التكوين الأسري وأثره على المجتمع

إن التكوين الأسري له كبير الأثر على المجتمع، حيث يعمل على زيادة التماسك المجتمعي أو انعدامه، وذلك حسب العلاقات بين أفراد الأسرة.

العلاقات بين أفراد الأسرة

  • العلاقة بين الزوج والزوجة: إن العلاقة بين الزوج والزوجة لها أثر كبير على التماسك الأسري، فالمحبة والطمأنينة بين الزوج والزوجة تعمل على التماسك الأسري، على عكس العلاقة غير المستقرة التي يشيع فيها المشاكل والعنف من الرجل على زوجته، أو حالات قد تصل على الطلاق.
  • العلاقة بين الأخوة: عن العلاقة بين الإخوة تتأثر بالعلاقة بين الأم والأب، وذلك لأن الأطفال عندما يرون الأب والأم في جو من الطمأنينة يكبرون عليه، ويتعاملون فيما بينهم بنفس المودة، بينما الإخوة الذين يعيشون في أسرة يكون فيها العنف جليا يميلون على العنف.
  • العلاقة بين الام وأبنائها: العلاقة بين الأم وأطفالها قد تكون سيئة في بعض الأحيان، فقد تكون الأم تعاني من اضطرابات نفسية تؤدي بها إلى إيذاء اطفالها، وقد يكون الأبناء غير بارين فيقومون بإيذاء الام والسب عليها، مما يفسد الود بين الأسرة.
  • العلاقة بين الأب وأبنائه: حيث إن الأب الذي يعامل أطفاله معاملة رحيمة، تؤدي إلى مزيد من التماسك الأسري على عكس الاب الذي يعامل اطفاله بشكل قاس أو عنيف.

أثر العلاقات بين أفراد الأسرة على التماسك المجتمعي

إن الأسرة هي النواة الرئيسية للمجتمع، وهي كالجذور للشجرة، وكالماء للزرع، وكالأساس للبيت، وذلك لأن المجتمع يبنى على أساس أن الأسرة هي الركيزة الأولى لهن فإذا كانت العلاقات في الأسرة قوية ومبنية على المحبة والود والرحمة، فإن المجتمع سينشأ على هذا الأساس، والعكس صحيح، فإذا كانت الأسرة مبنية على أساس العنف والبغض سينشأ المجتمع على هذا الأساس.

كيف ننشئ أسرة متماسكة؟

يعتمد إنشاء أسرة متماسكة على العديد من الأمور:

  • حسن اختيار كلا الزوجين لبعضهما، إن حسن اختيار الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها يعود بالنفع على الأسرة في ما بعد، حيث إن اختيار الزوج الصالح ذو الخلق والدين، والزوجة صاحبة الخلق والدين ، وتحفظ مال زوجها وسره، يؤدي إلى تجنب الكثير من المشكلات.
  • حسن التعامل بين الزوجين: إن حسن التعامل بين الزوجين يؤدي إلى شيوع جو من المحبة والرحمة، حيث عن المعاملة الحسنة هي الطريق لنيل المحبة من الطرف الآخر.
  • تربية الأولاد على الحب منذ الصغر، فيربي الأب أولاده، وتربي الام أولادها على أساس المحبة، سيؤدي إلى الاحترام المتبادل والحب والود بين الأخوة.
  • عدم التمييز بين الأخوة ذكورا وإناثا، حيث يؤدي التمييز بين الأبناء على نتائج سلبية، فيشعر الطفل بأنه أقل من أخيه مما يؤدي إلى حقده عليه وقد يؤدي إلى إيذائه أو ضربه للتخلص من شعور الظلم.
  • حل المشاكل التي تحدث في الأسرة بشكل سلمي خالٍ من العنف، ويجدر الاهتمام بالمشاكل التي تحدث بين الام والأب وذلك لأن الأبناء يأخذون من طباع آبائهم.
  • أن يحاول كل فرد من الاسرة أن يربي نفسه ويعالج الصفات السلبية فيه، وذلك لأن التخلص من هذه الصفات السلبية تعين على الود والطمأنينة.
  • أن يخصص الأب جزء من وقته لتربية أطفاله منذ الصغر فلا يشغله عمله عن أطفاله، وذلك لشدة حاجة الأطفال للوالد في هذه المرحلة.

وكما أسلفنا القول فإن إنشاء الأسرة المتماسكة المحبة تعود بالخير على المجتمع ككل، ومن ثم على الحضارة فترتقي بها، وتجعلها في المقدمة، وذلك لان التماسك هو العامل الرئيسي في قوة المجتمع، وزواله يعني ضعف المجتمع، ومن ثم زواله.