منذ قديم الزمن والإنسان يحاول اختراع العديد من الطرق لتحقيق التواصل بين الأفراد، والتواصل هو عبارة عن الحصول على تفاهم بين الأطراف، يكون أحد الأطراف بها مرسلًا لمعلومة والآخر مستقبلًأ لتلك المعلومة من خلال الحواس، وإن الإنسان بحاجة لهذه الطرق بالتواصل لتساعده على فهم العالم والآخرين، ومن هذه الطرق الكلام والكتابة وأيضًا هناك طرق مثل لغة بريل ولغة الإشارة، ومن الجدير بالذكر أن هناك لغة اسمها لغة العيون.
قد شاع عن لغة العيون أنها مجرّد نظرات بين المحبين يفهمون بها مدى اشتياقهم لبعضهم البعض وهذا التعريف غير صحيح أو بالأحرى غير كامل، فلغة العيون هي لغة أوسع من ذلك وإن تعمّق به االفرد يستطيع أن يفهم الكثير من الرسائل التي يحاول أن يرسلها الطرف الآخر، فنظرات العيون تكشف الحزن والفرح وما يفكر بها الإنسان وتكشف صدقه من كذبه، وخوفه وصراعاته الداخلية، ويعود تاريخ لغة العيون إلى تاريخ علم الفراسة، فقد اشتهر علم الفراسة عند العرب وهو علم يستدل به الشخص على طبائع الناس وباطنهم من خلال النظر إلى ما يظهر منهم كالألوان والأشكال والأعضاء ومنها العيون، ويمكن لأي فرد قراءة لغة العيون من خلال الاستدلال وإدراك مجموعة من الإيحاءات والإشارات التي ترسلها العين قد يتجنب اللسان عن نطقها ويخفيها.
يمكن أن تفهم لغة العيون من خلال فهم الدلالات التي تعد نافذة نحو الروح الحقيقية للإنسان، ومن أهم هذه الدلالات الآتي:
- اتساع بؤبؤ العين: تتحكم الإضاءة باتساع وصغر حجم البؤبؤ ولكن يمكن للمشاعر أيضًا أن تسبب اتساع بؤبؤ العين، واتساع الحدقة يعني الاهتمام بالحوار الذي يتم وأيضًا الاندهاش.
- التواصل البصري الجيد: النظرات المتبادلة التي تحدث بين الطرفين ولوقت مطوّل هو مؤشر قوي أن هؤلاء الأشخاص واقعين في الحب، فإن كان اتصال العين يستمر لمدة 60% أو 70% من وقت الحديث فهذا يدل على الحب والمودة بين الطرفين، والصدق في المشاعر أيضًا.
- تغرغر العين: عندما يشعر الفرد بعدم الارتياح بالتواصل مع الطرف الآخر فإن العين تغرغر ويحاول في هذه اللحظة تجفيف العين إما عن طريق فركها أو التظاهر النعاس والتعب.
- التواصل البصري المبالغ به: أصبح لدى الجميع فكرة أن الكاذب لن ينظر في عين الطرف الآخر لكي يهرب من الحقيقة، ولكن هناك حقيقة أخرى هي أن الكاذب يحاول دائمًا النظر في عين الطرف الآخر ليقنعه أنه صادق ولكن يتمادى هذا التواصل ليصل لمرحلة التحديق، وأيضًا من أسباب هذا التحديق هي أن الكاذب يريد أن يعرف ما إذا كان الطرف الآخر يبين علامات أنه يصدقه أم لا فهو يحاول قراءة وجهه.
- النظر للأعلى: من الدلالات التي ترسلها العين عن شعور الفرد بالملل هي النظر للأعلى فهو يحاو أن يوصل رسالة خفية للطرف الآخر أنه يشعر بالملل من هذا الحديث، أو من الممكن أن يكون النظر للأعلى إشارة إلى التفكير واستعادة الذاكرة، ويمكن اختيار أي من هذه المعاني حسب الموقف.
- النظر للأسفل: النظر للأسفل يعكس رسالة للشعور السلبي الذي يحمله الفرد ويكون إما الشعور بالذنب أو الحزن، ويمكن أيضًا أن يكون احترام للشخص الآخر ويعود هذا لثقافة المجتمع الذي يعيش به الفرد، ويمكن فهم سبب النظر للأسفل حسب الموقف الذي يتعرض له الشخص.
- النظر للجوانب: إما أن تكون بسبب دخول شخص آخر للمكان أو مصدر إلهاء، أو أن الفرد يشعر بالانزعاج من هذا الحديث والغضب أيضًا فالنظرة الجانبية تعني عدم الاتفاق مع الطرف الآخر.