القوى الفيزيائية الأساسية في الطبيعة

القوى الفيزيائية الأساسية 

تمكن الفيزيائيون من تحديد أربع قوى أساسية في الطبيعة، هي الجاذبية، والقوى الكهرومغناطيسية، والقوة النووية القوية، والقوة النووية الضعيفة، ولقد أكد العلماء على أن جميع القوى الموجودة في الطبيعية هي في النهاية أشكال مختلفة أو متباينة لهذه القوى الأربع، ومن المعروف أن العلماء قد اكتشفوا الجاذبية والقوى الكهرومغناطيسية قبل اكتشاف القوة النووية القوية والضعيفة بكثير؛ وذلك ببساطة لإن الجاذبية والكهرومغناطيسية هما قوتان تؤثران في الأجسام العادية التي يألفها الناس كل يوم، بعكس القوى النووية التي يصعب الإحساس بها بصورة مباشرة.

القوى الفيزيائية الأساسية في الطبيعة

بوسعك التعرف أكثر على القوى الفيزيائية الأساسية للطبيعة على النحو الآتي:

  • قوة الجاذبية: تنشأ الجاذبية عن تجاذب جسمين معًا بفضل احتواء أحدهما على كتلة كبيرة، ويُمكن ملاحظة مظاهر الجاذبية بسهولة أثناء مشاهدة أحد الصخور وهو يتدحرج من فوق تلة أو أثناء مشاهدة أحد الكواكب وهو يدور حول الشمس، وهذا الأمر يجعل الجاذبية القوة الفيزيائية الأكثر وضوحًا بالنسبة للناس، لكن ومع ذلك تبقى الجاذبية هي أضعف قوى الطبيعية وأحد أكثر الألغاز صعوبة تفسيرًا في الفيزياء! والدليل على ذلك أنها كانت الموضوع الرئيسي الذي بحث فيه العلماء الكبار، بما في ذلك نيوتن وأينشتاين.
  • القوة الكهرومغناطيسية: تظهر هذه القوة عند تلاقي الجزئيات المشحونة كهربائيًا، ومن المعروف أن الشحنات المتضادة أو المتعارضة تسعى إلى الارتباط مع بعضها البعض (موجب مع سالب)، بعكس الشحنات المتشابهة (موجب مع موجب أو سالب مع سالب)، والتي تقاوم الارتباط معًا، ومن المثير للاهتمام أن الفيزيائيين الأوائل ظنوا في البداية بأن القوة المغناطيسية هي منفصلة عن القوة والكهربائية، لكنهم تمكنوا من توحيدها بعد ذلك وخلق مفهوم القوى الكهرومغناطيسية.
  • القوة النووية القوية: توصف القوة النووية القوية بصفتها القوة الأعظم في الطبيعة، وهي تتغلب على الجاذبية والكهرومغناطيسية، وفي الحقيقة فإنها أقوى من الجاذبية ب6 ألف تريليون تريليون مرة! وهي القوة المسؤولة عن جمع الجزئيات النووية وخلق المادة المكونة للذرات، أو ما يُعرف بالكواركات، لكنها بالطبع تعمل على المستوى الجزئي ويصعب رؤية مفعولها بصورة مباشرة، وعلى أية حال، كان اكتشاف القوة النووية القوية وتطبيقاتها أحد الأمور التي قادت في النهاية إلى اختراع القنبلة النووية الفتاكة في منتصف القرن الماضي، كما يرجع فضل احتراق النجوم وبقائها منيرة إلى هذه القوة بالذات.
  • القوة النووية الضعيفة: تشتهر القوة النووية الضعيفة بكونها المسؤولة أصلًا عن الانحلال أو الاضمحلال النووي أو تحول الجزئيات الذرية إلى جزئيات أخرى؛ كتحول جزء النيترينو إلى الكترون مثلًا، وهذا الأمر يعني أن مبدأ القوة النووية الضعيفة يدعو إلى تفرقة الأشياء عن بعضها، بعكس مبدأ باقي القوى الفيزيائية الأخرى التي تسعى إلى جمع الأشياء معًا وليس تفريقها، كما هو حال الجاذبية والقوة الكهرومغناطيسية، لكن تبقى القوة النووية الضعيفة أقوى بكثير من الجاذبية، كما أن هذه القوة تظهر فقط على مستوى الجزئيات النووية الصغيرة، لكنها في النهاية تبقى المسؤولة عن حصول الاشعاع النووي، ولها دور أيضًا في خلق العناصر المادية وتمايزها.

هل هنالك قوة خامسة في الطبيعة؟ 

يعترف العلماء بأن فهمنا للقوى الكونية ما زال غير مكتمل تمامًا ومن المحتمل أن تكون هنالك قوى كونية أخرى ليس لدينا علم بها إلى هذه اللحظة، ولقد بدأ الكلام يتردد بين العلماء بكثرة حول إمكانية أن تكون المادة المظلمة تحمل في جعبتها شكلًا من أشكال القوى الضعيفة في الطبيعة، وهذا الأمر جرى دعمه بأحد التجارب، لكن لو بحثت قليلًا في الانترنت فإنك ستجد الكثير من الأوراق البحثية والادعاءات التي تشير إلى اكتشاف قوة خامسة في الطبيعة، لكن لم يتم إلى الآن تأكيد صحة أي منها ولم يتفق العلماء على شيء محدد بهذا الخصوص إلى الآن.