كيف تصبح راضيًا عن نفسك حتى وإن أخفقت
إننا في هذه الحياة معرضون للنجاح والإخفاق، معرضون للفوز والفشل، معرضون لان نحقق أحلامنا أو أن تذهب سدىً، ولكن لا أحد منا يتقبل الفشل، ولا أحد منا يرضى بالخسارة، ولا أحد يفرح وأحلام تذهب من أمام عينيه.
في هذا المقال سأتحدث عن كيف سترضى عن نفسك إن تعرضت للفشل، ولكن لن أجبرك على أن تكون سعيدًا، يكفي أن ترضى عن نفسك، لأن الرضى سيحقق لك السعادة لا محاله.
كيف أرضى عن نفسي؟
إن أول سؤال علينا أن نطرحه عليك قبل أن نعطيك النصائح، هو كيف ترضى عن نفسك؟
وتأتي الإجابة: إن الرضى شيء ينبع من الداخل، ينبع من ثقة الإنسان بنفسه، وعدم استجابته لأي مؤثرات سلبية قد تحاول زعزعة ثقته بنفس، ويحقق الإنسان الرضى بكيفية ثقته بنفسه، وثقته بأنه قادر على فعل كل شيء، وأيضًا يتحقق الرضى بسعي الإنسان لتحقيق ما يطمح إليه، وبذله الجهد طلبًا لذلكن وعدم التهاون أو التواني عن فعل ذلك، لأن الإنسان إن لم يبذل طاقته لن يصل، وإن لم يصل لن يرضى عن نفسه أبدًا، إلا إن كان قليل الدافعية، وكان هناك دافع طفيف بداخله، فعليه في هذه الحالة أن ينمي ذلك الدافع.
كيف يرضى الإنسان عن نفسه حتى وإن فشل؟
- أن يربي نفسه على الرضى بقضاء الله وقدره، فإن الإنسان الذي يربي نفسه على الرضى بقضاء الله سيكون راضيًا عن كل شيء أتاه، لأنه يؤمن أن ما أراده الله سيكون له، وما لم يرده الله لن يكون له.
- أن يؤمن أن كل شيء أصابه بداخله خير مهما بدا من ظاهره أنه شر، فإن الإنسان يهتم دائمًا بالظاهر، لكن لو نظر لأعماق الشيء فربما هو خير جلبه الله له، أو ضر دفعه عنه لكنه لا يعلم ذلك، لأن الإنسان الذي يؤمن بأن كل شيء لخير لن يكون إلا راضيًا.
- أن يبذل كل جهده وطاقته، فإن الإنسان، الذي يبذل جهده وطاقته ويسعى لما يريده، حتى وإن فشل، فإنه لن يلوم نفسه على تقصيره، أو يردد لو فعلت كذا، لو عملت كذا، ولو ولو، لأنه قام بما يجب أن يفعله.
- ألا يقارن نفسه بالآخرين، إن الشخص الذي دائما ما يقارن نفسه بالآخرين لن يرضى عن نفسه أبدًا، وذلك لأنه سيرى أن الجميع سعيد إلا هو.
- أن يعرف بأن الفشل في شيء ليس نهاية الدنيا، وإنما يستطيع النجاح مرة أخرى، وأن عليه أن يبحث عن الثغرات والأخطاء التي ارتكبها في المرة السابقة، لكي يتجنب الوقوع فيها مرة أخرى.
- أن يبتعد عن الأشخاص الذين يشعرونه بفشله، وذلك لأن الأشخاص السلبيين لهم كبير الأثر على شعور الشخص.
- أن يقترب من الأشخاص الذين يعينونه على النجاح، فالنجاح والتفاؤل معدٍ.
- ألا يفكر كثيرًا بالفشل، بل يبدأ مباشرة بالمحاولة مرة أخرى.
- أن يخرج ما في قلبه من ألم أو شعور سيء، كأن يتحدث مع صديقه عن ذلك، أو يكتب، وذلك لأن إخراج شعور الألم يساعد على التجاوز.
وإن فكرة الرضى كما أسلفنا، هو دافع من داخل الإنسان ناتج عن الثقة بالنفس، وعلى الإنسان دائمًا ان يجدد من عزيمته حتى لا يقف في المنتصف أو يفشل، فشعور الفشل موجع جدًا.
ولا ننس أن الإنسان حتى وغن كان راضيًا عن نفسه، فهذا لا يعني أن عليه أن يكون سعيدًا لحظة فشله، فإن قال قائل بهذا، فهو كلام خاطئ ولا يمكن أن يحدث، ولكن على الأقل يجب أن نرضى ولا نؤنب أنفسنا تأنيبًا قد يضيع فرص النجاح القادمة إلينا.