القصة القصيرة فن نثري ظهر في العصر الحديث، وقد كانت بداياته تعود إلى القصص وسردها في الشعر الجاهلي، والقصص النبوي، والقرآني، ثم المقامات في العصر العباسي.
والقصة القصيرة تختلف عن المقالات والمقامات والخاطرة، باحتوائها على عناصر تجعل منها فنا جديدا، والقصة القصيرة يمكن اعتبارها الأساس الذي قام عليه فن الرواية والسيرة الذاتية والغيرية فيما بعد.
1.الشخوص: وقد يكون فيهم راويا أو لا يكون، وهم مجموعة الشخوص الذين تدور حولهم أحداث هذه القصة.
وتنقسم إلى قسمين:
رئيسية: هم الأشخاص الذين يشغلون الحيز الأكبر في القصة.
ثانوية: هم الذين يكون لهم دور ثانوي في القصة.
وقد تكون الشخوص حقيقية أو مجازية خيالية، فيوظف الشمس أو الأرض أو العلم كشخص يتكلم ويكون هو البطل لتحقيق غاية معينة.
2. الزمان: وهو زمن وقوع أحداث القصة، وقد يكون محددا باليوم أو الشهر أو السنة، وقد يكون محددا بالدقيقة أيضا.
3. المكان: وهو المكان الذي تكون فيه أحداث القصة، وقد يكون مكانا أو موقعا واحدا، أو تتعدد الأماكن بتعدد الشخصيات والأحداث.
4. الحوار: إن الحوار هو أساس يميز القصة عن غيرها، وهو السلسلة الكلامية التي تحدث بين الشخوص في القصة.
5.العقدة: هي المشكلة التي ينبغي حلها في القصة.
6. الحبكة أو الذروة: هو الوصول إلى ذروة الأحداث التي من خلالها نستطيع التوصل الى الحل.
7. الحل أو النهاية: وقد يُوجِد الكاتب حلا للقصة في آخرها أو لا يوجِد، فتكون النهاية مفتوحة أو مغلقة.
1. تتسم القصة القصيرة بالإيجاز وعدم كثرة الأحداث والشخوص،
لأن كثرة الأحداث والشخوص وطول القصة قد يدخلها في فن جديد وهو فن الرواية.
2.تعتمد على الحوار بشكل أساسي.
3. التشويق،
إذ تعتمد القصة على عنصر التشويق، وتشجيع القارئ على معرفة النهاية.
4.تقدم القصة حكمة أو درسا،
القصة لا تكتب دون هدف، وإنما تقدم حكمة ودرسا من دروس الحياة بشكل غير مباشر.
5. سقوط إحدى عناصر القصة لا يعني أنها لم تعد قصة، فقد لا يذكر الكاتب الزمان أو المكان، وقد لا يوجد للقصة حلا، لكن بعض العناصر كالحدث والحوار والحبكة إذا سقطت تسقط القصة.
أول شيء نتبعه لكتابة القصة هو أن نحدد العناصر الرئيسية لها، فنطرح على أنفسنا عدة أسئلة:
ما هو الهدف من القصة؟
ما هو زمان وقوع القصة؟
ما هو المكان؟
من هم شخوص القصة؟
كيف ستكون النهاية؟
وبعد إجابتنا على هذه الأسئلة، نكون قد انتهينا من التخطيط لبناء القصة.
ثم نشرع في كتابتها، فنبدأ بحوار بين شخوص القصة مثلا:
ولنفترض أن الحوار سيكون بين خالد ومحمود:
"- خالد: كم مرةٍ عليَّ أن أخبرك ألا تفعل ذلك؟
- محمود: لا علاقة لك بالأمر، هذه حياتي ولي الحرية فيها.
- خالد: ولكني والدك، وعليك أن تطيعني.
- محمود: لن أطيعك."
هذا مثال على حوار بسيط يمكن أن يكون بداية لقصة قصيرة، ثم نبدأ بسرد الأحداث، وقد لا تبدأ بالحوار وإنما بتعريف بسيط عن الشخوص، أو مقدمة تدل على القصة.
وعند سردنا للأحداث سنذكر ما سيحدث لخالد ومحمود، فربما يندم محمود في النهاية لأنه لم يطع والده، وربما تكون النهاية بأن محمود أصر على عدم إطاعة والده بالرغم من كل الأحداث التي حدثت معه.
وإذا كانت النهاية الندم، فسيكون هناك درس لمن لم يطع والده، ولكن إن لم يندم، سيكون هناك درس للعامة بأن هناك من يصر على الخطأ بالرغم من كل شيء يحدث.
والكاتب غير مجبر على اتباع نمط معين لكتابة قصته القصيرة، لكن هذا نموذج صغير لمن يريد أن يبدأ بكتابة القصة القصيرة.