قد لا يدرك الفرد في كثير من الأحيان اصابته باضطرابات الشخصية، نظرًا لأنه يرى أن طريقة تفكيره مناسبة بالنسبة له، وقد يلقي باللوم على الآخرين أو أشياء مادية، ولكن يبدأ الإنسان بالإحساس باضطراب الشخصية، عندما يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على حياته من كل النواحي، ومن الاضطرابات التس تؤثر على أسلوب الحياة بشكل كبير ه اضطراب ما بعد الصدمة.
اضطراب ما بعد الصدمة واختصاره في اللغة الإنجليزية PTSD ويسمى أيضًا اضطراب الكرب التالي للرضخ، هو اضطراب يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدة هذا الحدث، ويتضمن هذا الحدث تهديدًأ إما أن يكون حقيقيًا أو متوقعًا للإصابة بالخطر أو الموت، مثل الكوارث الطبيعية أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي العنيف أو حوادث السير أو وفاة أحد الأقرباء، ويعاني المصاب باضطراب ما بعد الصدمة من القلق والخوف حتى في الحالات التي يكون فيه آمنًا.
نؤدي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة إلى حدوث خلل واضح في أنشطة الفرد اليومية، ويمكن أن تبدأ هذه الأعراض في الظهور بعد أسبايع أو حتى شهور من يوم وقوع الحادث، ويجب أن يحدث مع الفرد على الأقل تجرة واحدة من إعادة التجربة، وعرض من أعراض التجنب وعرضين من أعراض الانفعال وعرضين من أعراض المزاج، وتكون تلك الأعراض كالآتي:
- إعادة التجربة: ويشعر الفرد في هذه التجربة بأنه يعيش الأحداث الصادمة من جديد، ويمكن أن يحدث ذلك خلال النهار أو أثناء الليل من خلال الكوابيس، والشخص في هذه الحالة لا يتخيل الأحداث فحسب بل أنه يعيش التجربة كأنها حقيقية بنفس المشاعر كالخوف والألم والأصوات، وتغزو ذاكرته في تلك اللحظات ذكريات حية تطفلية.
-التجنب: يتجنب مريض اضطراب ما بعد الصدمة الكثير من الأماكن أو الأشخاص أو حتى الروائح أو الألوان التي قد تعيد لذاكرته أحداث الموقف الصادم، ويمكن أن يتجن بعض الهوايات أو أماكن العمل، وهذا يؤثر على نمط حياته بشكل جذري، ويمكن أن يسبب له الاكتئاب.
-الانفعال الدائم واليقظة: فالفرد الذي مر بتجربو اضطراب ما بعد الصدمة يكون متهيئًا دائمًا لحدوث تجربة صادمة أخرى، فيشعر دائمًا بالخطر، ويرافق ذلك الصداع وعدم التركيز والاكتئاب، ويمكن أن يؤدي إلى تعاطي المخدرات أو شرب الكحول كحل غير صحي للتخلص من هذا التيقظ الدائم.
-الإدراك والمزاج: يمتلك المصاب باضطراب ما بعد الصدمة أفكارًا واعتقادات سلبية عن نفسه، وأفكار مشوهة وشهور دائم بالذنب، كما أنه يلوم نفسه لما يحدث معه، وانخفاض في الاهتمامات.
-أعراض جسدية: مثل الدوخة والدوار وضربات القلب المتسارعة، ويمكن أن يصل حد الإغماء، وحدوث نوبات من الهلع والذعر.
لابد من التدخل السريع في حالات اضطراب ما بعض الصدمة حتى لا تتفاقم الحالة ويصبح من الصعب التعامل معها، ومن أهم طرق العلاج التي من الممكن استخدامها الآتي:
يشجّع هذا العلاج أن يتذكّر الفرد أحداث الموقف الصادم ولكن بالتعبير ع الشاعر المرافقة لذلك الحدث من دون محاولة كتمها أو التظاهر بعدم وجودها، ويساعد ذلك على إزالة الحساسة للصدمة والتقلقل من أعراضها، ويمكن أن يستخدم المهالج النفسي العلاج المسمى بحركة العين الثنائية للمعالجة EMDR والذي يساعد على نسيان الحدث الصادم.
في الحالات المتقدمة لابد من استخدام العلاج بالأدوية، حتى يتم ضبط الأعراض، فيمكن استخدام مضادات الاكتئاب أو القلق والتي تساعد الفرد أن يحظى بنوم من دون كوابيس، ولتقليل الأفكار الاقتحامية المخيفة، في حين أنه لابد من معرفة أن الأدوية تعالج الأعراض في أغلب الأحيان ولابد من الحصول على العلاج النفسي.