يتميز الإنسان في شخصيته عن باقي الناس، فلكل فرد صفات خاصة به تجعله مختلفًأ عن الآخرين، والبعض يرون في هذا الاختلاف نقاط قوة والبعض الآخر يرون أنه سبب للعزلة الاجتماعية، ومن هنا يأتي مصطلح الثقة بالنفس، فالثقة بالنفس تجعل الإنسان متقبّلًا لذاته مهما كان اختلافه عن الآخرين.
إن من أهم سمات الشخصية التي تحدد مصير الشخص هي الثقة بالنفس فهي تحدد علاقته مع نفسه ومع مجتمعه، ويمكن تعريف الثقة بالنفس بأنها تقبّل الذات وحسن الاعتماد على النفس فالشخص الواثق من فسه يتصف بأنه يتحمل المسؤولية ولا يشعر بالتردد أو الخوف، وفي نفس الوقت يحترم الآخرين ولا يقلل من قيمتهم فالثقة بالنفس لا تعني الغرور والتعالي على الآخرين، والثقة بالنفس تعني إيمان الفرد بقدراته وقراراته وأهدافه، وتقبل أخطائه فكل إنسان معرّض للخطأ.
إن الوصول لانعدام الثقة هو أمر خطير، فإن الثقة بالنفس هي عامود الحياة الكريمة، ولتجنب انعدام الثقة بالنفس لابد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك لتجنبها أو محاولة حلّها، وتكون تلك الأسباب كالآتي:
-الجهل بمهارات التواصل: إن من أهم الأسباب التي تؤدي لانعدام الثقة هي عدم القدرة على الحوار والصوت المنخفض والشعور بالخجل الشديد عن التكلم مع الناس، فهذه الأمور تهز من صورة الفرد أمام نفسه.
-الاهتمام لنظرة الآخرين: إنه من المهم الاهتمام لنظرة الآخرين ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه، فإن التأثر بأي رأي يبديه الآخرون يجعل من الصعب للفرد الإيمان برأيه ومعتقداته وما يحب وما يكره، فيتبنى أقكار الناس وليش أفكاره.
-عدم تقبّل الفشل: إن إدمان المثالية يجعل الفرد يقع في حفرة انعدام الثقة، فلا يوجد شخص مثالي بشكل كامل بل الجميع لديهم أخطاؤهم، ولابد من تقبل هذه الأخطاء التي تحدث من حين لآخر حتى يستطيع الإنسان أن يشعر بالراحة والتقبل.
-المقارنة: إن المقارنة دوامة لا يمكن الخروج منها إلا بعدم التفكير بها، سواء كانت المقارنة من قبل الأهل أو المعلمين أو من قبل الفرد نفسه، فإن الإيمان بأن الناس أفضل منك هو أمر يجعل منك إنسانًا غير واثقًا بنفسه، إنه من الجيد السعي لأن تكون أفضل، ولكن يجب أن تؤمن بما أنت عليه الآن وأن بإمكانك التقدم لتصبح أفضل من نفسك الحالية ليس أقضل من الآخرين.
-عدم الرضا عن شكل الجسم: إن النحافة الزائدة أو الوزن الزائد، أو أو حتى الأنف الكبير أو الشفاه الصغيرة، تجعل من الفرد يخجل من نفسه ولا يريد إظهار نفسه للآخرين، ولكن يجب على الفرد أن يعي أن الجمال أمر نسبي، ولا يوجد مواصفات واحدة لتحكم أن الفرد جميل، لذا من الجدير للعلم أن الفرد لابد أن يتقبل شكله ويرى أنه جميل، لأنه عند إيمانه بذلك سيرى الجميع أنه جميل.
إن فقدان الثقة بالنفس لسيت نهاية العالم، فإن الفرد يستطيع إرجاعها بعدد من الخطوات أولها تحديد المشكلة التي تواجهه وسبب عدم ثقته بنفسه هل هو بسبب انعدام أساليب التواصل لديه أو شكل جسمه أو أفكاره الخاطئة عن نفسه، ثم مواجهة تلك الأمور والتعامل معها والتوصل لحلول ويمكن أن يستعين الفرد بأصدقائه أو بأخصائي نفسي في هذه المرحلة، الخطوة التالية تكون بتغيير تلك المعتقدات والابتعاد عن الأفكار السلبية وأيضًا اكتساب بعض السلوكيات التي تحسّن من ثقة الفرد بنفسه وتغيير العادات، ومن الجدير بالذكر أن رحلة استرجاع الثقة بالنفس لن تكون في ليلة وضحاها بل إنه ستأخذ الكثير من الوقت والجهد والمحاولة والفشل ولكن بالنهاية ومع الإصرار والدعم سيصل الفرد لهدفه وهو الثقة بالنفس وهذا النجاح سيزيد من ثقة الفرد بنفسه.