الأصول التاريخية الغريبة لعلم النفس

علم النفس

علم النفس

يسعى علم النفس إلى دراسة الحالة النفسية وسلوكيات البشر وبعض أنواع الحيوانات بالاستعانة بالأساليب العلمية الراسخة. ولقد ساهم الكثير من العلماء والفلاسفة الغربيين في نشأة علم النفس، بما في ذلك أفلاطون، وأرسطو، والطبيب الشهير أبقراط، الذي تحدث عن طباع الإنسان النفسية الأساسية؛ كالحزن والتفاؤل، كما حاول هذا الطبيب إيجاد روابط بين الحالة النفسية وبين الحالة البدنية أو الحيوية؛ فقال مثلًا بأن زيادة مستوى الدم أو العصارة الصفراء في الجسم قد يؤدي إلى تغير في طباع الإنسان، ولقد جاء فلاسفة آخرين فيما بعد وحاولوا مناقشة موضوع الفصل بين العقل والبدن، وكان الفيلسوف ديكارت أحد أشهر هؤلاء العلماء، لكن في النهاية يرجع فضل وضع أساسيات علم النفس الحديث إلى الألماني فيلهلم فونت والامريكي وليام جيمس، وجاء بالطبع علماء آخرون ليضعوا علاجات نفسية وعلمية لعلاج المرضى المصابين بالمشاكل النفسية.

الأصول التاريخية الغريبة لعلم النفس

على الرغم من أن علم النفس قد أصبح ركنًا من أركان العلوم الحديثة خلال القرن التاسع عشر، إلا أن جذور هذا العلم ترجع إلى حقب زمنية أقدم بكثير من ذلك؛ فلقد تساءلت الكثير من الحضارات التاريخية القديمة عن طبيعية العقل والنفس وعلاقتها بالروح والجسد، كما أن الاهتمام بالسلوك البشري قد بدأ أبان الحضارة الفرعونية واليونانية والصينية وحتى الحضارة الهندية القديمة، وفي المناسبة فإن علم النفس كان ركنًا من أركان الفلسفة قبل أن يلتحق بالعلم في أواسط القرن التاسع عشر.

لكن الباحثين بالطبع لم يتناسوا المشكلة الحقيقية التي ظهرت خلال القرون الوسطى، عندما اشتبكت أفكار الروحية للكنيسة المسيحية مع ما تبقى من أفكار أرسطو وأبقراط حول تركيب الجسم البشري؛ لينتج في النهاية أفكارًا غريبة جعلت الناس في هذه العصور ينظرون إلى الأمراض النفسية بصفتها عملًا من أعمال الشياطين، خاصة عند ظهور اعراض الصرع على المصابين، وللأسف فإن مسألة التقمص الشيطاني قد قادت الناس إلى الاعتقاد بأن الأمراض النفسية قد تكون مرتبطة بالساحرات، وهذا أدى إلى مطاردة السحرة والساحرات وإلقاء اللوم عليهم في التسبب في حدوث الأمراض النفسية، ولقد نشأ أثناء ذلك أفكار غريبة حول كيفية استهداف الشياطين للمرضى وحول كيفية استخراج الشياطين من أجساد الناس؛ فكان البعض يلجؤون إلى الاستحمام فقط لعلاج هؤلاء المرضى، بينما لجأ آخرون إلى إراقة الدماء، أو اجراء عمليات جراحية مرعبة في الرأس، أو ممارسة طقوس جنسية غريبة، أو طقوس طرد الأرواح الشريرة من أجل علاج الأمراض النفسية.

وللأسف، فقد وصل الأمر بالناس في القرون الوسطى إلى تعذيب المرضى النفسيين من أجل تخليصهم من الأرواح الشريرة، كما أن آخرين لقوا حتفهم حرقًا بالنار بحجة تخليصهم من هذه الأرواح أيضًا أو قتل أحبابهم وزوجاتهم أو امدادهم بعشيقات وزوجات أخريات لحل مشاكلهم النفسية، وهذا الأمر لم يتوقف على الناس العاديين، وإنما وصل إلى الملوك وكبار القوم أيضًا، ويُعد الملك الفرنسي شارل السادس أحد أشهر الأمثلة على ذلك.

علم النفس والسحر

يعتز الكثير من علماء النفس بالاكتشافات والنتائج الموجودة في علم النفس بسبب كونها أصلًا نتائج صادمة وأحيانًا ما يصفونها بالسحرية أو الغيبية، بل إن هنالك من يتحدثون عن وجود أوجه من الشبه بين علم النفس وبين أشكال من السحر الأفريقي يُدعى بالفودو Voodoo، ويرجع سبب ذلك إلى نقطة مهمة وجوهرية في علم النفس، إلا وهي مسألة "الاعتقاد الكاذب"؛ فمثلًا في حال اعتقدت بأنك مسحور أو بأنك أصبحت متقاعدًا، فإنك بالفعل قد تموت أو تُصبح بطيء الحركة على الرغم من عدم وجود سحر أصلًا، وهذا بالطبع فتح الباب على مصراعيه لمناقشة تأثير النفس على العالم المادي ومناقشة أيضًا تأثير العقل الباطن على مسار الأحداث، ومن المعروف أن علم النفس قد اختص في دراسة العقل الباطن والظواهر النفسية الأخرى، وهذا جعله مرتبطًا بالسحر بعقل الكثيرين.

المراجع

https://www.britannica.com/science/psychology

https://courses.lumenlearning.com/boundless-psychology/chapter/introduction-to-the-field-of-psychology/

http://psychology.iresearchnet.com/history-of-psychology/middle-ages/mental-illness-in-the-middle-ages/

https://explorable.com/middle-age-psychology

https://www.psychologytoday.com/us/blog/rabble-rouser/201802/hidden-forces-and-essences-psychology-magic