أكثر الأجرام الكونية غموضًا

أومواموا Oumuamua

الأجرام الكونية

كان العلماء يعقدون في الماضي أن الكون مليء بالنجوم والكواكب والغبار والفراغ فقط، لكن وكالات الفضاء الحديثة وعلماء الفلك قد كشفوا عن وجود أجسام أو أجرم كونية أكثر تعقيدًا من ذلك؛ كالثقوب السوداء، وعناقيد المجرات الضخمة، والنجوم النيوترونية، ونجوم الأقزام البيضاء، وبقايا السوبرنوفا أو الانفجارات النجمية، فضلًا عن أجسام أو أشياء تعجز النظريات والعلوم الطبيعية الحالية عن تفسير تركيبها وأسباب وجودها، وخير مثال على ذلك ما يُعرف بالمادة المظلمة، التي حار العلماء في أمرها وتركيبها، وهنالك أمثلة كثيرة أخرى على أجرام كونية تأكد العلماء من وجودها لكنها ما زالت ذات طبيعة غامضة وغريبة بسبب صفاتها الشاذة وغير المفسرة تمامًا.

أكثر الأجرام الكونية غموضًا

إليك بعضًا من بين أهم الأجرام أو الأجسام الكونية التي أثبت العلماء وجودها لكنهم احتاروا في تفسير سلوكياتها وصفاتها:

  • أومواموا Oumuamua: أطلق العلماء هذا الاسم على أحد الأجسام الفضائية التي لاحظوا دخولها او عبورها من خلال النظام الشمسي عام 2017، والأمر الغامض في أمر هذا الجرم هو شكله الممدود بطريقة جدًا غريبة وبطول كيلومتر تقريبًا وهو شبيه بحبة الخيار في المناسبة! لكن سرعته مذهلة للغاية ولم تتمكن الشمس ظاهريًا من التأثير على مساره كما هو حال الكويكبات الأخرى! وهذا الأمر دفع بالبعض إلى الاعتقاد بانه مركبة فضائية جاءت لزيارة نظامنا الشمسي! لكن هذه الفرضية لم تقنع كثيرًا من العلماء على الرغم من عدم تفسيرهم لقدرة هذا الجرم على عكس الضوء بمقدار يفوق الكويكبات الأخرى بمرتين تقريبًا!
  • الكوكب التاسع: ما زال العلماء يطرحون إلى الآن فرضية وجود كوكب تاسع للنظام الشمسي وراء كوكب نبتون (ليس بلوتو). ولقد كشف العلماء بالفعل عن وجود الكثير من الكويكبات الصغيرة والقزمة وراء نبتون، لكنها جميعًا تفتقد إلى الخواص الضرورية التي يجب أن تتوفر في الكوكب التاسع؛ ويرجع سبب ذلك إلى اثبات العلماء لوجود آثار لهذا الكوكب على جاذبية الكويكبات والكواكب الأخرى الموجودة حوله، لكنهم إلى الآن لم يفلحوا في رؤيته بصورة مباشرة! وهذا الأمر سببه بُعد الكوكب عن الشمس والزمن الذي يحتاجه الضوء للانعكاس من على سطح الكوكب.
  • النجم تابي: يقع هذا النجم على بعد 1500 ألف سنة ضوئية من الأرض داخل مجموعة سيجنوس النجمية، ولقد سمي باسم النجم "توبي" نسبة إلى العالمة تابيثا بوياجيان التي اكتشفته عام 2015، ويرجع سبب تركيز هذه العالمة على هذا النجم إلى ملاحظتها لأمر غريب للغاية حوله؛ ألا وهو الانخفاض الشديد والسريع في لمعانه أو سطوعه وبنسبة تصل إلى 22%! وهذا بالطبع أكثر بكثير من الانخفاض بالسطوع الناجم عن مرور الكواكب أمام النجوم الأخرى، مما حذا بالباحثين إلى طرح فرضية أن يكون هنالك جسم ضخم للغاية يقف امام النجم، وقد يكون هذا الجسم قد بني على يد مخلوقات أخرى لغرض الاستفادة من طاقة النجم! لكن علماء آخرون نفوا هذه الفرضية وقالوا بأن انخفاض السطوع ناجم عن غيوم ضخمة من الغبار. المشكلة التي تحتاج إلى تفسير الآن هي: من أين جاءت هذه الغيوم الضخمة أصلًا وكيف أصبحت قادرة على الوقوف أمام نجم بهذا الحجم!؟
  • النيوترينو المقذوف: وقفت الأرض في تاريخ 22 من سبتمبر عام 2017 في وجه موجة من أجسام أو جزئيات النيوترينو التي تصادمت مع الأرض، وهذا الأمر هو شيء طبيعي يحدث مرتين كل شهر وفقًا للعلماء، لكن أهم ما يميز هذه الحادثة عن غيرها أن النيوترينو المقذوف هذه المرة يحمل في جعبته معلومات إضافية عن مصدره؛ فلقد تمكن العلماء من الكشف عن أن هذه الجزئيات قد انطلقت قبل 4 مليارات سنة بواسطة ثقب أسود عملاق في وسط أحد المجرات أثناء ابتلاعه للمواد المحيطة به وقد استمرت جزئيات النيوترينو في الانقذاف بصورة متتالية طيلة ال4 مليارات السابقة! مما يشير إلى عظم قوة الثقب الأسود!
  • مثلث برمودا الفضاء: لاحظ رواد الفضاء أمرًا غريبًا أثناء مرور مركبتهم الفضائية خلال منطقة في الفضاء فوق الأرض تُدعى ب "شذوذ جنوب الأطلسي"، وتُعرف أيضًا بمثلث برمودا الفضاء، وقد بلغ رواد الفضاء عن حدوث مشاكل أثناء مرورهم فوقها؛ مثل حدوث توقف مفاجئ لحواسيب المحطة الدولية للفضاء، ومشاهدة ومضات غريبة من الأشعة الضوئية، وتوقف تلسكوب هابل عن العمل، وغيرها من الأمور. ولقد فسر العلماء هذه الظاهرة بالقول بان هذه المنطقة تحتوي على ما يُعرف ب"أحزمة فان ألن الإشعاعية"، التي تنشا عن تصادم الجزئيات الفيزيائية المشحونة بالمجال المغناطيسي للأرض.