الكثير منا يحب القراءة، فهي غذاء الروح والعقل معا، وفيها تعيش تجارب جديدة من خلال الشخصيات والاحداث وتكتشف ابعادا كثيرة للحياة ربما لم تكن قد فكرت فيها او لاحظتها من قبل، هي كنز بين ايدينا للتطور والحضارة وكلما قرأت أكثر كلما اصبحت اكثر فصاحة في الحديث والخطابة.
الا ان المحبة لا تكفي، وشراء المزيد من الكتب وابقائها على الرفوف مغبرة لن يدخل المعلومات جبرا الى عقلك، انت بحاجة على المواظبة على هذه العادة الذهبية التي سترتقي بك في كل المجالات على كافة الاصعدة، والحجج والاعذار التي تضعها حين تؤجل القراءة ما هي الا اسلوب واهن ومماطلة لا فائدة منها. لا تخبرني انك لا تملك الوقت وانت تبقى تتصفح اخبارا تافهة وعقيمة على الانترنت لساعات وساعات، لا تخبرني انك لا تجد الوقت وانت تستيقظ في الساعة الثانية ظهرا. ان اردت شيئا فستخلق له الوقت، وان اردت اكتساب عادة فعليك البدء بادخالها الى حياتك.
اليوم سنقدم لك بعد الطرق التي تساعدك على القراءة بشكل اكبر وبفعالية اكثر.
القرب امر مهم جدا، عليك ان تضع كتابك في مكان تستطيع رؤيته طوال الوقت، يمكنك ان تنقله معك ان اردت فعلى الاكيد ستجد اوقات فراغ لتمليها بالقراءة عوضا عن الثرثرة التي لا فائدة منها في اكثر الاحيان، ضع الكتاب بجانب سريرك، في المقعد المجاور لك في سيارتك، على مكتبك في العمل ، او في حقيبتك ان اردت الخروج. يمكنك ان تضع الكتاب في مكان واحد، المكان الذي تعلم جيدا انك ستجد وقت فراغ فيه في اغلب ايامك.
ضع لنفسك جدول زمنيا واحرص على اعطاء نفسك مكافاة وعقاب، بمعنى أن تخبر نفسك –على سبيل المثال-بانك ستقرا صفحة واحدة لمدة واحد وعشرين يوما وان انجرت هذا الامر كافئ نفسك بقطعة شوكلاتة او وجبة لذيذة، وان اضعت يوما من دون القراءة فعليك البدء من جديد، تحدي النفس افضل تحدي والانتصار فيه غنيمة.
هذه النقطة مكملة للنقطة التي قبلها ومؤكدة عليها أن لا ينبغي ان تبدأ بخمسين صفحة في اليوم، فعلى الاغلب سوف تمل سريعا وسيصيبك الاحباط، ابدا بصفحة واحدة فقط وضمن جدول وهدف محدد بثواب وعقاب، وزد عدد الصفحات كلما اردت، ونؤكد لك أنك سوف تزيد الصفحات مع الوقت دون ملل بل بمتعة كبيرة لانك سوف تكتسب عادة جديدة لن تستطيع الاستغناء عنها بسهولة.
حسنا سوف تشعر بالارتباك من الكمية التي سوف تقرأ، وانما لا ، فنحن نخبرك انك على الطريق الصحيح، خاصة اذا كنت مبتدئا وترغب في القراءة لكنك سرعان ما تترك كل كتاب تقرأة ولا تواتيك الرغبة في اكماله، اتعلم لماذا؟ لانك لم تجد بعد المجال الذي يجذبك وتنغمس بقرائته وتنسى كل ما حولك. اقرأ في كافة المجالات ان كان شغفك غير واضح بعد، وحين تجده ستعلم كيف تخلق الوقت للقراءة من بين جميع انشطة يومك.
هذا المقال كان لجعلك تبدأ بالقراءة وتعيد اكتشاف نفسك ومعرفة ما يستهويك وما لا يستهويك حقا، بعضنا يمشي مع تيار اكثر الكتب مبيعا ويبدأ بقرائتها ثم يمل. لأنه لم يعرف بعد ماذا يريد. انه بعمل بسيط مثل القراءة سوف يعلمك عن نفسك الكثير، سوف يجعلك أكثر مواظبة وشفافية، سيعلمك عن نفسك وعن الاخرين اكثر مما تصور، ستفهم الماضي والحاضر والمستقبل، ستعيش اكثر من حياة عبر حياة واحدة.