يمر الإنسان بمراحل تطور تسمى النمو الإنساني وفي هذه المراحل ينمو الجانب الجسدي والعاطفي والمعرفي والاجتماعي لدى الإنسان وتبدأ هذه المراحل من مرحلة الرضاعة ثم الطفولة ثم المرهقة ثم الشباب ثم الشيخوخة، وتتميز من بين هذه المراحل مرحلة المراهقة بأنها مرحلة حرجة في حياة الإنسان فهي مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب ويواجه بها الإنسان العديد من المشكلات.
إن من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان وتحدد شخصيته وصحته النفسية من عدمها هي مرحلة المراهقة فهي المرحلة التي تعتبر جسر العبور من الطفولة إلى الرشد المبكر، ويتلف سن المراهقة من ثقاقة لأخرى ومن مجتمع لآخر ومن شخص لآخر أيضًا حسب طبيعة الجسم والبيئة المحيطة، ولكن بشكل عام فإن المراهقة تبدأ من سن 12 إلى 21 عام، غالبًا ما تقابل هذه المرحلة مرحلة التعليم الإعدادي والثانوي في المدرسة ولكن قد تمتد مع بعض الأشخاص إلى المرحلة الجامعية.
وتنقسم المراهقة إلى ثلاث مراحل المراهقة المبكرة والمراهقة المتوسطة والمراهقة المتأخرة، وتتميز كل مرحلة بحدوث بالنمو الجسدي والعقلي والعاطفي والمعرفي لكل فرد، كما أن مرحلة المراهقة ليست نمطًا واحدًا يمشي عليه كل الناس بل أن أنماطها متعددة ومنها الآتي:
- المراهقة المتكيفة: وهذا النمط الذي يطمح الأهالي أن يمر به ابنهم، ويتميز هذا النمط بمرور الفرد بمرحلة المراهقة بهدوء واستقرار عاطفي، من دون أن يتعرض غالبًا إلى التوترات الانفعالية، كما أن المراهق في هذا النمط يكون علاقات طيبة مع الأشخاص المحيطين به.
- المراهقة العدائية: وهذه النمط يميل به المراهق إلى أن يكون متمردًا على سلطة والديه أو سلطة المدرسة.
- المراهقة المنحرفة: وفي هذا النمط يتصرف المراهق بطريقة متطرفة وغير لائقة.
يواجه المراهق الكثير من التحديات التي قد تكون داخلية المنشأ كالصراعات الداخلية أو خارجية المنشأ كضغط الأهل والمدرسة، لذا لابد من التعرف على هذه المشكلات للتوصل إلى حلول لها، ومن هذه المشكلات الآتي:
لأن في مرحلة المراهقة يمر المراهق بتطور ونمو جسدي سريع نسبيًا فإن تأقلمه مع جسده قد يصبح به اضطراب، ومن المعروف أن في بداية هذا النمو يكون السم في حالة من عدم التناسق التي تؤدي إلى خجل المراهق من جسده وعدم تقبله له، لذا يعاني المراهق وخاصة الإناث من التركيزبشكل كبير على المظهر الخارجي وملاحظة ردات فعل الآخرين على شكل الجسد والوجه، كما أن المراهق في هذه المرحلة يطيل النظر إلى المرآة حتى يستكشف ما يحل به من تغيرات، وقد يؤدي عدم تقبل الجسد إلى الميل إلى الانطواء والانعزالية.
يعاني المراهق من مشكلات اجتماعية مع أسرته ومع المجتمع بسبب أنه يبحث عن استقلاليته فهو يريد أن يهرب من شخصية الطفل فيعتقد أن الالتزام بالقوانين يجعل من الآخرين يتحكمون به، ويقوم بذلك ليثبت شخصيته ولكن بالطريقة الخاطئة.
يمر المراهق بمشكلات انفعالية كثيرة وذلك بسبب اضطراب في الهرمونات لديه وأيضًا بسبب الضغوطات الاجتماعية، فيتحول هذا الفرد من الطفل الهادئ إلى مراهق عصبي أو عنيد أو متوتر وقلق طوال الوقت، وإن لم يتم التعامل مع هذه المشكلات الانفعالية ستتحول إلى مشكلات أكبر قد تؤدي إلى أن يصبح لديه وسواس قهري أو دخول المراهق في حالة من الاكتئاب أو حتى قد تصل في بعض الأحيان إلى التفكير في النتحار، ويقدم بعض المراهقين على تصرفات انتحارية كتناول الأدوية أو إيذاء الذات، لذا لابد من الأولياء الأمور أخذ ابنهم لزيارة الطبيب النفسي في حال تطلب الأمر لذلك.