قال إبراهيم المازني:
ذهب الوفاء فما أحس وفاء ||| وأرى الحفاظ تكلفاً ورياء
الذئب لي أني وثقت وأنني ||| أصفى الوداد وأتب ع الفلواء
أحبابي الأدنين مهلاً واعلموا ||| أن الوشاة تفرق القرباء
إلّا يكن عطفٌ فردوا ودنا ||| ردّاً يكون على المصاب عزاء
إلّا يكن عطفٌ فرب مقالة ||| تسلى المشوق وتكشف الغماء
إلّا يكن عطف فلا تحقر جوىً ||| بين الضلوع يمزق الأحشاء
هب لي وحسبي منك أنت تك فرقةٌ ||| لفظاص يخفف في النوى البرحاء
فإذا ذكرت ليالياً سلفت لنا ||| حن الفؤاد ونفس الصعداء
دعني أقول إذا النوى عصفت بنا ||| وأجد لي ذكر الهوى أهواء
ما كان أسلس عهده وأرقه ||| ولى وألهج بالثنا الشعراء
لا تبخلوا بالبشر وهو سجيةٌ ||| فيكم كما حبس السحاب الماء
لا يحسن التعبيس أبلج واضحٌ ||| ضحك الجمال بوجهه وأضاء
قد كنت آمل منك أن سيكون لي ||| قلبٌ يشاطرني الوفاء سواء
فإذا بكم كالشمس يأبى نورها ||| أبد الزمان تلبثا وبقاء.
قال علي بن أبي طالب:
ذَهَبَ الوَفاءُ ذِهابَ أَمسِ الذاهِبِ ||| فَالناسُ بَينَ مُخاتِلٍ وَمُوارِبِ
يَفشونَ بَينَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَفا ||| وَقُلوبَهُم مَحشُوَّةٌ بِعَقارِبِ.
قال علي بن أبي طالب:
ماتَ الوَفاءُ فَلا رَفدٌ وَلا طَمَعُ ||| في الناسِ لَم يَبقَ إِلّا اليَأسُ وَالجَزَعُ
فَاِصبِر عَلى ثِقَةٍ بِاللَهِ وَاَرضَ بِهِ ||| فَاللَهُ أَكَرَمُ مَن يُرجى وَيُتَّبَعُ.
قال مهيار الديلمي:
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ ||| فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني
نسامحُ دهرَنا العاصي علينا ||| ونطلبُ طاعةَ الحدَق الحِسانِ
ونرجوا الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ ||| ونحن نخافُ في دار الأمانِ
حبيبك من بني هذي الليالي ||| هما من طينةٍ متصلصلانِ
وما لوناهما إلا وفاقٌ ||| وإن برزَتْ لعينك صِبغتانِ
تُقلَّب لي صَفاةُ أخي فما لي ||| نكِرتُ تقلُّبا في غُصن بانِ
وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا ||| فكيف بنصرِ مختضِبِ البنانِ
أرى الإخوانَ حولي مِلءَ عيني ||| وألقى الحادثاتِ بغير ثاني
وأفتقد الأحبّةَ ثم أرضَى ||| كِراهاً بالوقوف على المغاني.
قال حمزة الملك طمبل:
ذهب الوفاء فلا ندامه ||| مني عليك ولا ملامه
فالناس مثلك في الخدا ||| ع وفي الرياء وفي الدمامه
لكنني منهم لنفس ||| ي أسأل الله السلامه
فالشيخ خزي فادح ||| متستر تحت العمامه
نذل تقفطن بالنفا ||| ق ولف من جشع حزامه
ما هام بالتقوى ولكن ||| بالضلال أرى هيامه
وكذا الأفندي قد أبا ||| ح لكل موبقة زمامه
فتراه مختل النظا ||| م نعى على المولى نظامه.
قال ابن داود الظاهري:
أبى لي الوفاء دوام الجفا ||| وحل الحنين عديم العزا
قعدت إلى الوصل مستعطفاً ||| وقد كنت قبل شديد الأبا
وأني لفي طول كتم الهوى ||| وستريه عنك بفرط الجفا
كمن ينفخ البوق مستخفياً ||| ويضرب بالطبل تحت الكسا
فيا قلب ويحك كن حازماً ||| إذا تاه رام سبيل النجا
ولا تك ذا عزمةٍ جاهلاً ||| إذا ما اعتدى لج في الاعتدا
فسل الحقود برعي العهود ||| وداو الجفاء برعي الوفا
فأوجع من حمل عتب الصفا ||| زوال الصفاء وقطع الإخا
فسامع هواك وكن مدنفاً ||| أحب الدواء لحب الشفا.
قال صفي الدين الحلي:
لَدَيَّ تَصِحُّ ثِمارُ الوَفاءِ ||| لِصَبرِيَ عِندَ اِنقِلابِ الهَوى
وَيَنبُتُ عِندي نَخيلُ الوِدادِ ||| لِأَنَّكَ عِندي دَفَنتَ النَوى
فَلا تَنوِ غَيرَ فِعالِ الجَميلِ ||| فَإِنَّ لِكُلِّ اِمرِئٍ ما نَوى.
• الوفاء لا يعلم ولا يدرس في المدارس، ولا يوضع في أطباق الطعام، الوفاء شعور داخلي ينبع من داخل النفس الصادقة التي لا يهون عليها البعد والجفاء.
• لا حب بلا وفاء، ولا زواج بلا وفاء، ولا صداقة بلا وفاء، ولا أخوة بلا وفاء، الوفاء هو اللبنة الأولى والأساس في أي علاقة، ومتى ذهب الوفاء انتهت العلاقة.
• الوفاء هو طريقنا لاستمرار علاقتنا بالآخرين.
• علينا أن نكون أوفياء مع أنفسنا كما نفعل مع الآخرين، حيث إننا نعد أنفسنا كثيرا بأمور ولا نفعلها، ونعدها بأن نحن عليها ولا نتركها، وتكون هي أول من تأخذ الألم والوجع.
• لا يهمني وفاؤك أمامي، يكفي أن تكون وفيا لي وأنا لست موجودا.
• لا شيء يعلمنا الوفاء كالأصدقاء.