العنف بشكل عام و استخدام القوة ضد أي شخص آخر ويكون ذلك عن قصد الإيذاء وإلحاق الضرر بالطرف الآخر، ويستخدم العنف في شتى أنحاء العالم كأداة تستخدم للتأثير على الآخرين، وله العديد من الأشكال حسب الفئة المستهدفة بالعنف، مثل العنف ضد الأطفال أو العنف القائم على أساس العنصرية أو العنف ضد المرأة وهو شائع جدًا.
العنف ضد المرأة أو يسمى أيضًا العنف القائم على أساس نوع الجنس أو العنف الجنساني، ويشير هذا المفهوم إلى كل الأعمال العنيفة التي تمارس بحق المرأة بشكل متعمد، بسبب التعصب للجنس، إن العنف ضد المرأة لا يرتبط بمجتمع معين أو ثقافة معينة أو عمر معين، بل هو ظاهرة منتشرة كثيرًا وقد يكون من أسبابها زرع الأفكار الخاطئة في عقول الرجال والنساء أيضًا، فبعض النساء يعتقدن أنهن يستحقن العنف والرجال أيضًا يعتقدون أن من حقهم ممارسة هذا العنف من دون رادع أو العقوبة.
ولأن العنف ضد المرأة منتشر بشكل واسع فهو لا ينحصر بشكل واحد بل له عدة أشكال يجب زيادة الوعي بها، ومن هذه الأشكال الآتي:
يعد أكثر الأنواع شيوعًا ووضوحًا، فمن خلال الرؤية أو كشق طبي يمكن التأكد من وجود هذا العنف ضد المرأة، ويتمثّل باستخدام الفوة الجسدية سواء بالصفع أو شد الشعر أو الركل أو أي ممارسة جسدية أخرى تلحق الأذى بجسد المرأة ويترتب على هذا النوع من العنف ضد المرأة مشاكل صحية كثيرة قد تتعرض لها تلك المرأة معنفة نتيجة العنف الممارس بحقها.
يرتبط هذا العنف بالأنواع الأخرى وهو الأقل وضوحًا ما لم تعبر عنه المرأة، فالعنف الممارس ضد المرأة والقمع الذي يحاصرها يؤدي إلى أذيتها نفسيًا مما يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية الخطيرة التي من الممكن أن تؤول إليها الأمور إن لم يتم التدخل المبكر في المشكلة، ومن هذه الأمراض النفسية الشعور بالخوف الدائم والقلق والاكتئاب كما أن ثقتها بنفسها تنعدم ويكثر عندها لوم وجلد الذات، لذا يعد من أخطر أنواع العنف الممارس ضد المرأة.
يعد أسهل أنواع العنف الممارس ضد المرأة فهو لا يتطلب قوة جسدية بل فقط إطلاق الألفاظ المسيئة التي تؤثر على صحتها النفسية، وهو منتشر جدًا ويشمل شتم المرأة بألفاظ مسيئة أو استغلال الفرص لإحراجها أمام الآخرين أو السخرية منها وتقليل قسمتها أو الصراخ عليها.
ويكون بمنع المرأة من الوصول إلى المال وبذلك يتحكم في الأمور التي يمكن أن تحصل عليها كمستوى الرعاية الصحية أو التعليم أو العمل، بالإضافة إلى أنها لا تستطيع اتخاذ أي قرار مالي في المنزل، ويمكن أن يكون عن طريق الحصول على راتبها أو منعها من العمل أو عدم اعطائها نفقتها.
لابد من الحد من انتشار هذه الظاهرة التي تؤذي نصف المجتمع لا بل أكثر من نصفه لأن المرأة هي التي تربي الأطفال لذا صحتها الجسدية والنفسية تؤثر على أطفالها، لذا من الواجب الحفاظ على صحة المرأة النفسية والجسدية ليحظى الأطفال بحياة وتربية سوية، ومن الأمور التي يمكن فعلها للحد من هذه الظاهرة هو زيادة وعي النساء بأشكال العنف ضدهم فمن الممكن أن المرأة لا تعي أن السخرية منها أمام الجميع هي شكل من أشكال العنف الممارس ضدها، وأيضًا توعية المرأة بكافة المؤسسات الأسرية التي من الممكن أن تلجأ لها في حال تعرضها للعنف، وأيضًا زيادة وعي المجتمع بأهمية الصحة النفسية.