يعاني الإنسان في حياته من العيدد من المشاعر السلبية كالحزن والإحباط والملل، وهذه مشاعر طبيعية يمر بها الإنسان من وقت لآخر، ولكن تتصف أنها لا تدوم لفترات طويلة أي أن الإنسان يتنقّل في حياته بين مشاعر الحزن والسعادة والنشاط والإحباط، ولكن يعد الإنسان مضطربًا إذا دامت مشاعر الحزن هذه لفترة أطول من الطبيعي وقد يصاب في الاكتئاب.

الاكتئاب 

يعد الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة، وهو ليس تهيّئًا ولا ضعفًا من الإنسان، ولكنه اضطراب حقيقي يحدث للفرد ويحتاج بسببه للمساعدة أو العلاج، ويعد الاكتئاب اضطربًا يصيب النفس والجسد معًا فهو اضطراب مزاجي يجعل الإنسان يشعر بالحزن الدائم وفقدان الاهتمام في كافة النشاطات التي اعتاد أن يقوم بها بنشاط وإيجاد صعوبة في القيام بها، ويؤثر الاكتئاب على شعور الفرد وتفكيره وسلوكه، وهو ليس مجرّد نوبة حزن يمر بها الإنسان ويسهل الخروج منها بل هو أكثر من ذلك، فلا يجب التقليل من عزيمة الشخص المصاب بالاكتئاب واتهامه بالضعف، بل يجب أن يذهب للعلاج سواء بالأدوية أو العلاج النفسي.

أعراض الاكتئاب

يمكن تشخيص الفرد على أنه مريض بالاكتئاب إذا لوحظ عليه ثلاثة أو أكثر من هذه الأعراض لمدة أسبوعين، وأول ثلاثة أعراض هي أعراض أساسية لمريض الاكتئاب، وتكون تلك الأعراض كالآتي:

- سيطرة مشاعر الحزن واليأس والخواء على الإنسان مع البكاء الشبه دائم.

- التعرض لنوبات من الغضب والإحباط حتى على الأمور البسيطة.

- فقدان الشغف والاهتمام وعدم الشعور بالمتعة في كافة تفاصيل الحياة.

- التعرض لاضطرابات النوم سواء كان ذلك بالأرق أو بالنوم لفترات طويلة.

- الشعور العام بالإرهاق وفقدان الطاقة، والشعور بالتعب حتى في المهام البسيطة.

- اضطرابات في أنماط الأكل سواء بفقدان الشهية أو الشراهة مما يؤدي إلى خلل في الوزن سواء بفقدان الوزن أو زيادته.

- الشعور الدائم بالقلق.

- حدوث خلل في التفكير، وعدم الرغبة في التحدث.

- تصغير الذات والشعور بعدم القيمة، والشعور الدائم بالذنب، فالمكتئب يركز دائمًا على الاخفاقات.

- التفكير بالانتحار أو الموت.

أسباب الاكتئاب

لا بد من فهم أسباب الاكتئاب حتى يتمكن الفرد من تفادي هذه الأسباب أو الوصل إلى العلاج المناسب بعد معرفة السبب الرئيسي لهذه الحالة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب الآتي:

- العوامل البيئية: تتلخص العوامل البيئية بأنها مجموع الغيرات والأوضاع والظروف الحياتية الصعبة التي مر بها الإنسان، والتي واجه صعوبة كبيرة في التكيف معها ليصل في النهاية لحالة من الإحباط وفقدان الأمل التي تؤدي إلى الاكتئاب، ومن هذه العوامل فقدان شخص عزيز أو فقدان وظيفة أو الكوارث البيئية.

-العوامل الوراثية: لقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من الاكتئاب قد وجد أن لهم أقاربًا من الدرجة الأولى قد أصيبوا في الاكتئاب أيضًا، ولكن لازال العلماء يبحثون عن الجين الأساسي المسبب لاضطراب الاكتئاب.

علاج الاكتئاب

يجب على الفرد اتخاذ الاجراءات المناسبة ليقي نفسه من الاكتئاب كالتحكم في النفس وزيادة المرونة وتقبل الواقع، وإحاطة النفس بشبكة اجتماعية داعمة، ولكن وإن حدث وأصيب الفرد بالاكتئاب لابد له من الذهاب للعلاج منذ ظهور العلامات الأولى، ويمكن علاج الاكتئاب بعدة الطرق أولها العلاج النفسي عن طريق أخصائي نفسي أو مرشد نفسي يمكن أن يتعامل مع المريض عن طريق نظريات علم النفس المختلفة حسب حالة المريض وفي هذه الحالة يجب على مريض الاكتئاب أن يكون له دور فعال في العملية العلاجية فبالتعاون مع الأخصائي النفسي يمكن أن يصل للشفاء، ويمكن أيضًا علاج الاكتئاب بالأدوية إذا كان سبب الاكتئاب اضطراب في الهرمونات فالأدوية تساعد على إعادة تنظيم الهرمونات وبذلك يصل المريض للشفاء.