تحدث السكتة الدماغية بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ والبدء في النزيف، كما يمكن أن تحدث السكتة الدماغية بسبب وجود عائق في الأوعية الدموية الواصلة إلى الدماغ، وكلا الأمران يمنعان وصول الدم والأوكسجين إلى أنسجة الدماغ كما ينبغي. وتبعًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ تعد السكتة الدماغية خامس أسباب الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويصاب ما يقارب 795 ألف نسمة سنويًا بالسكتة الدماغية فيها. وتبدأ خلايا الدماغ بالموت من دون وصول الأوكسجين، مما يؤدي إلى وفاة الدماغ بعد عدة دقائق.
يفضل الانتباه إلى توقيت ظهور أعراض السكتة الدماغية، إذ تزيد نسبة نجاح العلاج إن شخصت الأعراض مبكرًا، وفيما يلي أهم الأعراض المتعلقة بالإصابة بالسكتة الدماغية:
- صعوبة الكلام وفهم ما يقوله الأخرين، ويشمل هذا الأمر الارتباك والتلعثم في الكلام.
- الشلل أو الخدران في كل من الوجه، والذراعين، والأقدام. وقد يكون هذا الشلل أو الخدران فجائيًا ويصيب جانب واحد من الجسم فقط، ويمكن التعرف على الإصابة بالسكتة من خلال رفع الذراعين معًا للأعلى فوق الرأس، وإن بدأت إحداهما بالهبوط لاإراديًا فحينها قد يكون السبب السكتة الدماغية.
- صعوبة الرؤية في إحدى العينين أو كلتاهما، ويشكل هذا الأمر تشويش الرؤية أو رؤية الأشياء مضاعفة وفجأةً.
- صداع شديد ومفاجئ قد يصاحبه الغثيان والتقيؤ والدوار.
- صعوبة المشي والمحافظة على اتزان الجسم.
تصنف السكتة الدماغية إلى نوعين رئيسين وهما:
- السكتة الدماغية الإقفارية: يحدث هذا النوع عند انسداد الوعاء الدموي الذي يغذي الدماغ، مما يضعف تدفق الدم إليه وهذا يقلل الأوكسجين والمواد الغذائية الواصلة للدماغ وبالتالي تبدأ خلايا الدماغ بالموت بعد دقائق معدودة من هذا الأمر، ويمكن تقسيم هذا النوع إلى نوعين فرعيين هما؛ السكتات الدماغية الخثارية، والسكتة الصمية. وفي النوع الأول يكون الانسداد في الوعاء الدموي داخل الدماغ، أما في النوع الثاني فيكون الانسداد في منطقة أخرى في الجسم لكنه ينتقل إلى الدماغ مع الدم.
-السكتة الدماغية النزفية: يحدث هذا النوع عند تمزق أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ والبدء بالنزيف، وهذ النوع يولد الضغط على الدماغ بسبب النزيف بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية الواصلة له، ويقسم هذا النوع أيضًا إلى نوعين فرعيين وهما النزيف المخي، والذي يكون فيه النزيف من داخل المخ أو الدماغ، والنوع الثاني الذي يعرف باسم "نزف تحت العنكبوتية" والذي يكون فيه النزيف ما بين الدماغ والأنسجة المغطية له.
يختلف علاج السكتة الدماغية باختلاف نوعها، إذ لكل نوع سبب وتأثير مختلف عن الأخر، ويعد التشخيص المستمر أمرًا ضروريًا لتقليل الخطر الذي قد يتعرض له الدماغ جراء هذه الحالة الصحية، وفيما يلي علاج السكتة الدماغية تبعًا للنوع:
-السكتة الدماغية الإقفارية: يركز علاج هذا النوع على استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، ويبدأ العلاج بإعطاء المصاب أدوية تزيل الجلطات وتمنع تكونها، كما يصف الطبيب بعض مميعات الدم مثل الأسبيرين، ويستخدم منشط أنسجة البلازمينوجين في الحالات الطارئة وقبل مرور 4 ساعات على ظهور الأعراض، ويعطى هذا المنشط من خلال الحقن الوريدية، كما توجد بعض الخيارات الجراحية مثل إزالة الأسباب المؤدية إلى انغلاق الوريد الواصل إلى الدماغ، أو من خلال زرع بالون في الوريد لمنع تضيقه مرة أخرى.
-السكتة الدماغية النزفية: يهدف علاج هذا النوع إلى إيقاف النزيف وتقليل الضغط الواقع على الدماغ، ويبدأ العلاج بإعطاء أدوية تقلل الضغط الذي تعرض له الدماغ بسبب النزيف وتعيد ضغط الدم إلى طبيعته، وإن كان المصاب مداومًا على تناول الأدوية المميعة للدم، فيعطى أدوية أخرى تثبط من مفعولها، ويشمل الخيار الجراحي لهذا النوع إزالة الوصلة بين الشرايين والأوعية الدموية التي قد تسبب النزيف، أو من خلال تضييق الكتلة المتورمة في الأوعية الدموية والتي تكون عرضةً للانفجار وبدء النزيف.
قد يحتاج المصابين أيضًا للخضوع إلى برامج إعادة التأهيل، إذ قد تسبب السكتة الدماغية أضرار دائمة للجسم أو الحالة النفسية.