هنالك العديد من الحيوانات التي تعيش في البحار وتتميز بعضها عن الآخر مثلا الحوت الأزرق يعد أكبر حيوان في العالم أما عن القرش الأبيض فيعتبر أشرس وأسرع حيوان في العالم ومن هذه الحيوانات المائية المميزة هو الدولفين، فيتميز عن باقي الحيوانات المائية بذكائه الحاد وطبيعته الأليفة وتجانسه مع البشر، يعتبر الدولفين من الثديات المائية حيث يقسم الدولفين إلى أربعين نوعا ويتراوح طول الولفين ما بين نتر ونصف إلى تسعة أمتار أما عن وزنه فيتراوح ما بين خمسين كغم إلى ما يقارب عشرة طن ما يعادل وزن ثلاثة من الفيلة الإفريقية ويكون حجم الإناث أصغر من الذكور ويتميز الدولفين بجسمه المرن وأسنانه الحادة جدا وهو حيوان يتكيف مع الإنسان فيتميز بالخجل والود والمرح إتجاه البشر وتكون طريقة تواصله عبر النبضات فوق الصوتية ويتغذى عادة على الأسماك وللدولفين عدة ألوان أشهرها اللون الرمادي .
يمكن للدولفين التكيف بشكل إستثنائي مع ما يحيط به فتعيش الدلافين في جميع أنحاء العالم تقريبا ولكن بعضها يفضل العيش في المناطق الضحلة الدافئة والبعض الآخر يفضل العيش في المناطق الباردة وأما الدلافين الأكبر حجما فعادة ما تفضل العيش في المناطق العميقة بعيدا عن الشاطئ ويساعدها جسمها الضخم في الحفاظ على دفئها في أعماق البحار الباردة كما يساعدها جسمها الضخم في حماية نفسها من الحيوانات الأخرى.
تعتبر الدلافيين من الثديات وليس من الأسماك على الرغم من عيشها في المحيط لتكاثرها بالولادة وأيضا لا تستطيع الدلافين البقاء في الماء لمدة طويلة لأنه لا يوجد لديها خياشيم بل أنف فتستطيع المكوث في الماء لمدة عشرين إلى ثلاثين ثانية فقط بعدها تخرج لإستنشاق الهواء ثم تعود إلى الماء ولكن هنالك بعض الفصائل النادرة تستطيع المكوث في الماء لمدة ثلاثين دقيقة تقريبا.
تنام الدلافين بشكل إستثنائي حيث يبقى نصف دماغها مستيقظا والنصف الآخر نائما وتبقى عين من عيناها مفتوحة وسبب إستيقاظ نصف الدماغ هو لمواصلة إستنشاق الهواء حيث إن عملية التنفس عند الدلافين تحتاج إدراكا ولا تكون تلقائية مثل الإنسان كما أيضا تحميه هذه العملية من خطر الإفتراس.
تصل مدة الحمل لدى أنثى الدولفين من تسعة أشهر إلى سنة ونصف بحسب نوع الدولفين وتفضل أنثى الدولفين عند إقتراب الولادة الإنعزال بنفسها وتلد أنثى الدولفين رضيعا واحدا على الأغلب وتستمر بإرضاعه إلى ما يقارب الأربع سنوات حيث يحتوي حليب أنثى الدولفين على نسبة دهون عالية تساعد المولود على الحفاظ على حرارة جسمه.
تعتبر الدلافين أذكى بكثير مما يعتقد الإنسان فإنها تنادي على بعضها بأسماء محددة كما تطلق صوتا خاصا لكل دولفين وتعتبر الدلافين حيوانات إجتماعية حيث تعيش في جماعات وقطعان كبيرة وتحب اللعب.
يوصف الدولفين كطبيب نفسي إذ يساعد اللعب معه على التخفيف من حالات الإكتئاب الخفيفة والمتوسطة وتساعد الدلافين في إكتشاف أماكن الألغام وإزالتها حيث تتمتع بشعور قوي وبصر ثاقب تحت الماء مما يجعلها مثل الكلاب البوليسية فوق الأرض وتتصف الدلافين ببعض الصفات الإنسانية كالحب واللطف والتضحية والأمل.
يعد الدولفين من أكثر الحيوانات الودودة تجاه الإنسان فيعتبر صديقا له ويتصف الدولفين بسرعة التعلم حيث يتعلم من الإنسان العديد من المهارات كأدب التعامل مع الناس وكيفية معاملتهم بلطف بالإضافة إلى بعض الرياضات ككرة السلة والرك ويتعلم الإستماع إلى الموسيقى.
تتكيف الدلافين مع حيوانات أخرى ليس البشر وحسب، فقد لاحظ العلماء أن الدلافين يلعبون الألعاب مع حيوانات أخرى كحيتان العمبر، وللدولفين القدرة على إختراع الألعاب العديدة وتقديم الهدايا فقد جلب بعض الدلافين حبارا من البحر للإنسان كهدية.