تسببت الأنشطة البشرية بزيادة انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة ونشوء حالات جوية قاسية وذوبان الجليد في القطبين، ويصل متوسط درجة حرارة الأرض حاليًا إلى 15 درجة، ولكنه كان أقل وأعلى من ذلك فيما مضى، ويعتقد العلماء بأن درجات الحرارة تزداد مؤخرًا أكثر من أي وقت مضى. ويؤثر لا محالة التغير المناخي على الصحة، وذلك لما له أثار سلبية على الطبيعة أو البيئة وحتى على الجانب الاجتماعي، ويتوقع أن يتسبب التغير المناخي بوفاة ما يقارب 250 ألف شخص ما بين 2030 و2050، وذلك بسبب تفشي أمراض عديدة مثل الملاريا والاجهاد الحراري والاسهال، بالإضافة إلى سوء التغذية، ويتوقع أن تكون معظم هذه الخسائر البشرية في الدول الغير متطورة، ومن هنا يجب البحث عن طرق فعالة لمقاومة التغير المناخي من خلال البحث عن الطاقة المتجددة واستعمال للمواصلات أكثر أمنًا للبيئة وغيرها من الحلول.
تأثير التغير المناخي على الصحة
قد يكون للتغير المناخي تأثيرًا إيجابيًا على الصحة فيما يتعلق بتقليل عدد الوفيات الناجمة عن تساقط الأمطار وزيادة إنتاج الغذاء في بعض المناطق، ولكن وبالعموم يعد تأثير التغير المناخي سلبيًا تمامًا على الصحة، فهو يؤثر على عوامل بيئية واجتماعية مهمة ومرتبطة بالجانب الصحي مثل؛ الهواء النقي، ومياه الشرب الأمنة، والاكتفاء الغذائي، والملاذ الأمن. وفيما يلي بعض الجوانب المتعلقة بالتغير المناخي والمؤثرة على الصحة:
- الحرارة العالية: تزيد درجة حرارة الهواء العالية مباشرةً من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي، وقد سجلت القارة الأوروبية 70 ألف وفاة بسبب هذه الأمراض خلال موجة حرارة صيف عام 2003، وتزيد الحرارة من الملوثات في الجوي بسبب ضعف طبقة الأوزون، وهو ما يؤثر بدوره على الأمراض السابقة.
- الكوارث الطبيعية والأمطار المتغيرة: هنالك تزايد ملحوظ في حدوث الكوارث الطبيعية، وتتسبب هذه الكوارث بوفاة ما يقارب 60 ألف شخص سنويًا، ويؤخذ على سبيل المثال ارتفاع سطح البحر الذي سوف يدمر المباني والدور الرعاية الصحية، ولسوء الحظ أن نصف سكان الكرة الأرضية يعيشون ضمن 60 كيلومتر عن البحر، وهو ما سوف يدفعهم للترحال وزيادة الضغط على القطاع الصحي، بينما تؤثر الأمطار المتغيرة على المخزون المائي، مما يضعف النظافة الشخصية ويزيد من أمراض الاسهال المسؤولة عن وفاة 500 ألف طفل سنويًا، كما يمكن أن تؤدي هذه التغيرات المطرية إلى الجفاف والمجاعات في بعض المناطق، وفي نفس الوقت قد تؤثر الفيضانات أيضًا على الصحة والنظافة الشخصية وتلوث الأطعمة والمياه، كما انها تعد بيئة مثالية لتكاثر البعوض المسبب للأمراض.
- أنماط العدوى: تؤثر التغيرات المناخية بشدة على الأمراض التي تنتقل عن طريق الماء، وكذلك الأمر بالنسبة للأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض والحيوانات ذات الدم البارد، وسوف لا محالة يزيد التغير المناخي من موسم انتقال الأمراض، ونقل ظروف العدوى إلى مناطق جغرافية جديدة، ومن أهم الأمراض التي سوف تزيد مع التغير المناخي الملاريا المسؤولة عن وفاة 400 ألف شخص سنويًا.
الأشخاص الأكثر عرضةً لتأثير التغير المناخي على الصحة
سوف يتأثر الجميع لا محالة بالتغير المناخي، ولكن هنالك فئات سوف تتأثر أكثر من غيرها، وفيما يلي بعض هذه الفئات:
- الأشخاص الذين يعيشون في الجزر الصغيرة وفي الدول النامية.
- الأشخاص الذين يعيشون في الدول الساحلية أو على قمم الجبال أو في المدن الضخمة.
- الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأقطاب الأرضية.
- الأطفال خصيصًا الذين يعيشون في الدول النامية.
- كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية سابقة.
- الأشخاص الذين يعيشون في دول تعاني من ضعف النظام الصحي فيها.