون النظر إن كان صحيحا أو غير صحيح، فقط لأنه من أجدادهم.
نحن في المجتمع العربي نميل إلى التمسك بعاداتنا وتقاليدنا ولكن يجب علينا ألا نقدسها تقديسا يمنعنا من تغييرها أو استحداثها بما يناسب العصر والزمان والواقع المتغير. مع ذلك نحن أقل حذرا تجاه ما يتغير، فأجدادنا عندما كنا صغارا كانوا يرددون في آذاننا وقلوبنا عبارات الثبات على رؤية واحدة، على أفكار واحدة، علينا السير مثل القطيع وحسب، وإذا تغير شيء حولنا فتقبلناه وأخذنا منه قامت القيامة علينا، وحُشِدت جيوش اللوم ونظرات التحقير للتخلص منا، فيخجل الواحد منا أن يقول أنه يطمح إلى هذا أو ذاك خوفا من كل ما يحدث. ولما كان عندنا أفكار لا تتغير، تكبر فينا ونقتنع فيها لأنها فقط من أجدادنا، وكان الإنسان لا يحاول التغيير خوفا مما سيحدث، كانت حياتنا عبارة عن مهزلة لا يمكن حلها. ولكن، علينا أن نحمل الوعي في عقولنا ونستشعره بقلوبنا، فلا يعقل أن ننجرف مع التيار، ونقلد التقليد الأعمى فقط لأننا سنخرج عن أجدادنا، فليس علينا إلا التفكير حتى نستعيد توازننا ولا نتخبط في جدران الحياة.
وهذا لا يعني ألا نلتزم بعاداتنا وتقاليدنا، بل على العكس يجب علينا ان نلتزم بما نراه مناسبا، لأنه جزء من تاريخنا وأصالتنا ومجتمعنا العربي.
في نهاية المطاف عليك أن تواكب المجتمع بشكل أو بآخر، فإذا كان الجو مشمسا عليك أن ترتدي الملابس الخفيفة وتستخدم أجهزة تكييف، وإذا كان المجتمع كالشمس، فسترتدي الملابس الخفيفة حتما، لكن تذكر أنت من سيختار هذه الملابس.