تُعرف القبائل أو الشعوب الجرمانية أيضًا باسم الشعوب التوتونية أو القوطية، وهي باختصار الشعوب التي استقرت في الشمال الأوروبي أو ما يُعرف ب"جرمانيا"، كما سكنت هذه القبائل في شمال وشرق المنطقة التي يعرفها المؤرخون باسم "بلاد الغال"، وقد تحدثت هذه القبائل لغة جرمانية بدائية جاءت أساسًا من فرع اللغات الهندية-الأوروبية خلال العصر الحديدي وقبل مجيء الرومان. وعلى الرغم من جهل المؤرخين بأصل القبائل الجرمانية، إلا أن الكثيرين منهم يستخدمون مصطلح الشعوب الجرمانية للدلالة على السكان الذين استوطنوا جنوب السويد، وشبه الجزيرة الدنماركية، وشمال ألمانيا أثناء نهاية العصر البرونزي، وباختصار شديد يُمكن القول بأن الشعوب الجرمانية التي استوطنت هذه المناطق قد ظهرت بالتزامن مع وجود الكلت (Celts) في بريطانيا وفرنسا ووسط أوروبا ووجود الرمان في إيطاليا، لكن القبائل الجرمانية التي هاجرت إلى المناطق الاسكندنافية واستوطنتها أصبحت تُدعى بالفايكنج فيما بعد على الرغم من أن القبائل الجرمانية الأخرى استوطنت بلاد الغال، ومناطق جرمانيا، وفرنسا قد قامت مع مرور الوقت بإنشاء ممالك هنالك اتصفت بنوع من المدنية وليس البربرية.
خاضت القبائل الجرمانية حروبًا كثيرة فيما بينها، ومع الرومان، ومع الكلت، ومع شعوب أوروبية أخرى، ولقد وصف الرومان هذه القبائل بالبربرية أيضًا بسبب همجيتهم وقساوة الحروب التي خاضوها معهم، وكانت هذه القبائل في المناسبة تشكل تحديًا خطيرًا للإمبراطورية الرومانية في أوج قوتها على الرغم من بساطة عيشهم مقارنة بالرومان، ويرجع سبب كثرة حروب القبائل الجرمانية إلى اقتران الحرب أصلًا بالعقائد التي كانوا يؤمنون بها؛ فلقد قدسوا الرب ثور، الذي هو أصلًا رب للحرب، كما أن تركيز هذه القبائل انصب على الغزوات أو الغارات المفاجئة (كما فعل الفايكنج لاحقًا)، والهدف كان بالطبع هو الحصول على الثروات والموارد، وكان مقاتلو القبائل الجرمانية يمتازون بالغلبة والبأس الشديد إلى درجة يُصبح عندها من المستحيل هزيمة قبائلهم، كما كان التدريب على فنون الحرب يبدأ عند اعمار مبكرة للأطفال وكانوا يهدون الأطفال رماحًا ودرعًا، وفي حال فقد الرجل درعه أو رمحه، فإن هذا يوازي فقدانه لشرفه!
تتشابه معتقدات القبائل الجرمانية كثيرًا مع معتقدات الشعوب الاسكندنافية أو الفايكنج، لكن الباحثين والمؤرخين يرفضون القول بوجود معتقد واحد تتشارك به جميع القبائل والشعوب التي سكنت في المناطق الجرمانية والإسكندنافية. وعلى أية حال، فإن دين أو معتقدات القبائل الجرمانية كانت بلا شك معتقدات وثنية وفيها تنوع كثير للآلهة، وفي البداية يخبرنا المؤرخين بوجود مجموعتين من الآلهة الجرمانية؛ الأولى كانت تُدعى ب "أيسر" والثانية ب" فانير"، لكن فيما بعد انتصرت أيسر على الفانير (نتيجة للحروب القبلية) ثم جرى توحيد مجموعة الآلهة لتتضمن 12 معبودًا رئيسيًا يترأسها الرب أودين Woden/ Odin، وكان من بين الآلهة المشهورة أيضًا كل من الرب ثور Thor، و بالدر Balder، و فريا Freyja، وغيرها الكثير من الآلهة التي عبدها الفايكنج فيما يعد، كما آمنت القبائل الجرمانية أيضًا بوجود مكان شبيه بالجنة يُدعى بفالهالا Valhalla وأمنت أيضًا بأسكارد Asgard، حيث مكان تواجد الآلهة.
جاء ذكر القبائل الجرمانية وتوزيعاتها على لسان المؤرخ الروماني الشهير "تاسيتس"، ومن بين أهم أسماء وصفات هذه القبائل: