الجوانب الإيجابية لوباء الكورونا

وباء الكورونا 

نشأ وباء الكورونا المستجد في الصين وانتشر بعد ذلك إلى سائر بقاع العالم عام 2020، وقد جلب معه تغيرات عميقة على الساحة الدولية والاجتماعية والاقتصادية والصحية دون شك، بل إنه أدى إلى زوال منظومات اقتصادية واجتماعية من أساسها ووضع أنظمة جديدة، لكن وباء الكورونا لم يكن الوباء الوحيد الذي تعرضت إليه البشرية في الأزمنة الحديثة؛ فلقد جاءت الأنفلونزا الاسبانية في بداية القرن الماضي وأدت إلى وفاة 50-100 مليون انسان، بعكس الكورونا التي لم تتجاوز إصاباتها حاجز ال20 مليون حول العالم، والوفيات تبقى أقل بكثير من وفيات الأنفلونزا الإسبانية، كما أن وباء الكورونا لم يحمل انعكاسات سلبية فحسب، وإنما حمل الكثير من الانعكاسات الإيجابية أيضًا.

الجوانب الإيجابية لوباء الكورونا

إليك قائمة ببعض الجوانب الإيجابية التي حملها وباء الكورونا والحجر الصحي الذي رافقه خلال عام 2020:

- تعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية الأسرية: اضطر الكثير من الناس إلى المكوث في منازلهم أثناء فترات الحجر الصحي، وهذا أدى إلى مشاركة أوقاتهم أكثر مع افراد عائلتهم والحديث معهم بوتيرة أعمق من ذي قبل.

- نشر ثقافة النظافة العامة: أصبح هنالك وعي متزايد بين الناس بأهمية النظافة العامة بفضل تركيز السلطات الصحية على هذا الأمر وحديث الإعلام بكثرة عن النظافة والمنتجات الصحية.

- انتعاش تكنولوجية التواصل: دفعت أحوال الحجر الصحي بعض الشركات التكنولوجية إلى التركيز أكثر على استكشاف وسائل جديدة لربط الناس ببعضهم البعض أثناء فترات المكوث في المنزل، ومن المعروف ان شركات كثيرة حاولت الصمود بوجه الوباء عبر نقل جميع أنشطتها إلى الفضاء الرقمي والاعتماد كليًا على وسائل التواصل الاجتماعية للتواصل مع الزبائن والأطراف التجارية الأخرى.

- انتشار العمل المنزلي: كان الذهاب إلى المكاتب أمرًا لا بد منه لإكمال الأعمال والأنشطة الوظيفية، لكن وبفضل وباء كورونا، اضطرت الكثير من الشركات إلى الاستغناء عن الذهاب إلى المكاتب والتوقف عن إلزام موظفيها بذلك، ونقل العمل بدلًا عن ذلك إلى الفضاء الرقمي، وهذا أدى في المناسبة إلى تفرغ الكثير من البنايات والمكاتب وانحسار أسعارها أيضًا، كما أن نقل الأعمال إلى الفضاء الرقمي جعل من السهل على الشركات استدعاء الموظفين الجدد من مختلف بقاع العالم وبسرعة ودون الكثير من العقبات.

- انتشار الأساليب التعليمية الرخيصة: واجهت المدارس والجامعات عقبات هائلة بسبب الوباء، لكن وبفضل التكنولوجيا، انتقل التعليم إلى المضمار الرقمي وأصبحت الحصص أو الدروس متاحة للطلاب بشرط امتلاكهم لأجهزة الحاسوب القادرة على إظهار هذه الدروس والتعامل معها، وهذا أدى في المناسبة إلى تقليل المصروفات المادية التي كانت تحتاجها المؤسسات التعليمية لتنظيم الصفوف المدرسية وغيرها من الأمور.

- تقليل الحاجة للسفر واللقاءات غير الضرورية: أدى الحجر الصحي إلى توقف الناس عن السفر واجراء اللقاءات غير الضرورية التي كانوا يضطرون إلى اجراءها في الأحوال العادية، وهذا الأمر جعل الكثيرين منهم يقدرون الوقت والمال الذي كانوا يضيعونه في السفر، وبالطبع أصبحت محادثات الفيديو البديل الأنسب عن السفر.

- انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون: بما أن الكثير من المصانع توقفت عن العمل وتوقف الكثيرون عن استخدام السيارات، فإن من المنطقي أن تنخفض مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة، فضلًا عن الغازات الأخرى المسببة لارتفاع حرارة الأرض.

- انتعاش الحياة البرية: هرع الناس إلى بيوتهم بسبب الوباء، وهذا الأمر ترك مجالًا للحياة البرية والحيوانية بالانتعاش قليلًا والعودة إلى أمكنة معيشتها الأصلية، ومن بين الأمثلة على ذلك؛ عودة الدلافين على الشواطئ الإيطالية وعودة آلاف السلاحف على شواطئ بعض الجزر للتكاثر بحرية بعيدًا عن السياح والازعاج السابق.

مواضيع ذات صلة