حاول الكثير من المتنبئين طرح تنبؤات مستقبلية لاستشراق المستقبل وباستعمال طرق وأساليب كثيرة، منها علم التنجيم، والسحر، وحتى باستخدام المنطق والتفكير في طبيعة المستقبل، ومن بين أشهر المتنبئين الذين طرحوا تنبؤات صحيحة حول المستقبل كان المهندس الأمريكي جون واتكينز، الذي نشر عام 1900 تنبؤات حول طبيعية العالم المستقبلية في عام 2000، وقد تنبأ في ذلك الوقت بأن العالم سيكتشف التصوير الفوتوغرافي الملون وستظهر الهواتف النقالة، والتلفاز، والدبابات، وشبكات القطارات السريعة، والفاكهة كبيرة الحجم، لكن وفي نفس الوقت طرح واتكينز تنبئيات خاطئة؛ فقال مثلًا بأن الناطقين بالإنكليزية سيتخلون عن استخدام أحرف C,X,Q، وهذا لم يحدث بالطبع، كما قال أن الحشرات ستختفي تمامًا من العالم، وغيرها من التنبؤات التي لم تحدث في سنة 2000.
إليك قائمة ببعض أغرب التنبؤات الغريبة التي نقلتها إلينا كتب تاريخية وروايات مختلفة:
-التنبؤ بغرق سفينة التايتانيك: نشر المؤلف الأمريكي مورجان روبرتسون رواية خيالية عام 1898 بعنوان " حطام التيتان". وقد تحدثت الرواية عن قصة غرق سفينة سياحية عملاقة، كما احتوت على تفاصيل غريبة تتعلق بنقص قوارب النجاة وكيف أدى هذا إلى غرق الكثيرين، وهذه التفاصيل جميعها تشابهت كثيرًا مع تفاصيل غرق سفينة التايتانيك الشهيرة بعد 14 عامًا من نشر الرواية!، وفي المناسبة فإن الرواية نشرت بين العامة قبل حتى أن تكون سفينة التايتانيك قد بنيت أساسًا!
-تنبؤ ابراهام لينكولن بموته: أخبر الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن بعضًا من حراسه بأنه رأى حلمًا غريبًا قبل موته بأيام معدودة، وذكر بأنه رأى نفسه يمشي باتجاه البيت الأبيض ليجد بعض الناس يتباكون هنالك وهم يحيطون بجسد ميت وحولهم جنود أيضًا. وعند سؤال لينكولن للجنود عن هوية الشخص الميت، قال له الجنود بانه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي مات بحادثة اغتيال، تمامًا كما حصل معه فيما بعد.
-التنبؤ بأقمار المريخ: كتب المؤلف الانجليزي الأيرلندي جوناثان سويفت قصة تتحدث عن امتلاك المريخ لقمرين يلتفان حوله، لكن تنبؤاته لم تتبين صحتها إلا بعد 142 سنة، عندما أكد عالم الفلك الأمريكي "أساف هول" أن للمريخ فعلًا قمرين كما تنبئ جوناثان سويفت.
-التنبؤ بالحرب العالمية الأولى: ناقش المصرفي البولندي جان غوتليب بلوخ أساليب الحرب المستقبلية في ستة كتب نشرها عام 1898، وقال بأن الحرب الكبرى في أوروبا ستكون في الخنادق وسينتج عنها ملايين الوفيات وستكون هنالك مجاعة وأوبئة فيها. وبالفعل، وبعد 16 سنة من نشره هذه الكتب، حدثت الحرب العالمية الأولى التي تحققت فيها تنبؤات هذا الإنسان.
- التنبؤ بموت ألكسندر العظيم: رجع ألكسندر المقدوني من رحلته من الهند عام 325 قبل الميلاد وبصحبته متصوف هندي اسمه كالانوس. ولقد طلب هذا المتصوف من ألكسندر قتله بسبب شعوره بالتعب من الرحلة، لكن وقبل تنفيذ ألكسندر لرغبة هذا الرجل في الموت، نظر هذا الرجل إلى ألكسندر وقال له" سوف نرى بعضًا مجددًا في بابل". من الغريب أن ألكسندر المقدوني لم يخطط للذهاب إلى بابل في ذلك الوقت، لكن من المعروف أن ألكسندر قد مات فعلًا في بابل وفي عمر 32 سنة فقط!
-التنبؤ بشاشة التوقف الموجودة في أجهزة الحاسوب: جاء في رواية اسمها "غريب في أرض غريبة" قد كتبها الكاتب الأمريكي روبرت أنسون هيينلين أن عالم المستقبل سيحتوي على أجهزة بوسعها التحول إلى ما يُشبه حوض السمك عندما تبقى لوحدها لفترة طويلة دون حركة او نشاط، وهذا بالطبع يشبه عمل شاشة التوقف Screensaver الموجودة في الكثير من الحواسيب.
-التنبؤ بغزو الهولنديين واليابانيين للجزر الإندونيسية: تنبئ أحد ملوك جزيرة جافا الإندونيسية يُدعى " جيابايا " قبل 900 سنة بأن مملكته سوف يحكمها رجال بيض لمدة 3 قرون متتالية، ليأتي بعدها رجال آسيويين لفترة وجيزة لحكمها. وبالفعل، فإن الهولنديين قد جاءوا إلى جزيرة جافا لحكمها خلال القرن السابع عشر، ثم وفي عام 1942 وأبان الحرب العالمية الثانية، جاء اليابانيون إلى الجزيرة واحتلوها لفترة 3 سنوات قبل استسلامهم للولايات المتحدة الأمريكية وإعلان استقلال إندونيسيا في النهاية.